بالفيديو.. المرشح قاضي زاده يتحدث عن سياسته الخارجية والاتفاق النووي

الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

قال المرشح في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية السيد أمير حسين قاضي زاده هاشمي أن الأميركيين سيصلون إلى نتيجة بسرعة قياسية فيما يتعلق بالمفاوضات النووية مع حكومته كما أكد على ضرورة تعزيز الحوار والمساعدة على تبادل المصالح المشتركة مع دول الجوار مشيراً الى أن دعم شعوب المنطقة هو تكليف شرعي ينص عليه الدستور ايضاً.

العالم - خاص العالم

وإليكم نص المقابلة المشتركة لقناتي العالم وبرس تي في مع المرشح للرئاسة الجمهورية الإيرانية السيد أمير حسين قاضي زاده هاشمي:

السؤال الأول: إسمح لي أن ابدأ من موضوع الاتفاق النووي والمفاوضات الجارية في فيينا، كما تعلمون منذ أكثر من ثلاثة أشهر بدأت إيران بالمفاوضات مع الدول الأعضاء في الاتفاق النووي والهدف من هذه المفاوضات هو رفع الحظر المفروض على إيران اضافة إلى إحياء الإتفاق النووي، حتى هذه اللحظة لم تخرج هذه المفاوضات بنتيجة ملموسة، إذا ما فزتم وجلستم على سدة الرئاسة ما هي سياساتكم تجاه الاتفاق النووي والمفاوضات الجارية في فيينا.. ومن جانب آخر إذا ما استمرت الولايات المتحدة الأميركية بسياساتها ولم ترفع الحظر المفروض على إيران كيف ستتعاملون مع هذا الملف؟

قاضي زاده هاشمي: أيّ دولة تدخل في معمعة المفاوضات مع دولة أخری فهي تهدف الحصول علی مکاسب، بمعنی أن تتضح مصالح الطرفین ونعلم بموضوع المفاوضات وما هو منهج مبادئ الحوار وضمانات المفاوضات.

هناك دول لها ماض في الدخول في مفاوضات طویلة مع أميرکا ولکن من دون أي نتیجة ملموسة، هذا هو دیدن الأميرکیین الذین یسعون إلی التقلیل من أهمیة مطالب الطرف المقابل وتمییعها بهدف دفعه إلی التراجع کما فعلوا مع الفلسطینیین والصینیین والکوریین الشمالیین ودول أخری. إذاً هذه إستراتیجیة أميرکیة، والآن کیف یمکن دفع الأميرکیین للتخلي عن هذه الإستراتیجیة؟ حینما یکون الزمن في غیر صالح الأميرکیین. کلّما أطالوا أمد المفاوضات کان ذلك في غیر صالحهم، وإلا سوف یعملون علی إطالة أمد المفاوضات من دون أي سبب. متی یکون الزمن في غیر صالح الأميرکیین؟ حینما ترتفع وتیرة الإجراءات وتبلورها في إیران وتصبح تضرّ الأميرکیین وحلفائهم في المنطقة، تجدهم یستعجلون الحصول علی نتیجة ما، نفس العمل الذي قاموا به في المفاوضات الإبتدائیة. لماذا حضر جون کیري إلی المفاوضات في مدینة جنیف وبقي لفترة زمنیة طویلة إلی حین التوصّل لنتیجة؟ السبب هو أنّ الزمن لم یکن إلی جانب الأميرکیین ولم یکن في صالحهم. تتمیّز المفاوضات بوجود نصّ رئیسي فیها إلی جانب نصّ جانبي الذي یُعدّ أهمّ من النصّ الرئیسي ویعتمد علی کیفیة تنظیمکم له، لهذا أنا کلّي ثقة من أنّ الأميرکیین سیصلون إلی نتیجة بسرعة قیاسیة في المفاوضات مع حکومتي والسبب هو أنّهم سیکونون مضطرّین.

السؤال الثاني: السیّد قاضي زاده هاشمي، ما هي برأیکم أهمّ التحدّیات والفرص أمام إیران علی الصعید العالمي؟

قاضي زاده هاشمي: أکبر فرصة للجمهوریة الإسلامیة في إیران علی الصعید العالمي یتمثّل في الموقع الجغرافي المهم لها إلی جانب وجود أصدقاء کثیرین لها علی مستوی شعوب العالم ویُعتبر هؤلاء فرص لنا. لدی الجمهوریة الإسلامیة في إیران قوّة ناعمة ویمکن الاستفادة منها في مجالات عدّة. أمّا فیما یخصّ التهدید فیتمثل في الشرخ الذي أوجده الغربیون في منطقة غرب آسیا، ما أدّی إلی حدوث سوء فهم وهذه الحالة سوف تستنزف منّا طاقة کبیرة إلی أن نضع حدّاً له لنعید العلاقات بین دول المنطقة إلی حالتها العادیة.

السؤال الثالث: الدول الأعضاء بمجلس التعاون في الخليج الفارسي هي الدول الست الجارة لإيران، نظرا للسياسات المختلفة لهذه الدول تجاه إيران وتجاه الأمور التي تجري في المنطقة، كيف ستتعاملون مع هذه الدول؟ هل لديكم سبل وخطط لتعزيز العلاقات وتوسعة العلاقات مع هذه الدول؟

قاضي زاده هاشمي: علینا الوصول إلی نقطة تفاهم تمنحنا الفرصة لحیاة یسودها السلام، وما یُعتبر ضروري لتحقیق هذا الأمر هو المساعدة في تبادل المصالح وعدم السماح لأيّ تهدید مشترك یستهدفنا، لا یجب علینا أن نمثّل تهدیداً للدول الجارّة ولا هم یشکّلون تهدیداً لنا، فلو حدث وإن وُجدت دولة ثالثة صدیقة لهم لا یجب أن تکون سبباً في تهدید مصالحنا، کما لا یجب علی القواعد الأميرکیة أن تتحوّل إلی مراکز للقیام بعملیات اغتیال لشخصیات، كما حدث في العراق مثلاً، هذه الأمور حدثت ألیس کذلك؟ ما یتطلّبه الأمر هو زیادة المحادثات والحوارات فیما بیننا. إیران والحمد لله دولة مترامیة الأطراف وقویّة ستحتاج إلیها دول المنطقة، ونحن بحاجة إلی جیراننا أیضاً، هم بحاجة إلینا ونحن بحاجة إلیهم، علینا أن نضع هذه الحاجات المشترکة في الوسط کما یجب علینا وضع مطالب الشعوب في الوسط ونقوم بحلّ الأمور التي تسبّب سوء الفهم. بالطبع، لدینا مع بعض الدول مشکلات أقل، أو بالأحری لا مشاکل بیننا وبینها وهي تُعتبر من جملة الدول الصدیقة لنا، بینما بعض الدول الأخری لدین سوء فهم ومشکلات أکثر، لذا یجب علینا التطرّق لها، علی سبیل المثال مع الإمارات التي لدینا معها حجم کبیر من المعاملات التجاریة، لذا یجب أن تکون لنا معها علاقات جیّدة، لهذا یجب علینا التوجّه إلی خفض التوتّر وتقلیل وتیرة التهدیدات، نحن لا نرغب في رؤیة المواجهات في منطقتنا کما یجب أن تکون هناك نقطة لإنهاء المواجهات والمعارك في الیمن، وایران ترغب في مد ید المساعدة في هذا المجال، وبما أنّ السعودیة خطت خطوة وهي راغبة في أن نقوم بمساعدتها من المؤکّد أنّ حکومتنا ستساعدها في إنهاء القضیّة الیمنیة في أسرع وقت ممکن.

السؤال الرابع: ماهي الأولویة في السیاسة الخارجیة لحکومتکم، بمعنی آخر ماهي أهمّ الخطوات التي ستتخذونها بعد تشکیل حکومتکم؟

قاضي زاده هاشمي: قمنا بتحدید ثلاث طبقات لسیاستنا الخارجیة، من الطبیعي من ناحیة المناطق تُعتبر منطقتنا من أهمّ المناطق، لدینا 15 دولة جارّة وتعداد سکّان یبلغ 600 ملیون نسمة وحوالي ملیارین أو ثلاثة ملیارات نسمة علی بُعد مسافة منّا لدیهم علاقات مع إیران، کما نحن نقع في الطريق بین الشمال والجنوب والشرق والغرب، نحن مرکز طاقة العالم، أو کما یُطلق علینا "الأرض الساخنة"، لهذا یجب علینا إکتشاف منطقتنا والإهتمام بها، للأسف لم تلق المنطقة الاهتمام الکافي خلال الحکومات السابقة. أمّا فیما یخصّ مستویات الدبلوماسیة فالإقتصاد سیکون علی رأس أولویاتنا، نهجنا الدبلوماسي سیکون إقتصادیاً بإمتیاز، ولهذا السبب فإنّ وزیر الخارجیة الذي سأختاره لهذا المنصب یجب أن یکون عالمیاً ویتمتّع بالخبرة على مستوى التجارة العالمية ویستطیع أن یکون محرّکاً للعلاقات التجاریة والاقتصادیة مع دول المنطقة.

السؤال الخامس: ما هي مكانة محور المقاومة في سياستكم الخارجية بمعنى هل سنشهد في حكومتكم تغيير في علاقة ايران مع محور المقاومة في المنطقة؟

قاضي زاده هاشمي: حیثما تکون شعوب المنطقة سواء کان هؤلاء من مذهبنا أم لم یکونوا، وسواء کانوا من دیننا أم من غیر دیننا.. حتّی الإیزدیون في سنجار نحن مکلّفون شرعاً بأن نذهب ونساعدهم، هذه مسؤولیتنا الدینیة والإنسانیة، دستورنا ینصّ علی هذا الأمر، أن ندافع عن المظلومین، کما أنّ دستورنا یطالبنا بدعم ومساندة حرکات التحرّر، لیس في منطقتنا فحسب بل في جمیع أنحاء العالم، إذا ما کان هناك مظلوم أو حرکة تحرّر علینا مساعدتهم وفقاً لدستورنا.

السؤال السادس: ماهي بنظرکم التحدّیات الموجودة لتطویر العلاقات مع الشرق؟ وماهو برنامجکم المحدّد والدقیق لمواجهة هذه التحدّیات؟

قاضي زاده هاشمي: بلاد فعّالة ونشطة ومهمّة کبلادنا علیها أن تطوّر علاقاتها مع العالم بأسره، مع أيّ دولة هي لیست في نزاع علیها أن توجد علاقات مؤثّرة وقویّة. بعض الدول أوجدت النزاع وخلقته معنا لیس بسبب رغبتنا نحن بل وفقاً لسلوکها وتصرّفاتها، بإمکان هذه الدول أن تصلح من سلوکها. في فترة من الزمان کنّا في خصام ونزاع مع الاتّحاد السوفیتي السابق، فقد کان یساعد صدّاماً حینما کانت الحرب مستعرة، أمّا الآن فقد أصلح علاقاته معنا، لهذا لا نجد أيّ سبب للإستمرار في العداوة ونقول بما أنّکم في فترة زمنیة کنتم تساعدون عدوّنا سوف نستمر علی نفس المنوال في العداوة! نحن بحاجة إلی علاقات إستراتیجیة مع دول العالم، بعض الدول أکبر وأقوی، هناك دول تقع إلی الشرق من بلادنا مثل الصین والهند وروسیا الإتّحادیة وهي دول صناعیة کبری وتحظی بموقع إستراتیجي في العالم کما أنّها دول قویّة من حیث مؤسّساتها العسکریة، لذا یجب أن تکون لنا معها علاقات طویلة الأمد ومحدّدة بدلاً من علاقات قصیرة الأمد ومرحلیة، هذا الأمر بحاجة إلی إعداد وثائق إستراتیجیة وقد عملناها مع الصین بالطبع، ویجب تغییرها إلی إتّفاقیة، ونفس هذا العمل علینا القیام به مع الهند وروسیا الإتّحادیة والدول الأخری في العالم. هذا أنموذج جدید عقد النظام العزم علیه، وبالتأکید سوف تتابع حکومتي هذا الموضوع بقوّة. ومن جانب آخر، ومن أجل ایجاد التوازن في القوی بین الغرب والشرق، فأنّ شعار الجمهوریة الإسلامیة المتمثل في "لاشرقیة ولاغربیة" لا یجب أن یقع في شراك وحبائل أيّ دولة في وئام معها، بل یجب أن یکون لها سیاستها المستقلة والخاصّة بها، کما یجب أن یکون لها مشاریع إستراتیجیة وفقاً لمصالحها الوطنیة.

السؤال السابع: ما هي سياستكم الخارجية ازاء مواطن القدرة الإقليمية لإيران، بمعنى آخر القوة الصاروخية الإيرانية والنفوذ في المنطقة ومحور المقاومة، كيف يمكن توظيف هذه الطاقات في حكومتكم؟

قاضي زاده هاشمي: أسس الأمن القومي لأيّ بلد تقوم علی مقوّمات وعناصر أخری. علی سبیل المثال، دولة ما أساس أمنها القومي یقوم علی إقتصادها أو قوّتها العسکریة أو حتّی نظامها السیاسي، والجمهوریة الإسلامیة في ایران لیست إستثناءً في هذه الهیکلیة، فعناصر القوّة في الجمهوریة الإسلامیة في ایران هي عبارة عن قوّتها الناعمة وقدراتها العسکریة إلی جانب قوّتها الإقتصادیة. یجب تجمیع هذه العناصر والعمل علی أن تنشط وتتفاعل في إتّجاه واحد مع التنسیق الکامل بین المؤسّسات والأجهزة المسؤولة عن هذه القدرات في الداخل الإیراني والشبکة في خارج البلاد، وإن شاء الله سوف تنمو هذه القوّة.

السؤال الثامن: کلّ إدارة أميرکیة وصلت إلی السلطة بعد إنتصار الثورة الإسلامیة زادت من الضغوط علی الجمهوریة الإسلامیة في إیران. ماهو برنامج حکومتکم حیال هذه الضغوط المتزایدة؟

قاضي زاده هاشمي: بالرغم من أنّ الأميرکیین منذ 42 أو 43 سنة، أو من الأفضل القول إنّهم منذ 19 آب/أغسطس سنة 1953، کان للأميرکیین دوراً سلبیاً ولم یترکوا هذا الدور حتّی الآن، وللعلم لم یکن له أيّ تأثیر، لم یستطیعوا والسبب هو أنّ نظرتهم إلی نظام الجمهوریة الإسلامیة في ایران تتمثّل في التخریب، ولهذا السبب لم ینجحوا. ولو استمرّوا علی هذا المنوال لأربعین سنة قادمة لن یحصلوا علی شىء. یجب أن تکون لغتنا معهم لغة القوّة، أي بمعنی أن نقول لهم نحن أقویاء إلی حدّ أنّکم لن تستطیعوا القیام بأيّ شيء، بالطبع قالها إمامنا الراحل بعد إنتصار الثورة "لن تستطیع أميرکا إرتکاب أيّ حماقة"، ولکن یجب علینا أن نحوّل هذا إلی حقیقة ملموسة، کیف یکون ذلك؟ من خلال القوّة والإقتدار، في القطاع الإقتصادي یعني النموّ الإقتصادي، الحقیقة الملموسة في المنطقة تعني تقویة محور المقاومة کما تعني عزلة "إسرائیل" وتعني إیجاد ناد مضاد لأميرکا ولنظام الهیمنة في العالم، علی أعضاء نادي المتعرّضین للحظر الإقتصادي أن یضعوا أیدیهم بأیدي البعض ویشکلّوا قوّة، والحقیقة الملموسة تعني أیضاً تواجد إیران والدول التحرّریة في أميرکا الوسطی واللاتینیة، وهذه هي الأعمال التي سنقوم بتنفیذها.

السؤال التاسع: أشرتم الى موضوع "إسرائيل"، قامت بعض الدول العربية في الآونة الأخيرة بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، كيف تنظرون في البداية إلى عملية التطبيع، كيف تقرؤون هذه العملية؟ ما هي خططكم وسياستكم لمواجهة الخطوات المعادية للكيان الصهيوني تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

قاضي زاده هاشمي: الآن فیما یخصّ تطبیع بعض الدول الجارّة مع نظام زائف ضدّ شعوب المنطقة، علی الشعوب العربیة أن تطرح علیها هذا السؤال، والسبب أن فلسطین شعار إسلامي وشعار عربي. وهذه الدول عربیة وإسلامیة خانت المُثل الإسلامیة والعربیة علی حدّ سواء وسلّموا جزءاً من أراضي الأمّة العربیة إلی هذا الکیان المزیّف ومن ثمّ اعترفوا بوجوده، یجب علیهم الردّ علی تساؤلات شعوبهم. نحن نرفض هذا العمل ولکن علی كل حال هذا انتخاب هذه الدول، ولن یکون لهذا التطبیع أيّ تأثیر علی علاقاتنا مع الدول الإسلامية، إلا إذا قرّرت هذه الدول الدخول في تعاون أمني وعسکري مع الکیان المزیّف، وحینها سوف نتعامل مع هذه الدول من موقع القوّة والاقتدار. بمعنی أنّنا لن نسمح بأن تتحوّل الدول المجاورة لنا إلی قواعد لتهدید مصالحنا الوطنیة. لو حدث وأن وُجّهت لنا تهدیدات من قبل أيّ دولة سوف نتعامل معها ونعاقبها، ولکن الدول الجارّة لایران تتّسم بالعقل والمنطق ولن تقوم بمثل هذه الأعمال ولن ترضخ لطلبات ورغبات الإسرائیلیین. کما أعتقد أنّ إسرائیل بدأت تفهم للتوّ شیئاً فشیئاً من أنّ أعمالها في المنطقة غیر فعّالة وتهدیداتها ضدّنا غیر مؤثّرة، أعتقد أنّهم إکتشفوا أرضاً في الأرجنتین تسمّی "باتاگونیا" علیهم أن یبدأوا بالذهاب إلیها بالتدریج، سوف یذهبون إلیها خلال حکومتي.

السؤال العاشر: نعرف أن لإيران حدوداً مع 15 دولة في جوارها عن طريق البر والبحر، كيف ستتعاملون وما هي خططكم لتوسيع العلاقات مع هذه الدول وعلى الصعيد الإقتصادي هل هنالك رقم محدد ومستهدف لحجم التبادلات التجارية مع هذه الدول الجارة لإيران؟

قاضي زاده هاشمي: کیف مع التطوّر الإقتصادي والثقافي؟ من خلال إنشاء شرکات مشترکة، نحن الآن لدینا الکثیر من مواطنینا الإیرانیین في الدول الإقلیمیة منهمکین في الأنشطة الإقتصادیة أو الثقافیة، وفي المقابل یوجد العدید من سکّان دول المنطقة لدیهم علاقات إقتصادیة وثقافیة في الداخل، یجب علینا تنظیم هؤلاء وضمّهم إلی شرکات مشترکة ثنائیة أو متعدّدة الأطراف، کما یجب أن تکون حدودنا أمينة فقط ونقلّل من الأمن المفرط من أجل توسعة العلاقات والعمل علی زیادة التنقّل بین الجانبین، توقّعنا أن ننشئ لربّما الآلاف من الشرکات وبالتدریج نضع أسس إنشاء إتّحاد إقتصادي إقلیمي، فالعلاقات تبدأ ثنائیة ومتعدّدة الأطراف وأخیراً تتوسّع وتنطلق. ولأنّ ایران تقع في المرکز من حیث الجغرافیا، بإمکانها أن تکمل الصلة بین الشمال والجنوب والشرق والغرب ونحن الآن نسعی إلی هذا الموضوع، علی سبیل المثال، إذا ما أُنهي العمل في السکّة الحدید في میناء جابهار، قمنا بعملیة حسابیة بسیطة وجدنا أنّ الترانزیت المتوجّه من الصین أو الهند إلی أوروبا عن طریق قناة السویس إذا ما عبر من جابهار سینهي الرحلة بمدة تقل سبعة أیّام عن مسیر قناة السویس، لیس إلی أوروبا فحسب بل إلی أميرکا أیضاً، للعلم فإنّ مدّة سبعة أیّام في الإقتصاد العالمي الکبیر تُعتبر رقماً کبیراً ، أو مثلاً تریلیون دولار حجم التجارة في المنطقة في الوقت الراهن، فبدلاً من أن تتواجد هذه التجارة وبهذا المبلغ خارج نطاق المنطقة، یجب أن تکون هنا في المنطقة، بکلمات أخری طالما أنّه بالإمکان حدوث هذا الأمر لماذا لا نعمل علی سدّ إحتیاجاتنا ومتطلباتنا بین بعضنا البعض، وإذا کانت هناك حاجة لإحضار البضائع من خارج المنطقة فالموضوع بحاجة إلی إدارة تشمل إدارة الأنظمة المالیة وإدارة الأنظمة التجاریة ما یستدعي الدخول في أنموذج جدید من الحکم، وعلی الدول الأکثر تقدیراً للمسؤولیة أن تجتمع وتضع نظام جدید للحوکمة الإقتصادیة تأتي أسفل منه شرکات القطاع الخاص والأفراد الذین یُصبح بإمکانهم التنقّل أکثر في قطاعي الإقتصاد والثقافة.

السؤال الحادي عشر: مقارنة بالمنافسین العالمیین والإقلیمیین، لدینا في إیران سهم أقل في العلاقات مع قارّة أفریقیا. ما هو برنامجکم القابل للقیاس بهدف تطویر وتوسعة العلاقات مع قارة أفریقیا المعروفة بإسم أرض الفرص أیضاً؟

قاضي زاده: من الناحیة التاریخیة فالإیرانیون کان لهم حضور جدّي في أفریقیا من خلال تجارة واسعة وعلی الأخصّ في شرق أفریقیا. حالیاً لدینا عدد لا بأس به من المواطنین الایرانیین في بعض الدول الأفریقیة مثل تنزانیا وغیرها التي کانت في فترة زمنیة مراکز تجاریة للایرانیین. خلال السنوات الأخیرة وبسبب توفّر النفط لدینا بحیث أصبحت جیوبنا ملیئة بالأموال، لم نسع کثیراً إلی تطویر التجارة والإقتصاد کما کنّا في السابق، ولکن یبدو الآن أنّنا بحاجة إلی إعادة النظر في سیاساتنا. حسناً، کما أسلفت سیکون نهج وزارة الخارجیة في حکومتي إقتصادیاً بإمتیاز، سوف ننشئ مراکز في جمیع دول العالم، کانت سیاسة خاطئة حینما قلّلوا من عدد سفارات الجمهوریة الإسلامیة في العالم، نحن لن نقوم بتقلیل عدد السفارات فحسب، بل سنزید من القنصلیات في المدن العالمیة المهمّة، وستکون مکاتبنا مراکز للتجارة العالمیة للایرانیین والدولة التي یقیمون فیها.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..