هل يستوي الواثقون بقدرات شبابهم مع المرتهنين؟!

هل يستوي الواثقون بقدرات شبابهم مع المرتهنين؟!
الأحد ٢٧ يونيو ٢٠٢١ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

دخلت دول العالم كافة حربا باردة مع انتشار وباء كورونا في العالم، وتسارعت وتيرتة هذه الحرب مؤخرا، ووصلت إلى ذروتها مع اعلان بعض الدول التوصل الى لقاحات لهذا الفيروس الذي عطل الحياة على الكوكب على مدى عامين تقريبا.

العالم - كشكول

مع اعلان اولى اختبارات قيل انها ناجحة لقاحات، والتي انتجتها دول تعتبر الاولى عالميا في مجال الصحة والقطاع الصحي، وبدات بعض الدول الاقليمية بالتباهي بان تكون من اولى الدول التي حصلت على اللقاحات، وتقديمها لشعوبها كإنجازات، قد يقل نظيرها، وبدأت الحملات الاعلامية بتلقيح زعماء وامراء ورؤساء هذه الدول، لتلحق بها حملات من التمجيد و(الطبيل) لهم، على خدماتهم.

لتخرج دولة اقليمية كالجمهورية الاسلامية الايرانية، وتعلن نيتها الاعتماد على خبرات وامكانات شبابها في ايجاد الحلول لهذه الجائحة، حلول برعت في ايجادها منذ دخول الفيروس للبلاد، وقررت دعم طاقاتها الشبابية حتى اعلنت عن تمكنها من انتاج لقاح للفيروس، وبكفاءة عالية، لا تقل عن اللقاحات الاخرى، بل وتفوق كبرى هذه اللقاحات من حيث الفاعلية وانعدام الاعراض التي خلفتها هذه اللقاحات، والتي وصلت بعضها الى حد موت المتلقي.

ثقة كانت في محلها، وثقة أكدها قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي، حين تلقى جرعته الاولى من اللقاح الايراني، لا الغربي ولا الشرقي، ثقة منه بقدرات شباب بلاده وعلمائها، واعلن انه لم يكن راغبا بتلقي لقاح غير ايراني، ومؤكدا انتظار دوره لتلقي اللقاح، داعيا الشعب الى الاعتزاز بهذه المفخرة الوطنية.

أما جديد اللقاح الايراني "كوف ايران بركة" الذي تلقاه قائد الثورة الاسلامية، - وهو لقاح من مجموعة لقاحات ضمت حتى الان سبع لقاحات بين الايرانية الصرفة والمشتركة مع دول اخرى، - فقد اعلنت الشركة المصنعة، وهي شركة "شفا فارمد" أنه بعد اختبارات اجريت على 10 متطوعين للجرعة الأولى و30 متطوع للجرعة الثانية من لقاح "كوف ايران بركت"، في مرحلة الدراسة السريرية، تبين أن اجسام المتطوعين كافة، انتجت مضادات للفيروس التاجي، وهي قادرة على مواجهة النسخة المتحورة الافريقية (دلتا) من الفايروس التاجي.

في مقارنة سريعة، بين دول تبجحت بانجاز استقدام اللقاحات الاجنبية لبلادها، وتطعيم زعمائها بعد تجربته على الآلاف من ابناء البلد، وغيرهم من دول اخرى، وبين بلد وثق بذاته وعلمائه، وانتج لقاحه الخاص، ليتلقى قائد هذه الدولة "اللقاح الوطني" وفق دوره الطبيعي وفق الجدول الحكومي للتلقيح. شتانا ما بين الاول الذي يقدم انجازات فارغة من المضمون لشعبه، وبين من يقدم الانجازات ويفتخر بها.

هذا التطور والتقدم العلمي الذي تحرزه ايران، يجب ان يكون مفخرة اقليمية، ولكن ارتهان بعض الانظمة، وتبعيتها، تمنعها حتى من قبول الحقيقة، وتحاول حجب الشمس باصبعها.