شهر تموز .. "نصر مبين، صبر مع يقين" 

شهر تموز ..
السبت ٢٤ يوليو ٢٠٢١ - ٠١:٥٥ بتوقيت غرينتش

يأتي شهر تموز حاملًا معه انجازات بطولية تمثلت بإنتصارات الهية، تموز النصر المبين الذي ما كان ان يتحقق لولا وجود مدرسة أنشأت وأسست لجيل من المقاومين، ممن تشربوا العقيدة الحسينية بالذود عن الكرامات، ونهلوا من معين حيدري برفض الضيم، وتماهوا مع قادة وشهداء عظماء بسلوكياتهم، وأصبحت شعاراتهم قلادات يضعونها كأمانات في اعناقهم...

العالم - مقالات وتحليلات

هذه القناعة والالتزام بنهج وخط المقاومة لم يأت من منطلق مذهبي طائفي ديني متعصب متشدد، لا بل أتى نتيجة خطاب حاكى العقول قبل القلوب، خطاب فهمه المسن كما الشاب، قصدنا به خطاب الثورة الاسلامية الذي عمل على تحفيز الارواح على المواجهة والدفاع عن الحقوق، لذلك التف الشرفاء والاحرار والمستضعفين في العالم بكافة ايديولوجياتهم ومشاربهم العقائدية خلف هذا الخطاب، والذي كان من تداعياته وانتاجاته انه كسر شوكة العدو الذي لا يقهر، وحطم البروباغندا السوداء التي كانت تنشر بأن الحاق الهزيمة بجيوش الاعداء هي اشبه بالحلم، والتاريخ يشهد كيف ان الحلم اصبح حقيقة، من انتصار الثورة الاسلامية عام 1979، الى اخراج العدو الصهيوني من بيروت عام 1982، الى عام 2000 ودحر العدو عن ارض الجنوب، الى قطاع غزة في عام 2005 وطرد المقاومة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي، وما بين 2008_2014 جولات قتال لم تهدأ، حيث وقفت المقاومة الفلسطينية بأغلب فصائلها كسد منيع في وجه الاعتداءات، وصولا الى اخراج المحتل الاميركي من العراق في عام 2011، وبالتالي اسقطت المقاومة العراقية مشروع إنشاء منصة اميركية للإنقضاض على ايران وسوريا، مرورًا بالحرب الكونية عام 2011 على سوريا، والانتصار المذهل الذي حققته سوريا بالتعاون مع حلفائها وعلى رأسهم ايران على الجماعات الارهابية الاجرامية المدعومة دوليا من قوى الاستكبار... ولا يمكن ان ننسى اليمن الذي أذهل العالم بالمشهد المقاوم الذي قدمه بالصمود، بالبأس الشديد، بتحطيم جبروت العدوان السعودي الاماراتي الصهيو_ اميركي.
مشهد بانورامي مليء بالانتصارات التي كانت مفصلية وغيرت قواعد العمل الاعلامي والسيكولوجي والعسكري...
الآن تحولت الحرب وبعد الهزائم المدوية لمحور الشر في كل الميادين التي خاضها، تحولت من عسكرية الى اقتصادية معيشية خانقة مارست فيها قوى الاستعمار والاستكبار أبشع انواع الحصار اللاانساني على شعوب محور المقاومة، ابتداءًا من الجمهورية الاسلامية الى اليمن لسوريا للبنان لقطاع غزة، وكأنه رد فعل على هزائمها.. لكن استطاعت الجمهورية الاسلامية وانطلاقًا من الاقتصاد المقاوم ان تنجح بكسر قيود هذا الحصار الى حد بعيد... وما يجري الآن في اليمن لبنان وسوريا من معاناة كبيرة وقاسية هي بنظر محور الشر محاولة لشرذمة البيئة الحاضنة للمقاومة لا بل السعي لخلق هوة بينهما، وبالطبع هذا لن يحصل سيما ان واظبت قوى المقاومة وسعت لكسر هذا الحصار بأي وسيلة كانت، وبتعزيز الاقتصاد المقاوم، الاكتفاء الذاتي، بالصبر ليس على الذل بالطبع لا، انما المقصود هو الصبر مع السعي للخروج من هذه الجولة من الحرب بأقل خسائر ممكنة...
لذلك وللحفاظ على هذا السجل الحافل بالعزة والكرامة، ولإن قادة المقاومة لا يقبلون أن تذل شعوب المحور، عليهم التكافل والتضامن والتعاون فيما بينهم كما نرى من دعم ايراني كبير لسوريا، والتعاون من جهة اخرى مع الحلفاء كالروس والصينين للإلتفاف على هذا الحصار.. والمطلوب ايضًا اظهار الحقائق من قبل الاعلام المقاوم من جهة ما تبثه مواقع وقنوات الفتنة والمأجورة من شائعات واحصاءات ودراسات ملفقة تهدف لقتل الروح المقاومة لدى الشعوب والاستسلام لاجندة غربية استعمارية....
صحيح ان الحصار والعقوبات الاقتصادية اسلحة مؤذية ومرهقة، لان استعمالها يتم عبر النظام المصرفي العالمي، حيث للدولار الاميركي دور كبير ومهيمن، إلا اننا نثق بقادة المحور وهذه من نتائج الانتصارات "الثقة"، ولأننا نثق بهم نثق بقدرتهم على اجتراح مشاريع ومواجهات اقتصادية مليئة بالمفاجآت السارة.
وإن الغد لناظره لقريب.....

* نسرين نجم