هل خيار الإجتياح البري لغزة مازال قائماً؟

هل خيار الإجتياح البري لغزة مازال قائماً؟
الإثنين ١٧ مايو ٢٠٢١ - ٠٩:٣٣ بتوقيت غرينتش

انقسم المراقبون والمحللون السياسيون والعسكريون، حول احتمال ان تشن "إسرائيل" هجوما بريا على قطاع غزة واحتلاله، فهناك من اعتبر خيار الاجتياح البري لغزة قائما، وفقا لمعطيات الميدان، بينما يرى آخرون ان خيار الاجتياح البري لم يكن موجودا على الطاولة "الاسرائيلية" منذ البداية، وفقا لمعطيات الميدان ايضا.

العالم يقال ان

الفريق الذي مازال يرجح خيار الاجتياح، يستند الى كثافة القصف الجوي "الاسرائيلي" على غزة، وهو قصف يمكن وصفه بالجنوني والهستيري، والذي لم يوفر لا مرفقا سكنيا او مدنيا ولا مرفقا عسكريا او أمنيا، حيث يرى الخبراء العسكريون ان "اسرائيل" تزج بـ200 طائرة عسكرية لقصف رقعة جغرافية صغيرة لا تحتاج الا لـ20 طائرة فقط، الامر الذي يعتبر تمهيدا لغزو بري.

ويدعم هذا الفريق نظريته ايضا بفشل القبة الحديدية "الاسرائيلية" في اعتراض صواريخ المقاومة التي وصلت الى كل مكان في فلسطين المحتلة، وهو ما يضطر قوات الاحتلال الى شن هجوم بري، للوصول الى منصات ومواقع اطلاق الصواريخ في غزة وتدميرها.

الفريق الثاني، يرى ان خيار الحرب البرية ليست واردة، ولا وجود لها في اجندة "اسرائيل"، لا لانها لا تريد ذلك حقنا للدماء ولقضايا انسانية!!، بل لانها لا تستطيع تنفيذ هذا الخيار، الذي حاولت ان تجربه في عدوان عام 2014 ضد غزة وفشل فشلا ذريعا وتلقت ضربات موجعة، فالمقاومة في غزة اثبتت انها الاقوى على الارضن خاصة على ارض غزة.

لكن مع هذا يبقى هناك سؤال يطرح نفسه، اذا كان خيار الاجتياح البري لم يعد قائما، تُرى لماذا تقوم قوات الاحتلال بمواصلة القصف الهستيري لغزة وتدمير ابراجها السكنية ومنازل الفلسطينيين على رؤوس الاطفال والنساء؟!. من الواضح ان نتنياهو وجنرالاته، يبحثون عن انتصار وهمي حتى على حساب تمزيق اجساد الاطفال والنساء العزل، بعد ان اذلتهم وعرتهم صواريخ المقاومة، التي ثبتت معادلة جديدة، مفادها ان زمن قيام قوات الاحتلال بقتل الفلسطينيين وتشريدهم، دون ان يدفعوا ثمن جرائهم او يتصدى لهم احد، قد ولى، فاليوم على كل مستوطني الكيان الاسرائيلي، ان يدخلوا الملاجىء، لانهم تجرأوا على الاعتداء على اهالي حي الشيخ جراح في القدس، من اجل سرقة منازلهم.

مهما حاول نتنياهو ان يظهر بمظهر القوي والمنتصر، بقتله اطفال ونساء غزة وهدم بيوتهم على رؤوسهم، إلا انه سيبقى امام الري العام الفلسطيني والعربي والاسلامي، مهزوما امام شباب في ريعان العمر لا يملكون الا الايمان بالله وبعدالة قضيتهم وبدعم محور المقاومة، كما انه سيبقى مهما حاول، امام الراي العام العالمي مجرم حرب وقاتل اطفال، واما الراي العام داخل "اسرائيل"، سياسي فاشل وفاسد، يحاول التهرب من مصيره المحتوم وهو السجن والعزلة السياسية.