من معراب الى بكركي.. مسيرة وطن ام توطين وصاية خارجية ؟!

من معراب الى بكركي.. مسيرة وطن ام توطين وصاية خارجية ؟!
السبت ٢٧ فبراير ٢٠٢١ - ١٠:١٨ بتوقيت غرينتش

ثمة مشهد بات يلوح به بعض القوى السياسية المنضوية في فصيل الرابع عشر من آذار  في لبنان المدعوم بالسياسة امريكيا وبالمال سعوديا يسعى من خلاله البعض لعزل لبنان عن محيطه العربي والاسلامي كمقدمة لما يحضر له للمنطقة من اتساع رقعة الاستسلام لاجندات الخارج في المنطقة وخاصة تلك المتعلقة بمحاصرة المقاومة والمطالبة بنزع سلاحها. 

العالم- لبنان

هذه الدعوة المشبوهة يحاول فريق سياسي لبناني حملها تحت مسميات عدة بالدعوة الى تدويل ازمة لبنان الداخلية ووضعها تحت وصاية دولية وطورا من خلال ما رفعه البطريرك الماروني بشارة الراعي من شعار الحياد وما يحمل من تبطين معروف الاهداف ومكشوف النوايا من وراءه.

من هنا تسعى هذه القوى وفي مقدمها القوات اللبنانية التي تنسق بشكل واضح مع المملكة السعودية بصدد الدعم المالي لاي مشروع فوضوي في لبنان ان تحمل هذه الدعوات كقميص عثمان وتجول به على باقي اقطاب الشارع المؤيد لها او الذي يلتقي في الاهداف مع طروحات التدويل والحياد ليس قناعة كما يقول بعض النطلعين بقدر ما بات يزع هؤلاء ومشغليهم ما انجزته المقاومة على مدى السنوات الماضية من انتصارات على الاحتلال الصهيوني والجماعات التكفيرية ورسم خارطة قوة لمحور المقاومة بمواجهة كل مشاريع الهيمنة والاحتواء التي تسعى اليه دول التربص شرا بلبنان.

مصادر لبنانية مطلعة تقول ان تسويق حزب القوات لمشروع التدويل قديم وهو يلتقي مع ما سمي بطرح بكرمي كونه يحقق نفس النتيجة المنشودة اذا ما نجح مشروعهم.

وحاولت هذه القوى استثمار وجع الناس ومطالبهم من خلال توظيفها السياسي في حراك الشارع المطلبي بدفع وتوجيه مباشر من بعض السفارات العربية والاجنبية في لبنان وعلى راسها سفارة امريكا في عوكر لرفع شعارات نزع سلاح المقاومة من خلال تجربة او بروفة كما سمها بعض المطلعين لجس نبض الشارع الا انها باءت بالفشل نتيجة وعي الجماهير المنتفضة وعدم الانسياق وراء فتنة تسعى اليه تلك الدول عبر ادواتها الداخليين .

ففشلت لتنتقل الى التصويب المباشر على حزب الله بعد انفجار مرفأ بيروت. وهذه المحاولة ايضا فشلت ما شكل صدمة معنوية لدى هذا الفريق المرتهن خارجيا لرغبة اسياده واولياء نعمته كما سماهم احد المطلعين.

واليوم تمثل الدعوة الى التجمهر امام بكركي بدعوة من احزاب الرابع عشر من اذار محاولة محكوم عليها بالفشل كونها تستولد انقساما عاموديا بين اكثرية مع سلاح المقاومة واقلية ضده الا ان هذا التجمع يرادمنه كما تقول بعض المصادر ارسال مسج الى الخارج لتكبير كرة النار التي تلعب القوى الآذرية وعلى راسها جماعة سمير جعجع وحلفائه لتوسيع الشرخ المجتمعي بين اللبنانيين وخاصة بين المسلمين والمسيحيين في مسعى واضح تقوده بعض التحزاب المسيحية المتشددة الى تكريس فدرالية المناطق وتقسيم الجغرافية والمجتمع معا ما يخدم بوضوح اعداء لبنان ويقوض من سيادته وانتمائه العربي والاسلامي.

في وقت تسعى القوى السياسية الاخرى وعلى راسهم حزب الله تقليص مساحة الخلاف بين اللبنانيين واعادة تموضعه في محوره القوي بعيدا عن محاولات ذر الرماد في العيون وتحريف الحقائق وتزوير الوقائع والتصويب على العدو الحقيقي للبنان سيما الادارة الامريكية التي تفرض حصارا وعقوبات على اللبنانيين وتمعن في توسيع فجوةالازمة الاقتصادية.

في الختام ان ما تسعى اليه ابواق الفتنة في لبنان بايعاز من الخارج لا يخدم لبنان مطلقا بقدر ما يؤمن مصالح الدول المتربصة بامن وسيادة لبنان خاصة الاحتلال الاسرائيلي.

فاذا كانت هذه المحاولات مقصودة او غير مقصودة فالنتيجة هي تدمير لبنان لحساب الإحتلال الاسرائيلي وارضاء الانظمة الخليجية الزاحفة نحو استعطاء الرضى الامريكي عبر التطبيع مع المحتل .

حسين عزالدين - مراسل قناة العالم

تصنيف :