بحجبها موقع "قناة العالم".. أمريكا تخسر معركة الوعي

بحجبها موقع
السبت ٢٦ يونيو ٢٠٢١ - ٠٣:٣٢ بتوقيت غرينتش

يبدو ان هزيمة التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، في معركة "سيف القدس" التي خاضها مع المقاومة الاسلامية في غزة، لا تقاس بهزيمة هذا التحالف المشؤوم في "معركة الوعي"، التي خاضها مع وسائل الاعلام التابعة لمحور المقاومة، فالهزيمة في معركة الوعي كانت اكثر إيلاما ومرارة، بدليل الاجراء الفضيحة الذي لجأت اليه امريكا والمتمثل بحجب المواقع الالكترونية التابعة لمحور المقاومة، ومنها موقع "قناة العالم".

العالم قضية اليوم

اغلب خبراء الاعلام اشاروا الى ان امريكا ما كانت لتقدم على هذا الاجراء الذي اثار حتى حفيظة بعض الامريكيين انفسهم، من الذين رأوا فيه اعترافا صريحا بعجز بلادهم على مواجهة الاعلام المقاوم، الذي تمكن خلال معركة سيف القدس وقبلها وبعدها، ان ينقل الصورة الحقيقية لما جرى، بعيدا عن التضليل الاعلامي للتحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، الامر الذي اثر وبشكل لافت حتى في الراي العام الغربي، حيث شهدت العديد من المدن الاوروبية تظاهرات ومسيرات وتجمعات مؤيدة للفلسطينيين ومنددة بعدوانية "اسرائيل".

سبب آخر أشار له هؤلاء الخبراء، كان وراء الاجراء الامريكي الفضيحة، وهو ان المنابر الاعلامية للمقاومة، نجحت في محاربة العقيدة الانهزامية، التي روجت لها وسائل الاعلام التابعة لامريكا والرجعية العربية، في العالمين العربي والاسلامي، في مواجهة "اسرائيل"، ونجحت ايضا في ترسيخ عقيدة المقاومة والانتصار، حتى باتت "اسرائيل" ، التي روج لها على انها "لا تقهر"، اوهن من بيت العنكبوت.

ان الاجراء الامريكي البائس، كشف وبشكل واضح، ان لا تاثير للقوة العسكرية المجردة في معركة الوعي، فهذه امريكا التي تتباهى بقوتها العسكرية والإعلامية تقف اليوم عاجزة أمام الإعلام المقاوم، فتقوم بحجب مواقع الاعلام المقاوم، من اجل التغطية على هزيمة "اسرائيل" العسكرية، وهزيمتها هي في معركة الوعي، بعد ان خسرت قطاعات واسعة من الراي العام العالمي، وهو الرأي الذي كانت تعتقد امريكا انها قد تمكنت من تجييره لصالح "اسرائيل" والى الابد.

أكبر جريرة ارتكبتها المواقع الالكترونية التابعة لمحور المقاومة، من وجهة نظر امريكا، هي اعادة الثقة الى الانسان العربي، واعادة اصلاح بوصلته التي كانت تشير دائما الى ان العدو الاول والاخير لهذا الانسان هو "اسرإئيل"، وليس "الاعداء الوهميين" الذين كانت امريكا تحاول دسها في وعي الانسان العربي.

حجب المواقع الالكترونية لمحور المقاومة، لم يكشف عن هزيمة التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، في معركة الوعي، فحسب، بل كشف وفضح دور هذا التحالف، في دعم المواقع الالكترونية التي تروج للعقيدة الوهابية التكفيرية، وهو دعم يعتبره التحالف المشؤوم ضروريا، لمواجهة ثقافة المقاومة، والترويج للعقيدة الانهزامية، وزرع بذور الفتن والصراعات الطائفية والعرقية، كما هو واضح في الكم الهائل من هذه المواقع التي تبث سمومها الوهابية والتكفيرية في جسد الامة، دون اي حجب او موانع.

اغلب المواقع الالكترونية التي حجبتها امريكا، إستأنفت عملها بعد ساعات قليلة من حجبها، ولن تتمكن امريكا ولا غيرها من منع الصوت المقاوم من ان يصل الى الشعوب العربية والاسلامية، ولكن عار الاجراء الامريكي سيبقى يلاحقها ، ولن تتحرر منه بسهولة، حيث رأى فيه العديد من الامريكيين انفسهم، استمرارا لسياسة الرئيس الامريكي دونالد ترمب الفاشلة، ازاء ايران ومحور المقاومة، كما انه يؤثر، وفقا لهؤلاء ، على صورة امريكا في العالم، فالاجراء يخالف الدستور الأمريكي نفسه الذي يكفل حرية التعبير!!.

أحمد محمد – العالم