المصالحة الفلسطينية.. ماذا بعد رسالة هنية لرئيس السلطة؟

المصالحة الفلسطينية.. ماذا بعد رسالة هنية لرئيس السلطة؟
الأحد ٠٣ يناير ٢٠٢١ - ١٠:٥٧ بتوقيت غرينتش

يعود ملف المصالحة الفلسطينية إلى الواجهة مجددا، مع الاعلان عن تسلم رئيس السلطة محمود عباس، رسالة خطية من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، تحمل في طياتها مبادرة لانهاء الانقسام واعادة ترتيب البيت الداخلي، سلمها له أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب.

العالم - يقال ان

وقالت "الرئاسة"، في بيان لها أمس السبت، إنه وبعد الاطلاع على الرسالة، أعطى السيد الرئيس توجيهاته لجبريل الرجوب، بإبلاغ حركة حماس بترحيبه بما جاء في الرسالة بشأن إنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتحقيق الوحدة الوطنية من خلال انتخاباتٍ ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل، انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتتالي والترابط، وتأكيده على التزام حركة فتح بمسار بناء الشراكة والوحدة الوطنية.

وبينت "الرئاسة" في بيانها أن الرئيس قرر دعوة رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر للاجتماع به؛ لبحث الإجراءات الواجبة الاتباع لإصدار المراسيم الخاصة بالانتخابات وفق القانون.

موقف حركة فتح..

وفي أول تعليق على تصريحات الرئيس الفلسطيني بشأن المصالحة، قال القيادي بحركة "فتح" جهاد الحزازين إن الموافقة على إجراء الانتخابات تأتي في إطار الموقف الاستراتيجي لتحقيق المصالحة.

وقال الحزازين في تصريح صحفي إن "ترحيب أبو مازن بما ورد بالرسالة التى تسلمها عبر الأخ جبريل الرجوب والتي جاءت من قبل حركة حماس بالموافقة على إجراء الانتخابات وبناء شراكة وطنية ووحدة وطنية واحدة يأتي بإطار الموقف الاستراتيجي والراسخ من قبل الرئيس الفلسطيني وحركة فتح باتجاه تحقيق المصالحة والتجاوب مع أي جهود تبذل، ولذلك بقيت حركة فتح فاتحة أبوابها وذراعيها لتحقيق المصالحة وذلك تجاوبا مع الجهود التي بذلت من قبل بعض الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها جمهورية مصر العربية والأردن وقطر وبعض الدول الصديقة كروسيا".

وأضاف الحزازين أن "تلك الجهود التي استمرت ولم تتوقف أفضت إلى موافقة حماس وقيامها بإرسال رسالة لحركة فتح وللرئيس بموافقتها على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بشكل متتال، ووفق نظام التمثيل النسبي الكامل ما سيرتب على ذلك دعوة سيوجهها الرئيس للدكتور حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية للبحث في آليات إصدار المراسيم الرئاسية الخاصة بالانتخابات مع التأكيد على توجيه الشكر لكل الدول التي ساهمت في الوصول لتلك الموافقة".

موقف حركة حماس...

من جانبه، قال حازم قاسم الناطق باسم حركة "حماس" في تصؤيح صحفي إن "رسالة قيادة حماس التي بعثتها لرئيس السلطة محمود عباس بخصوص المصالحة، تعد استمرارا لجهود الحركة الهادفة لترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء النظام السياسي على مستوى منظمة التحرير ومؤسسات السلطة، ومبادرة الحركة نابعة من إدراكها للقيمة الاستراتيجية لتحقيق المصالحة خاصة في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية".

وتمنى قاسم من "الأخوة في قيادة السلطة إبداء إيجابية حقيقية وخطوات عملية لإطلاق جدي وحقيقي لمسار المصالحة"، مضيفا أن "دور مصر محوري في إنجاز ومتابعة تطبيق أي مسار للمصالحة"، مشيرا إلى "تفعيل نقاط عدة أهمها مسار الانتخابات والمقاومة الشعبية الفلسطينية، وهي آليات تم اعتمادها في لقاء قيادات منظمة التحرير".

هنية يتلقى رسالة خطية من عباس..

كشفت حركة حماس، آخر مستجدات المصالحة الفلسطينية، عقب الرسالة التي وجهها رئيس الحركة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وفي تصريح صحفي، صادر عن طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أوضح أن هنية، تلقى رسالة خطية من عباس رحب فيها بمضمون ما ورد في رسالة رئيس الحركة قبل أيام.

ووفق الحركة، فإن هنية وصف رسالة عباس "أنها تشكل أرضية عمل مشترك للانطلاق باتجاه بناء الشراكة وإنهاء الانقسام، وتجسيد وحدة الوطن والشعب والقيادة والقرار من خلال عملية ديموقراطية حرة ونزيهة".

وفي رسالته، أكد عباس على التزامه والتزام حركة فتح ببناء الشراكة وتحقيق الوحدة باعتبارها هدفا استراتيجيا، معتبرا الحوار الوطني هو الطريق لتجسيد ذلك. وأوضح رئيس السلطة أنه سيعمل على توفير البيئة والمناخ الإيجابي لاستمرار تجسيد كل التفاهمات والاتفاقات بما فيها مخرجات لقاء الأمناء العامين وتفاهمات إسطنبول.

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس أكد في رسالته السابقة لعباس، إجراء انتخابات المجلس الوطني والمجلس التشريعي والرئاسة على قاعدة التوالي والترابط في مدة أقصاها 6 أشهر. وعبّر هنية في رسالته، عن ثقته بدور الدول الشقيقة والصديقة التي بذلت جهودا لتحريك مسار المصالحة وضمان تطبيق الاتفاقات والتفاهمات الوطنية، وخاصة مصر وقطر وتركيا وروسيا.

وأعطى رئيس الحركة توجيهاته باستكمال الحوار عبر القناة المعتمدة ممثلة بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري وإخوانه للتواصل مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية كافة من أجل تطبيق التفاهمات الوطنية وتجسيد الوحدة الفلسطينية. وأوضح النونو أن رئيس حماس، سيوجه كلمة اليوم يستعرض فيها التفاصيل كافة المتعلقة بتطورات مسار تحقيق الوحدة الوطنية.

تحركات سبقت لانهاء الانقسام...

ومع إعلان السلطة الفلسطينية قطع العلاقة مع الكيان الإسرائيلي، في مايو/أيار الماضي بسبب خطة الضم في حينه، لاحت أفق تقارب بين الفصائل الفلسطينية سرعان ما تُرجمت في الثالث من سبتمبر، بعقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية عبر الفيديو كونفراس بين رام الله وبيروت.

تلا ذلك لقاءات بين فتح وحماس انتهت بالاتفاق على إجراء الانتخابات، قبل أن تتأزم بوجود شيطان التفاصيل لتتفجر الخلافات ويعود التراشق مع عودة العلاقة بين السلطة والكيان الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، إسماعيل هنية، قد اعلن سابقا عن وجود مساع جديدة لاستئناف الحوار الوطني من أجل إنجاز المصالحة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، قائلا إن المصالحة "حجر الزاوية والركن الأساس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وشطب حقوقنا في الأرض والمقدسات والعودة".

وأضاف أن حركة حماس تجري اتصالات داخلية وخارجية من أجل إنجاح هذه الجهود والتحركات "لاستكمال ما بدأناه من خطوات في حوارنا مع الإخوة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والفصائل الوطنية والإسلامية لإنجاز متطلبات الوحدة.

وكانت تسود الشارع الفلسطيني أجواء إيجابية، لم تعهد من قبل، جاءت على ضوء التفاهمات الأخيرة بين حركتي فتح وحماس، في مدينة اسطنبول التركية، والتي كان يتطلع الفلسطينيون لأن تطوي سنوات من الخلافات التي عانها منها الشعب الفلسطيني والتي خلفت ازمات في قطاع غزة الى جانب الحصار الاسرائيلي الظالم على على قطاع غزة.