سياسة التجويع الامريكية تنقلب هزيمة مدوية أمام إرادة الشعوب

سياسة التجويع الامريكية تنقلب هزيمة مدوية أمام إرادة الشعوب
الإثنين ١٧ مايو ٢٠٢١ - ٠٤:١٦ بتوقيت غرينتش

أصبحت سياسة التجويع والعقوبات الاقتصادية أحد أهم أركان السياسة الامريكية خلال السنوات الاخيرة، بهدف تركيع الشعوب، وعبر استخدام ذرائع مختلفة تارة تستخدم مصطلح "الارهاب" وتارة "الكيماوي" وتارة "حقوق الانسان"، مستخدمة كل هذا لخدمة مصالحها ومصالح الكيان الاسرائيلي.

العالم - قضية اليوم

من الواضح ان الهدف الرئيسي والاساسي لامريكا من وراء استخدام سياسة "القتل الجماعي" عبر تجويع الشعوب، هو الدفاع عن "مصلحة اسرائيل"، وهي مصلحة قائمة على العدوان واغتصاب الارض وتشريد الشعب الفلسطيني.

بعد فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 وغزة محاصرة، ومنذ عام 2015 واليمن محاصر، ومنذ عام 1979 وايران محاصرة، ومنذ سنوات طويلة ولبنان محاصر باشكال مختلفة ومبطنة، وقد تكثفت هذه الاشكال وبشكل كبير مؤخرا، اما فصاائل المقاومة المنضوية تحت لواء محور المقاومة، مثل حزب الله وانصارالله والحشد الشعبي والعديد من فصائل المقاومة الاخرى، فاغلبها في القائمة الامريكية للارهاب،.

اللافت ان هذه الحصارات الامريكية، تشارك فيها جميع دول العالم، حتى تلك غير الراغبة بذلك ، خوفا من العقوبات الامريكية، واللافت اكثر هو مشاركة الدول العربية الثرية ونخص بالذكر الدول العربية النفطية والغازية في الخليج الفارسي، الا ان هذه المشاركة لم تأت عن ضغط او خوف من امريكا، بل هي طوعية تأتي في اطار الدور الوظيفي لهذه الانظمة، التي تطارد كل شخص يدعم محور المقاومة، حتى لو كان هذا الدعم معنويا، كما نشهد اليوم في السعودية والامارات والبحرين.

امريكا والغرب "واسرائيل" والانظمة العربية الرجعية والمطبعة، كانت تعتقد انها حققت اهدافها من سياسة التجويع غير الانسانية، عبر العقوبات والحصارات، الا ان الملحمة الكبرى التي تسطرها فصائل المقاومة هذه الايام في غزة، والتي تمثلت في وصول صواريخ المقاومة الى جميع جغرافيا فلسطين المحتلة دون اسثناء، وسلبت النوم من عيون 6 ملاييين مستوطن ودفنتهم بالملاجىء، وعطلت الحركة في جميع مطارات "اسرائيل"، وقهرت "الجيش الذي لا يقهر"!!، أنهت مخطط وأد القضية الفلسطينية، كما أنهت حلم الحركة الصهيونية في اقامة كيان مسخ على ارض "بلا شعب"!!.

ان الصواريخ وتقنية صناعة الصواريخ، التي تدك فيها المقاومة "اسرائيل" اليوم ، وتحقق الانتصارات الباهرة، وصلت الى غزة المحاصرة، من ايران المحاصرة، ومن حزب الله المحاصر، ومن كل المقاومين والاحرار والشرفاء، المحاصرين والمطاردين من امريكا والغرب و"اسرائيل" والرجعية العربية. اليوم تقدم غزة درسا تاريخيا، لجميع شعوب العالم، عنوانه "هكذا ينتصر المحاصرون"، واثبتت عمليا ان الحصارا لا يفت من عضد الشعوب في الدفاع عن نفسها ضد الطغيان الامريكي والعدوان الاسرائيلي، بل على العكس تماما، يزيدها عزما واصرارا ومنعة وقوة، شريطة ان تؤمن هذه الشعوب بنفسها، وقبل ذلك تتوكل على الله في كل شيء.