هل بإمكان إبن سلمان أن يغطي على التشوهات الخِلْقِيةّ لنظامه بالمال؟

هل بإمكان إبن سلمان أن يغطي على التشوهات الخِلْقِيةّ لنظامه بالمال؟
الإثنين ٢٦ أبريل ٢٠٢١ - ٠٥:٥٤ بتوقيت غرينتش

عادة دأب عليها النظام السعودي منذ تأسيسه وحتى اليوم، وهي عادة دفع اموال طائلة لشركات امريكية من اجل تحسين صورته داخل امريكا، اعتقادا منه انه اذا حصل على رضا الامريكي، فلا خوف على نظامه وعلى حكم آل سعود. وهذه العادة يسير عليها اليوم ايضا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولكن بشكل اكثر هوسا واندفاعا.

العالم كشكول

من نقاط ضعف ابن سلمان العديدة، انه يتعامل مع القضايا، كما كان يتعامل جده واعمامه قبل عقود طويلة، دون ان يأخذ بنظر الاعتبار التطورات التي حدثت بعد الثورة المعلوماتية وفي وسائل الاعلام والتي حولت العالم الى قرية صغيرة. فهو عندما أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول وتقطيع جثته بالمنشار وحرقها بالتيزاب والنار، كان يقلد عمه فهد بن عبدالعزيز، والذي كان ايضا وليا للعهد عام 1979 ، عندما امر بخطف الصحفي السعودي ناصر السعيد من لبنان، ومن ثم قتله بطريقة بشعة، عندما القوا بجثته من الطائرة في الصحراء، وترك أشلائه وجسده الممزق نهبا للضواري والوحوش.

جريمة قتل السعيد مرت في صمت دون ان تثير الراي العام العالمي، الا ان جريمة قتل خاشقجي، كان العالم قد اطلع عليها، في الوقت الذي كان المجرمون يمزقون جثته داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، كما شاهد العالم كيف كان المجرمون يخرجون من القنصلية وهم يحملون جسد خاشقجي الممزق في حقائب.

اما جريمة حرب اليمن، فتتصاغر امامها جريمة خاشقجي، حيث يفتك ابن سلمان بالشعب اليمني منذ اكثر من ست سنوات، حتى باتت مأساة الشعب اليمني من اكبر المآسي التي تواجهها الانسانية في العصر الحديت. اما فيما يخص فتكه بالمعارضه واسكاته حتى الاصوات المحايدة، فحدث ولا حرج، فمازالت قضية الناشطة لجين الهذلول محط اهتمام الراي العام العالمي، حيث سجنت وعذبت ومورس ضدها مختلف التجاوزات حتى الجنسية منها، لمجرد انها دعت الى منح المرأة السعودية الحق في قيادة سيارة!!.

اليوم يأتي إبن سلمان، ورغم الازمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده بسبب سياسته الطائشة، ويدفع الملايين للشركات الامريكية من اجل تحسين صورته التي باتت مشوهة الى حد كبير، رغم فترة حكمه القصيرة. حيث كشفت وسائل إعلام أمريكية عن تعاقده مع شركة "ايل اس 2 غروب" الامريكية لتحسين صورته مقابل مبلغ مليون دولار شهريا.

الخبر نقله موقع "ديس مونيس"، مضيفا ان العقد ينص على تحسين صورة ابن سلمان واظهار "تقدم" المملكة في جانب حقوق الانسان!!، وخاصة المرأة!!.

اللافت ان كل العاملين في الشركة هم من الحزب الجمهوري ومن سياسيين امريكيين تربطهم بآل سعود علاقات اقتصادية من امثال، تشاك لارسون عضو الحزب الجمهوري وسفير أمريكا السابق في لاتفيا في عهد جورج دبليو بوش، والذي عمل والده كمدير لإنفاذ القانون لمشروع دوريات الطرق السريعة في أوائل الثمانينيات.

ولا يقتصر عمل الشركة على الدعاية وحسب، إنما يقوم أعضاء الشركة بحملة علاقات عامة مع أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس لمنع تشريع قوانين تستهدف فرض عقوبات على المملكة، وهو ما حصل أثناء تمرير الكونغرس قانونا يحمي المنشقين السعوديين ويفرض عقوبات على تصدير السلاح الأمريكي للسعودية من أجل إيقاف حرب اليمن. فخلال جلسة التصويت، امتنعت آشلي هنسون ممثلة الدائرة الأولى عن ولاية آيوا -من أصل 4 ممثلين- عن التصويت على القرار.

لقد فات ابن سلمان، ان التشوهات التي يحاول تجميلها في نظامه هي تشوهات خِلْقِيةّ ولدت مع نظامه، ومن الصعب إزالتها، وهذه الحقيقة اشار اليها الناشط الحقوقي براين تيريل، عندما اكد إن أخذ الأموال من طاغية يقتل المدنيين في اليمن، ويسجن النساء المطالبات بحقوق الإنسان، هو أمر مروع للغاية، وعلى الأمريكيين أن يفتحوا عيونهم أمام حملات التسويق المشوهة التي تغطي على الحقيقة في السعودية.