القوات اليمنية تقترب من حسم معركة «الصومعة»

القوات اليمنية تقترب من حسم معركة «الصومعة»
الخميس ١٥ يوليو ٢٠٢١ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

تتجه قوات الجيش واللجان الشعبية إلى حسم المعركة في جبهة الصومعة في محافظة البيضاء، بعد سيطرتها على جميع المناطق المحاذية لمحافظة لحج. واشتدت، منذ صباح الثلاثاء، المعركة في منطقة الضاحكي، التي راهنت عليها الميليشيات السلفية ومعها تنظيم «القاعدة» لإحداث اختراق عبرها نحو مركز البيضاء.

العالم - اليمن

لكن التعزيزات الواصلة حديثا إلى تلك الميليشيات في المنطقة المذكورة، سرعان ما وقعت في كماشة الجيش واللجان الشعبية، ليفرضا عليها حصارا لا يزال مستمرا. وترافق هذا التطور مع اشتداد المعارك في مناطق أخرى واقعة في جبهة الصومعة.

وأفادت مصادر محلية، بأن مواجهات عنيفة تدور منذ فجر الثلاثاء من دون توقف في الصومعة، مؤكدة أن قوات الجيش واللجان الشعبية تقترب من معاقل «القاعدة» في منطقة المسحر، بعد تمكنها من استهداف اجتماع لـ«أمراء» التنظيم في المنطقة نفسها بصاروخ باليستي متوسط المدى، ما أدى، وفق المصادر، إلى مصرع عدد منهم، إلى جانب عدد من القيادات الميدانية في ميليشيات «العمالقة» كانت حاضرة في الاجتماع.

وأشارت المصادر إلى أن من بين القتلى القائد العسكري لـ«القاعدة» في «قطاع الضحاكي» أبو حذيفة الرازحي و7 من مرافقيه، وقياديا آخر في التنظيم يدعى أبو معاوية العولقي، فضلا عن أركان إحدى كتائب «العمالقة» أبو سعد المشدلي، وأركان إحدى كتائب «لواء المحضار» السلفي ياسر باصم.

وجاء الهجوم الصاروخي بعد ساعات من هجوم مماثل استهدف أحد معسكرات «القاعدة» شرق مديرية الصومعة، حيث دوت انفجارات عنيفة نتيجة إصابة الصاروخ مخازن السلاح الخاصة بالمعسكر. وفي موازاة ذلك، اعترفت قيادات سلفية في جبهة الصومعة بتعرضها لأكثر من هجوم خاطئ من الطيران السعودي خلال اليومين الماضيين في منطقة طياب، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصرها، عازية الأمر إلى «إحداثيات كيدية رفعت إلى غرف العمليات التابعة للتحالف».

أرجعت مصادر في حكومة هادي الانتكاسة إلى القصور في إدارة المعركة من قبل القائمين عليه

وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات الجيش واللجان الشعبية، العميد يحيى سريع، في بيان أول من أمس، أن الجيش واللجان نفذا «بمساندة أبناء البيضاء» عملية «النصر المبين» التي استمرت 72 ساعة، واستطاعا خلالها «استعادة كامل المناطق التي استولى عليها عناصر القاعدة وداعش، وتحرير مناطق واسعة في مديريتي الزاهر والصومعة».

وأشار سريع إلى أن «العملية أسفرت عن مصرع المئات من العناصر الإرهابية واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد»، متعهدا بـ«مطاردة فلول التنظيمات الإرهابية في كافة مناطق البيضاء».

وكان وزير الدفاع اليمني اللواء محمد العاطفي، توعد التحالف السعودي - الإماراتي والولايات المتحدة بـ«هزيمة قاسية في البيضاء»، معتبرا، في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية «سبأ»، أن «لجوءهما إلى تنظيمي القاعدة وداعش يعبر عن الإفلاس الكبير في الموقف العسكري القتالي.

كما يكشف عن الدور الحقيقي للنظام الأميركي الذين يدعي محاربة هذه العناصر الإرهابية بينما هو من يدعمها ويساندها» على الأرض.

في المقابل، أقر ‌‌‌‌‏الناطق الرسمي باسم ‌‌‌‌‎ما يسمى «مقاومة آل حميقان» بالهزيمة في جبهات جنوب البيضاء. وأكد عامر الحميقاني، في تغريدة على «تويتر»، أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت من السيطرة على جزء كبير من جبهة الصومعة، مختتما التغريدة بالقول: «نلين لكن لا ننكسر»، فيما أرجعت مصادر في حكومة هادي الانتكاسة إلى القصور في إدارة المعركة من قبل القائمين عليها، والذين تغلب عليهم القيادات السلفية، سواء من «مقاومة آل حميقان» أو «ألوية العمالقة» القادمة من يافع أو الساحل الغربي.

وقالت إن تلك الميليشيات لم ترتب أي نسق دفاعي بعد سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية على الزاهر، لافتة إلى أن اندفاعها بأعداد كبيرة في الجبهات جعلها مكشوفة وعرضة للقصف المدفعي من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية.

لكن قيادات في «العمالقة» اتهمت وزارة الدفاع في حكومة هادي بـ«الخيانة»، و«عدم تقديم أي مساندة لها أو دعم عسكري»، فضلا عن «تنصلها» من تحريك جبهات ناصع وذي ناعم ومكيراس.

المصدر: جريدة الأخبار