الحكومة اللبنانية بين المبادرة الفرنسية والحسابات الخليجية والأميركية

الجمعة ٢٩ يناير ٢٠٢١ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

يترنح المشهد السياسي اللبناني بين إحياء المبادرة الفرنسية وإعادة صوغ مبادرة جديدة، حيث تزيد في تعقيد الطبخة الحكومية وتعميق الانقسامات في الرؤى حول شكل وطبيعة الحكومة المفترضة.

وتبدأ الحسابات الخارجية من واشنطن وباريس ولا تنتهي بالمصالح الخارجية التي تحاول لملمة خسائرها المتعاقبة في السنوات الأخيرة.

أما الحسابات الداخلية الضيقة فلم تعد مجرد خلافات على حقيبة هنا ووزارة هناك إنما توسع المشهد ليشمل استحقاقات نيابية ورئاسية تتداخل فيها المصالح الحزبية والطائفية.

هذا وأكد الكاتب السياسي اللبناني إبراهيم بيرم أن مشكلة تشكيل الحكومة اللبنانية داخلية أكثر مما هي خارجية منوها إلى أن بإمكان الرئيس الحريري إذا تخلى عن الكثير من الحسابات ومنها الخليجية والأميركية من تشكيل الحكومة في لبنان.

ولفت إبراهيم بيرم إلى أن احتمالات التصعيد في الشارع واردة، موضحا أن: استخدام الشارع أو اللجوء إليه أو التوسل بالشارع من قبل الأطراف المعنية بالأزمة اللبنانية هو احتمال كان دائما موجود كلما تأزم المشهد السياسي.

لكنه أشار إلى أن الوافد الجديد هو "التحريك الفرنسي"، مبينا أن فرنسا: أنبأتنا بطريقة أو أخرى إمكانية إعادة بعث الروح من خلال مبادرتها، حيث كانت المبادرة الوحيدة بعد أن كان الوضع اللبناني متروكا.. فاعتبرها البعض صمام أمان أو كوة ضوء بهذا المشهد الحالك والمتشابك والذي وصل أحيانا إلى الحديث عن أزمة النظام.

ونوه إلى أن: "الحسابات الخليجية والحسابات الأميركية والصراع بين الجمهورية الإسلامية والقوى المعادية لها كله يعكس نفسه على الشارع اللبناني."

ورأى بيرم أن المبادرة الفرنسية تتلمس طريقها للخروج من مرحلة الكمون، وقال: أعتقد أن الفرنسيين فهموا أن الطريقة التي أداروا بها المبادرة منذ فترة لم تكن تعجب بعض الأطراف.. فحكومة الاختصاصيين التي كانوا يتحدثون عنها لم تكن ناجحة، لأن فيها نوع من إلغاء طبقة سياسية وكذلك تجربة سياسية طويلة وإلغاء للأكثرية النيابية التي تدعي أو تزعم بأن لها حق بأن تكون لها كلمة بالتشكيلة.. فهم يحاولون أن يلغونها.

وأضاف: "أعتقد أن الفرنسييين تخلوا عن هذه الفكرة على الأقل.. لكنهم لم يتخلوا عن الرئيس سعد الحريري رئيسا مكلفا."

ونوه كذلك إلى أن: الأمر الثالث هو أن الفرنسيين محافظين على عدم كسر الرئيس عون، فهو بالنسبة لهم من ثوابت الحالة السياسية اللبنانية.

وفي جانب آخر من اللقاء أشار إلى أن: المشكلة هي بيد الرئيس الحريري، فهو مربك.. الحسابات الخليجية تعرقله، مثل خوفه من الأميركان أيام ترامب حيث عرقلوه، والآن وبعد رحيل ترامب بات الحوار بين ماكرون وبايدن يعتبر معطى إيجابيا يتم الاستناد إليه خصوصا في إحياء المبادرة الفرنسية.

وأكد إبراهيم بيرم أن: "المشكلة داخلية أكثر مما هي داخلية.. بإمكان الرئيس الحريري إذا تخلى عن الكثير من الحسابات ومنها الخليجية والأميركية بإمكانه تشكيل حكومة في لبنان اليوم قبل الغد."

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5413598

تصنيف :