أهله أم الدخلاء.. من الأحرص على أمن الخليج الفارسي؟!

أهله أم الدخلاء.. من الأحرص على أمن الخليج الفارسي؟!
الإثنين ١١ يناير ٢٠٢١ - ٠٤:٠٢ بتوقيت غرينتش

انه منطق القوة، وإلا كيف تبرر امريكا تواجد قواعدها العسكرية، وحاملات طائراتها، وغواصاتها النووية، وبوارجها الحربية، وقاذفاتها من طراز بي 52، وعشرات الالاف من جنودها، في بر وبحر وسماء منطقة الخليج الفارسي، على انها ضرورية لحفظ أمن واستقرار المنطقة، التي تبعد عنها نحو 12 الف كيلومتر.

العالم قضية اليوم

البعض يرى ان هذا التبرير الامريكي، لتواجد كل هذه القوة العسكرية الضخمة في الخليج الفارسي، نابع من رؤية امريكية فوقية ومتعالية الى بلدان المنطقة، وهي رؤية قائمة على اعتقاد مفاده ان الانظمة الحاكمة في هذه المنطقة قاصرة سياسيا، وبحاجة الى كفيل، يحمي مصالحها ويدفع عنها ضد اي تهديد، نظرا لعبور 18 مليون برميل من النفط يوميا من الخليج الفارسي، وهذا الكفيل ليس سوى أمريكا.

التجربة التاريخية اثبتت، ان التواجد العسكري الامريكي في منطقة الخليج الفارسي، ليس لم يجلب الامن والاستقرار لها فحسب، بل كان سببا لانعدام الامن فيها، فأمريكا التي تدعي انها تحمي المنطقة من التهديد، كانت السبب الاول والاخير وراء كل الحروب والفوضى والاضطرابات التي شهدتها المنطقة، فهي كانت وراء تحريض الطاغية صدام حسين لشن عدوانه على ايران، وهي التي اعطت الضوء الاخضر للطاغية صدام لغزو الكويت، وهي التي فرضت حصارا شاملا على العراق وجوعت شعبه، وهي التي غزت العراق وجلبت معها الدمار والفوضى لهذا البلد والمنطقة، وهي التي تقف وراء الحرب على اليمن ، والعدوان على لبنان وسوريا، وهي التي تهدد ايران اليوم، وفرضت حصارا على شعبه طال حتى الغذاء والدواء. فلا حرب ولا عدوان ولا تهديد ولا حصار شهدته دول المنطقة، إلا وكانت امريكا وراءه، بينما نراها لا تنفك تكرر ان كل ما صنعته من كوارث للمنطقة وشعوبها ، هي من اجل أمن المنطقة واستقرارها.

البعض كان يتوقع ان تفقد منطقة الخليج الفارسي اهميتها بالنسبة لامريكا، بعد ان باتت الاخيرة دولة مصدرة للنفط، الا ان هذا التوقع لم يكن في محله، فالهدف الاول من وراء التواجد الامريكي في المنطقة، كان ومازال أمن الكيان الاسرائيلي، وهذا الامن لا يقوم الا على أنقاض أمن الدول المحيطة والقريبة من هذا الكيان، وهو ما يفسر عدم استقرار المنطقة منذ زرع هذا الكيان في قلب العالم الاسلامي.

ما تعنيه امريكا بالمخاطر، التي تهدد المنطقة، والتي تستوجب تواجدها العسكري، هي المخاطر التي تهدد الكيان الاسرائيلي حصرا، وكل ما تقوله غير ذلك، هو ذر للرماد في العيون، مثل خطر ايران، وخطر "التشيع" و خطر حزب الله ، وخطر حماس والجهاد الاسلامي، وخطر الحشد الشعبي، وخطر انصارالله، على "الانظمة السنية" و "السنة" وما الى ذلك من اكاذيب، تبين سخفها حتى للسذج من ابناء المنطقة.

في الوقت الذي يحكم العقل على ان صاحب البيت، هو أحرص من اي شخص آخر، وخاصة الغريب، على أمن وإستقرار بيته، فالساكنون فيه اهله وناسه، الا ان امريكا، وعلى مدى عقود، حاولت ان تروج لكذبة سخيفة مفادها انها، احرص على امن واستقرار منطقة الخليج الفارسي، من إيران!!. وهو ما دعا قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد على خامنئي الى ان يؤكد في اكثر من مناسبة، على ان "الخليج الفارسي بيتنا ومكان تواجد الشعب الايراني العظيم". فوجود إي غريب في بيت شخص ما، دون علم صاحب البيت، او رغم ارادته، يعني ان هذا الغريب، إما قاتل او لص.

في ذات السياق، جاءت تصريحات قائد القوة البحرية لحرس الثورة الاسلامية الادميرال علي رضا تنكسيري، أمس، تأكيدا لما ذهب اليه قائد الثورة الاسلامية، عندما اكد على ان منطقة الخليج الفارسي تحظى بالامن الكامل، بفضل القوات المسلحة الايرانية، واذا كانت هنالك قوة تريد زعزعة الامن فيها، فهي ليست سوى القوات الامريكية، الاتية من اماكن بعيدة، والتي لا تملك في النهاية من خيار، الا خيار مغادرة منطقة الخليج الفارسي والى الابد، ليعيش اهلها، جنبا الى جنب، في وئام كما كانوا منذ القدم، بعيدا عن خبث ونفاق الدخلاء والغرباء.

نجم الدين أمين - العالم