التغريبة الفلسطينية تعود بإخراج إسرائيلي وإنتاج خليجي

التغريبة الفلسطينية تعود بإخراج إسرائيلي وإنتاج خليجي
الإثنين ١٥ فبراير ٢٠٢١ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

بعث الله سبحانه وتعالى الرسالة النبوية عبر الجزيرة العربية الى البشرية جمعاء لينبئها بدين الحق، الإسلام المحمدي، الذي اخرج الإنسان من الظلمات الى النور، فهي كانت رسالة ربانية طهرت الارض والمجتمع والإنسان من الوثنية وادخلتها الإسلام عبر آخر الرُسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.

العالم يقال ان

منذ بزوغ فجر الإسلام حافظ الإنسان المسلم المؤمن على الرسالة المحمدية الخالدة بالعقيدة. فلا فتن ولا اختلافات مذهبية ولا حروب عقائدية استطاعت النيل من الرسالة النبوية، حتى تحولت سبل الإستهداف إلى ما يلائم مقتضيات كل فترة زمنية كان يستهدف بها الدين، عبر الملحدين والماديين الذين حاربوا الدين بالأكاذيب والإفتراءات وتحريف الأحاديث والروايات التاريخية وتحويلها إلى شبهات، وهو الواقع الذي قسّم الإسلام إلى مذاهب وفرق خاضت معظمها صراعات عقائدية شائكة.

الحقب الزمنية التي شهدت أحداث الصراع عقائديا، أنشأت فيما بعد أسوأ عدو للأديان السماوية برمتها، ولدت من رحم تلك الحقب، عصابة تسمى بالحركة الصهيونية التي نصّبت نفسها متحدثة باسم اليهود، ومخيرةً لإرتكاب جرائم يدنى لها الجبين باسم اليهود، عصابة يقودها جبابرة الحروب وتجار الدم الذين تدربوا في غرف الموساد والسي آي أيه ويحطون الرحال في أي أرض ثمراء، فتقتل وتهجّر وتنتهك حرمات سكانها وتنهب خيراتهم، غير أن هذه الحركة بعيدة كل البعد عن جوهر الأديان السماوية.

وفي خطوة مدروسة بحسب المعطيات أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، تأسيس ما يسمى برابطة تجمع المجتمعات اليهودية في دول الخليج الفارسي، وذلك بعد أشهر من اتفاقيات التطبيع مع البحرين والإمارات.

الرابطة الجديدة هي الأولى من نوعها، وتقول مصادر إنها ستضم يهوداً من الإمارات والبحرين وعمان والسعودية وقطر والكويت، وشعارها وهدفها نمو وازدهار الحياة اليهودية أو الأصح "الصهيونية" في تلك الدول، ولو تساءل القارئ عن طبيعة التواجد الصهيوني في المنطقة لكشف خيوط الإستراتيجية الصهيونية الجديدة التي تتجه إلى إختراق المجتمع العربي والإسلامي عبر العقيدة والتغلغل في فكر أبناء دول الخليج الفارسي عبر ما يسمى بثقافة التسامح بين الأديان، بيد ان المخدوع الذي فتح الباب على مصراعيه لهذه الحركة التي كتبت قصة تغريب الفلسطينيين وأنتجتها، يبدو انه لا يعرف بأن الصهيونية نجحت أيضا في توزيع تلك القصة على شعوب الخليج الفارسي التي كانت تتحرز من مغبة السقوط في مستنقع التطبيع واليوم باتت تعيش تغريبة جديدة في الفكر والعقيدة، فكم من مواطن خليجي ارتد عن الإسلام بالخفاء والعلن واعتنق اليهودية والمسيحية ضاربا عرض الحائط مبادئ دينه وعقيدته السمحاء بعد ما كان حماة لهذا الدين.

* ماجد الشـرهاني*