تمهيدا لايلول: قوات غفيرة تتدرب سرا

تمهيدا لايلول: قوات غفيرة تتدرب سرا
الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠١١ - ٠٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

بدأت شرطة اسرائيل في الاونة الاخيرة بالتخطيط السري لمواجهة مظاهرات الاحتجاج المتوقعة في ايلول، في فترة التصويت في الامم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطينية. وتجرى اليوم

 مناورة اجمالية لثلاثة أيام تدريب مكثفة في غابة حديد، قرب غابة بن شيمن، شارك فيها مئات من افراد الشرطة ومقاتلي حرس الحدود وقواته خاصة. وتدرب افراد الشرطة على سلسلة من السيناريوهات كجزء من الاحتجاج المحتمل للفلسطينيين في الضفة وعرب اسرائيل.

          في اطار الاعداد للمناورة اليوم أجرت الشرطة منذ أمس تدريبا واسع النطاق. وحضر فريق من "هآرتس" التدريب واضطر الى مغادرة المكان بعد أن لاحظه قادة المناورة. وتدرب افراد الشرطة على السيناريوهات الاسوأ، ولهذا الغرض بدأوا ايضا بتدريب محققين ومباحث في تفريق المظاهرات. وتتعاطى الشرطة مع الاحداث المرتقبة في ايلول في أنها السيناريو الاصعب والاوسع الذي يواجهه الجهاز منذ تنفيذ خطة فك الارتباط.

          لواء الوسط هو اللواء الاول الذي يجري تدريبا بمثل هذه الحجم، قبيل مناورة لعموم الالوية في الشرطة. وسيكون هذا التدريب جزءا من مناورة "نقطة انعطافة 5" ستجرى مع الجيش وعموم قوات الامن والنجدة.

          السيناريوهات التي تدرب عليها افراد الشرطة أمس تم تغييرها بعد الاحداث الاخيرة في الحدود الشمالية، في سوريا وفي لبنان، والتي اندفع فيها الاف الفلسطينيين نحو السياج الحدود، وفي حالة اخرى نجحوا حتى في التسلل الى الاراضي الاسرائيلية.

          في الشرطة يعتقدون انه اذا ما وقعت مظاهرات عنف فانها قد تحمل طابعا مشابها للمظاهرات على الحدود الشمالية. وحسب تقديرات محافل الامن، فسيبدأ الاحتجاج الفلسطينيون في الضفة الغربية.

          السيناريو المركزي في المناورة كان وضعا يشق فيه الاف الفلسطينيين طريقهم نحو الحواجز في عمق الضفة وعلى طول جدار الفصل، في محاولة للدخول الى اسرائيل بالقوة.

          في المرحلة الاولى يفترض بالجيش أن يكون القوة التي تعالج المتظاهرين وتحاول منعهم من الدخول الى اسرائيل، ولكن اذا ما عادت مشاهد الفلسطينيين الذين تسللوا الى مجدل شمس، فان قوات الشرطة هي التي ستصطدم بالمتظاهرين. سيناريو يعتبر من ناحية الشرطة متطرفا، هو اندفاع الفلسطينيين نحو احدى البلدات القريبة من جدار الفصل.

          سيناريو آخر هو احتجاج عنيف يقوم به عرب اسرائيل، ولا سيما في المثلث. ويحددون في الشرطة كبؤر محتملة للاشتعال قرى كفر قاسم، قلنسوة، الطيبة، الطيرة وجلجولية. هذه القرى توجد بمسؤولية لواء الوسط، الذي بدأ التدريبات كما أسلفنا.

          وتجدر الاشارة الى أن الشرطة تستعد لاضطرابات عرب اسرائيل رغم أن ليس لديها معلومات استخبارية عن نية سكان المثلث الاستعداد بشكل منظم لاستقبال ايلول. في الشرطة ينتقلون من نقطة افتراض بانه اذا ما خرج سكان المثلث الى الشوارع فسيكون هذا بشكل عفوي. والتقديرات هي أن هؤلاء المتظاهرين سيقومون باغلاق محاور السير المركزية، بما فيها طريق 6 وطريق 444.

          منذ تسلم مهام منصبه، يكرس مفتش عام الشرطة، الفريق شرطة يوحنان دنينو، انتباها شديدا لجاهزية الشرطة لاستقبال ايلول. في مؤتمر ايلات الاخير تناول دنينو الوضع فقال: "محاولة التسلل عبر الحدود، الدعوات في الانترنت بواسطة الشبكات الاجتماعية والوضع الذي يوجد فيه الشرق الاوسط، كل هذا يضعنا أمام واقع جديد – بان علينا كهيئة أمنية أن نستعد له. على شرطة اسرائيل أن تعمل كهيئة مبادرة وهجومية".

          حسب خطة العمل، فانه في الزمن الحقيقي ستبقى في محطات الشرطة المختلفة قوات قليلة، حتى عشرة أفراد. ويقدم هؤلاء جوابا فوريا على أحداث عاجلة. اما باقي القوات فستضاف الى قوة المهمات التي ستنظم لاعطاء جواب على مظاهرات الاحتجاج. في حالة اضطرابات واسعة، فان قوات من الوحدات المركزية في الالوية ستضطر الى ترك التحقيقات التي تعنى بها في الايام العادية والانضمام الى القوات.

 ينيف كوروفتس

هآرتس

14/6/2011

 

تصنيف :
كلمات دليلية :