جهود الهلال الأحمر الإيراني في مواجهة كورونا

الخميس ٠٥ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2021.08.05 – أكد د.محمد حسن قوسيان مقدم الامين العام لجمعية الهلال الأحمر الايراني بوجوب أن تستثنی الجمعية من الحظر الإقتصادي الاميركي المفروض على إيران بخصوص توفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا وفقاً للقانون، بحیث یُمکن لايران القیام بعملیات التبادل براحة ویسر.

العالم - من طهران

وإليكم نص مقابلة قناة العالم مع د.محمد حسن قوسيان مقدم الامين العام لجمعية الهلال الأحمر الايراني ضمن برنامج "من طهران":

العالم: فيما يتعلق بفيروس كورنا والذي انتشر منذ 17 شهرا في مختلف أنحاء العالم وتحديدا في ايران، حيث كانت هنالك الكثير من المشاريع لمواجهة تفشي هذا الفيروس، أنتم في جمعية الهلال الأحمر الايرانية، ما هي المشاريع التي شاركتم فيها وأخذتم على عاتقكم تنفيذها؟

محمد حسن قوسيان: منذ بدایة إنتشار فیروس کورونا في البلاد في آذار/ مارس سنة 2020 وجمعیة الهلال الأحمر دأبت کلّ سنة علی تنفیذ مشروع في البلاد تحت مسمّی"مسافرو النوروز والإغاثة والإنقاذ".

هذا المشروع تمّ تنفیذه منذ عشرین عاماً ، ولکن في عام 2020 ومع إنتشار هذا الفیروس الخطر أُستبدل المشروع الآنف الذکر إلی "فحص وغربلة المسافرین"، بمعنی أنّنا نقوم في مداخل المدن المختلفة في البلاد بوضع القوی البشریة العاملة في الهلال الأحمر والخاصّة بعملیات الإغاثة بهدف ملاحظة حرارة أجسام الأفراد الوافدین علی المدن وإجراء عملیة غربلة لهم، وعند التأکّد من إرتفاع درجة حرارة أجسام البعض من الأفراد والشكّ بإصابتهم بفیروس کورونا یخضعون فوراً للملاحظة الطبّیة کما یتمّ وضع قیود علی تحرّکاتهم وسفرهم إلی مناطق أخری.

منذ آذار/ مارس 2020 بدأت أنشطة جمعیة الهلال الأحمر في مجال مواجهة فیروس کورونا. لاحقاً بدأ ترکیزنا ینصبّ علی تسلّم المساعدات الدولیة من الدول المختلفة، بالطبع بسبب إنشغال الصین قبل الآخرین مع هذا الفیروس، قمنا بإرسال حمولة أو اثنتین من المساعدات الإنسانیة لهذا البلد والتي اشتملت علی کمّیات من الکمامات ومواد التنظیف، ولکن بعد ذلك تسلّمنا من الصین مساعدات کثیرة خاصّة بالوقایة والتحکّم بالفیروس، ولاحقاً وصلنا إلی شهري محرّم وصفر حیث المواکب الدینیة الخاصّة بعزاء سیّد الشهداء (ع) وهنا توافدت قوانا البشریة علی هذه الأماکن بهدف ملاحظة حرارة أجسام المشارکین وتوزیع الکمّامات مع اسداء النصح للمعزّین وتوجیه الملاحظات إلیهم بوجوب إتّباع الإجراءات الصحّیة الملزمة للجمیع إلی أن وصلنا إلی شهر تشرین الأوّل/ أکتوبر سنة 2020 حیث بدأت الموجة الثالثة لفیروس کورونا في ایران.

فمنذ بدایة الشهر المشار إلیه قمنا بتنفیذ مشروع بمساعدة شباب جمعیة الهلال الأحمر حمل إسم " قادة الصحّة "، حیث کان أصدقاؤنا یتواجدون في مختلف المدن مع برامج ثقافیة وتعلیمات بوجوب مراعاة المواضیع الصحّیة إلی جانب توزیع الکمّامات ما أدّی إلی حصول تأثیر مناسب علی الأفراد. ولو تمعّنتم في تلك الفترة الزمنیة لوجدتم أنّنا تمکّنا في أواخر شهر تشرین الأوّل/ أکتوبر من التحکّم في مقدار من تلك الموجة.

بعد ذلك إنطلق مشروع " مشرفو الصحّة " خلال شهر تشرین الثاني/ نوفمبر حیث کان أفراد من جامعة العلوم الطبّیة ومجموعات من قوّات التعبئة الشعبیة وجمعیة الهلال الأحمر یطرقون أبواب المنازل في الأحیاء المختلفة ویتعرّفون علی الأفراد المرضی المصابین بفیروس کورونا ومن ثمّ یقدّمون لهم مساعدات صحّیة وخاصّة بحیاتهم الیومیة.

ولایزال مشروع "مشرفو الصحّة" أو "شهید الصحّة" یمضي قدماً. خلال شهر تشرین الثاني/ نوفمبر شهدت محافظتان أو ثلاث في غرب البلاد موجة قویّة من فیروس کورونا بحیث أنّ المستشفیات لم تعد تستوعب الأعداد الکبیرة من المصابین بالفیروس، قمنا بواجبنا حیث وفّرنا أسطوانات الأکسجین وأماکن للنقاهة بناء علی طلبات من الجهات المسؤولة في المحافظات إلی جانب إرسال الفرق العلاجیة من المتطوّعین إلی مستشفیات المحافظات بهدف التحکّم في إنتشار فیروس کورونا.

خلال شهر آذار/ مارس سنة 2020 تمّ تحویل مشروع لنا من قبل المقرّ الرئیسي لکورونا حمل إسم "الحجر الصحّي للحدود". إنطلق هذا المشروع في آذار/ مارس أیضاً ولایزال مستمرّاً. ففي ثمانیة وعشرین مرکزاً حدودیاً أرضیاً وجوّیاً وبحریاً قامت جمعیة الهلال الأحمر بوضع قواها البشریة بهدف فحص وغربلة المسافرین القادمین إلی البلاد من خلال إجراء فحص "بي سي آر" وفحص التشخیص السریع، فالأفراد الذین کانوا یحملون فیروس کورونا إمّا یتمّ إرسالهم إلی الدول القادمین منها أو یتمّ وضعهم في الحجر الصحّي وبعد مرور اسبوعین کان بإمکانهم الإستمرار في سفرهم ، وللعلم فأنّ هذا الحجر الصحّي لایزال مستمرّاً. أمّا الموضوع الآخر والذي بدأته جمعیة الهلال الأحمر في نیسان/ أبریل 2021 فیتمثّل في توفیر جرعات اللقاح من مختلف الدول حیث نجحنا في إستیراد تسع شحنات سوف أتطرّق إلیها بالتفصیل لاحقاً.

وفیما یخصّ موضوع جرعات اللقاح فقد إنضمّت جمعیة الهلال الأحمر مؤخّراً إلی بعض محافظات البلاد بناء علی طلب من جامعة العلوم الطبّیة حیث وضعت فریقها الخاصّ بإعطاء اللقاح تحت تصرّف المحافظات بهدف المشارکة في اللقاح العمومي لأفراد الشعب. خلال شهر تموز/ یولیو من هذا العام قمنا بایجاد "المقر الرئیسي للعملیات" للوقایة من فیروس کورونا والسبب أنّ محافظة سیستان وبلوشستان واجهت ولاتزال بموجة قویّة من إنتشار فیروس کورونا ما اضطررنا إلی الإهتمام بتقدیم وتوفیر الخدمات المعیشیة والصحّیة والأوکسجین اللازم للمستشفیات. خلاصة الأمر، لدینا أنشطة في الحدود الشرقیة للبلاد تشمل المهاجرین الأفغان الذین ینوون العودة إلی بلادهم وذلك عبر منشورات وکتیّبات.

العالم: فيما يتعلق بالمسافرين الأجانب المقيمين في إيران بخصوص اصدار شهادة تطعيم، هل سيتم هذا الأمر عبر جمعيات الهلال الأحمر الإيرانية؟

محمد حسن قوسيان: فیما یخصّ المسافرین في الحدود لدینا حجر صحّي لدخول البلاد، کلّ بلد لدیه حجر صحّي خاصّ به، لا علاقة لنا بالمغادرین من حدودنا علی مختلف أنواعها، فدخول المسافرین إلی البلد المقصد هو الذي یحدّد نوع البروتوکول الصحّي، من المعروف عالمیاً أنّه حینما نسافر إلی بلد ما یجب علینا حمل شهادة مُعترف بها من مختبرات معروفة ذات مصداقیة تثبت عدم إصابتنا بفیروس کورونا، بکلمات أخری یجب أن نتزوّد بفحص "بي سي آر" سالب. بالنسبة لجمیع القادمین إلی ایران من مختلف الدول سواء الدول الجارّة لنا أو البعیدة منّا، ومن جمیع منافذ البلاد الجوّیة والبحریة والبرّیة، علی المسافرین تقدیم هذه الشهادة الدولیة التي تثبت خلوّهم من فیروس کورونا، للأسف هذه الشهادات الصحّیة غیر دقیقة في بعض الدول، بمعنی أنّه حینما بحثنا ودقّقنا في فحوص "بي سي آر" وجدنا البعض من الأفراد مصابین بفیروس کورونا أو علی أقلّ تقدیر تظهر علیهم بعض الأعراض، وبالتالي فقد أدّت هذه الحالات التي أشرتُ إلیها إلی ایجاد مشکلات لنا في عملنا، کنّا نثق في هذه الشهادات إلی فترة زمنیة معیّنة، ولکن بعد الزیادة المضطردة في الأرقام وعدم إصابة الأشخاص بالفیروس وفقاً للشهادات التي کانوا یحملونها بینما کانت تظهر علیهم علامات الإصابة کإرتفاع الحرارة مثلاً، لهذا بدأنا بالتعامل بحذر شدید مع مواطني بعض الدول التي تصدر هذه الشهادات حیث بدأنا بإجراء الفحص التشخیصي السریع علیهم ، إضافة إلی أنّنا أقمنا مراکز في بعض المنافذ الحدودیة لإجراء فحص "بي سي آر" في أسرع وقت، علی سبیل المثال في مرکز "چذابة" و "شلمچه" بإمکاننا خلال فترة زمنیة لاتتعدّی الساعتین من إجراء فحص "بي سي آر" بأسالیب حدیثة وأجهزة جدیدة وُضعت لهذا الغرض، نحن نقوم بأنفسنا بإجراء فحص "بي سي آر" للتأکّد من أنّ نتیجة فحص القادم إلینا سلبیة.

العالم: فيما يتعلق بتوفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا ما هي المهام الملقاة على جمعية الهلال الأحمر الإيرانية والتي قامت بإنجاز تلك المهام فيما يتعلق بتوفير هذا اللقاح ؟

محمد حسن قوسيان: توجد إمکانیة لدی جمعیات الهلال الأحمر والصلیب الأحمر في العالم تمکّنها جمیعاً من الحوار والدخول في مفاوضات فیما بینها، هذه المفاوضات منفصلة عن نظیراتها بین الدول وذلك بسبب البروتوکولات التي تحکم علاقاتنا. لهذا قمنا في البلاد بالإستفادة من هذه الإمکانیة في إستیراد اللقاحات لفیروس کورونا من خلال المراسلات التي بدأناها مع جمعیات الهلال الأحمر ومنظّمات الصلیب الأحمر في مختلف دول العالم طالبین منها تزویدنا بکمّیات من اللقاحات التي تخضع لمعاییر منظّمة الصحّة العالمیة من الکمّیات الزائدة عن إحتیاجاتها، أو شرائها بالنیابة عنّا ومن ثمّ تسدید أثمانها لاحقاً. لهذا، فمنذ شهر نیسان/ أبریل الماضي وإلی یومنا هذا نجحنا في إستیراد تسع شحنات من دول شرق آسیا من خلال إحدی عشرة رحلة جوّیة . حتّی الیوم تمکّنت جمعیة الهلال الأحمر لوحدها من إستیراد عشرة ملایین وأربعمائة ألف جرعة، بالطبع فأنّ مسؤولي البلاد في تواصل مستمر مع مختلف دول العالم بهدف تهیئة جرعات کافیة من اللقاحات المضادة لفیروس کورونا، کلّ اللقاحات المستوردة من الخارج تُجمع في موقع واحد بهدف إعدادها والبدء بحملة التطعیم.

العالم: هنالك إجراءات حظر أمريكية مفروضة على إيران أكثر من 3 أعوام هل عرقلت تلك الإجراءات وصول اللقاحات الى إيران أو تسببت بمشاكل مالية بشراء تلك اللقاحات؟

محمد حسن قوسيان: یجب أن نُستثنی من الحظر الإقتصادي وفقاً للقانون، بحیث یُمکننا من القیام بعملیات التبادل براحة ویسر. بالتأکید لأنواع الحظر الإقتصادي تأثیر علینا ، ففي هذه اللحظة نواجه صعوبات جمّة في إرسال العملات الصعبة الخاصّة بشراء اللقاحات المختلفة والمساعدات سواء من قبلنا إلی الدول المختلفة أم من هذه الدول إلی جمعیة الهلال الأحمر. بالرغم من القناة التي أنشأوها إلا أنّ سرعة العمل لیست بهذه السهولة، مؤخّراً حینما أردنا تقدیم مساعدات لدول مختلفة، کان الحظر الإقتصادي یمنعنا من القیام بعملنا، وهذا ینطبق علی موضوع الأدویة واللقاحات أیضاً، لربّما تکون الضغوط أقلّ وطأة ولکن لیس من السهولة بمکان أن نقوم بالتواصل مع جمیع الدول ونقوم بإرسال العملات الصعبة براحة ویسر.

العالم: أشرتم الى أن جمعية الهلال الأحمر الإيرانية استطاعت أن تستورد أكثر من 10 ملايين جرعة من اللقاح المضاد للفيروس، من أي بلدن تم شراء تلك اللقاحات؟

محمد حسن قوسيان: لاحظ معي، نحن نضع في الإعتبار جمیع الطاقات والقدرات، حاولنا بکلّ جهدنا من توفیر اللقاحات من روسیا والهند والصین، فیما یخصّ الدول المتحالفة مع أمریکا لم تتعاون بشکل مرض معنا بسبب الحظر الإقتصادي المفروض علی بلادنا، أمّا الدول الشرقیة فلدیها تعامل مرض معنا، ونحن بدورنا نسعی بکلّ ما أوتینا من جهد من الإستفادة من الطاقات والقدرات المتوفّرة في الشرق وتوفیر اللقاحات اللازمة.

العالم: نريد الإيضاح عندما جمعية الهلال الأحمر الإيرانية تريد شراء اللقاحات من بلد ما في ظل إجراءات الحظر الأمريكية، كيف تتم هذه العملية هل هنالك تعقيدات وجهود أكثر من غيرها من عمليات شراء أخرى بين أي بلدين؟

محمد حسن قوسيان:فیما یخصّ موضوع الشراء، وکما أسلفتُ لکم، عادة مایکون شرکاؤنا الجمعیات الوطنیة للهلال الأحمر والصلیب الأحمر، أو أنّنا نطلب المساعدة من الإتّحاد الدولي للصلیب الأحمر والهلال الأحمر الذي یقوم بتقدیم طلباتنا للشراء مباشرة من الشرکات المنتجة ، ولکن في خضمّ هذا الأمر لایوجد أحد غیرنا نحن فقط ندخل العملیة، أقصد هنا الجمعیات الوطنیة للهلال الأحمر والسلیب الأحمر، حیث نتبادل المساعدات فیما بیننا، وان شاء الله یحل ذاك الیوم الذي نستطیع فیه من تقدیم ید المساعدة للجمعیات الوطنیة للهلال الأحمر والصلیب الأحمر في مختلف الدول، فحینما یفیض إنتاج اللقاحات داخل البلاد عن حاجتنا المحلیة ویصبح بإمکاننا مساعدة دول أخری لم لا نقوم بهذه المهمّة کي تستفید جمعیات الهلال الأحمر والصلیب الأحمر من قناتنا وتهیّأ الجرعات المطلوبة من اللقاحات لدولها.

العالم : الان بدأت ايران بإنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ومنها لقاح "بركت" وعندما ايران تصل الى مرحلة من الانتاج تغطي احتياجاتها من اللقاح فانها تصدر الى الدول الأخرى هل هذا ما تعنون؟

محمد حسن قوسيان: بالتأکید هذا هو الأمر، حینما یزید إنتاج خطّ الإنتاج الخاصّ باللقاحات، سنصل في المستقبل القریب إلی مرحلة یصبح لدینا فائض في اللقاحات وزیادة عن الإستهلاك الیومي محلیاً، ان شاء الله یکون ذاك الیوم یوماً نستطیع أن نکون فیه وسطاء بین جمعیة الهلال الأحمر الایرانیة والجمعیات الوطنیة في مختلف الدول کي نقدّم ید المساعدة لبقیّة الدول الإقلیمیة.

العالم : فيما يتعلق بالتلقيح في ايران ، ما المرحلة التي وصلت اليها عملية التلقيح وكم عدد الايرانيين الذين تلقوا اللقاح في ايران؟

محمد حسن قوسيان: الأرقام والإحصائیات التي تعلنها وزارة الصحّة بهذا الشکل، تعود إلی أنّ الوزرة المذکورة أعدّت نظاماً بحیث یتمّ تسجیل جمیع اللقاحات فیه بدقّة بهدف أن یتمّ تنفیذ الجرعة الثانیة أیضاً وأیضاً معرفة نوع اللقاح المستهلك. أکثر من عشرة ملایین تلقیح تمّ تنفیذها ولکن کما سبق وأن أسلفتُ لکم فقد أستوردنا نحن فقط عشرة ملایین وأربعمائة ألف جرعة لقاح هذا العدد لایشمل لقاح البرکة واللقاحات العالمیة الأخری. شخصیاً أعتقد وجود خمسة ملایین جرعة إضافیة علی وجه التقریب لدینا ستساعد علی الإستمرار في عملیة التلقیح في الفترة المقبلة، وفیما یخصّ لقاح البرکة سوف یُعرض اسبوعیاً في المستقبل القریب، أعتقد أنّنا سنصل سریعاً إلی مرحلة نکون قد خرجنا من الحالة الحرجة.

العالم : فيما يتعلق بجرعات اللقاح، هل كوادر جمعية الهلال الاحمر الايرانية يشاركون في هذه العملية وهل هنالك مراكز خاصة للكوادر لاعطاء اللقاح للمواطنين الايرانيين؟

محمد حسن قوسيان: تتمتّع جمعیة الهلال الأحمر في ایران بتجربة ثریّة في موضوع تلقیح الحجیج في البلاد منذ سنوات طویلة، نحن لدینا مائة وسبعة وستّین مرکزاً خُصّصت لتلقیح الحجاج في السابق وفي هذا العام أیضاً. نحن أعلنا لوزارة الصحّة ثلاث مرّات عن وضع هذه المراکز تحت تصرّفها فیما لو کانت هناك ضرورة ، فوّضتنا وزارة الصحّة بالقیام بعملیة إعطاء الجرعات لکادر جمعیة الهلال الأحمر لأنّ هذا الکادر یتواجد في الخطّ الأوّل للمواجهة مع هذا الفیروس سواء في الحجر الصحّي أو في أماکن أخری، ومؤخّراً خلال هذا الاسبوع تدخّلت بعض المحافظات بمشارکة من الجامعات الطبّیة في موضوع التلقیح ، ولکن نحن لدینا الطاقات والقدرات بهدف تقدیم مساعدة أکثر في موضوع التلقیح . نعم نحن دخلنا إلی حدّ ما في موضوع التلقیح.

العالم : إيران الان في الموجة الخامسة من انتشار الفيروس ما هي التمهيدات التي اتخذتموها لمواجهة هذه الموجة وهي غالبا كما يقال انه فيروس من نوع الدلتا؟

محمد حسن قوسيان:کما أشرتم فأنّ الموجة الخامسة یقودها فیروس دلتا، هذا الفیروس یصلنا من الشرق، وبالتالي فأنّه منذ أن أصبح الفیروس المشار إلیه عالمیاً منذ آذار/ مارس الماضي، تمّ إخضاع الحدود الشرقیة للبلاد لنظام الحجر الصحّي تحت إشراف جمعیة الهلال الأحمر. بمعنی أنّنا متواجدون في سیستان وبلوشستان وفي خراسان التي تُعتبر بوّابة لدخول المسافرین من أفغانستان وباکستان مع إحتمال وجود صلة بینها وبین الهند، لهذا فنحن لدینا تواجد في هذه المناطق إلی جانب المنافذ الحدودیة الأخری للبلاد، بهدف الوقایة من خلال فحص "بي سي آر" أو قیاس حرارة الجسم ، وکما أسلفتُ فقد ذهبتُ بنفسي إلی محافظة سیستان وبلوشستان في الشهر الماضي لتفعیل المقرّ المرکزي لمکافحة فیروس کورونا.

لدینا موضوع توفیر کبسولات الأوکسجین والکمّامات التي نوفّرها اخل البلاد من مساعدات الأفراد الخیّرین ونقوم بتوزیعها بشکل خاصّ في محافظة سیستان وبلوشستان ، إلی جانب توفیر جرعات التلقیح وهذا الموضوع محوري ومهم جدّاً بحیث أنّنا کلّما رفعنا من وتیرة الجرعات کلّما صغرت هذه الموجات وقلّ إنتشار الفیروس، وکما سبق وأن ذکرتُ لکم فأنّ جمعیة الهلال الأحمر منشغلة في هذا المیدان. بالنسبة لمشروع "مراقبو السلامة" والذي إنطلق في تشرین الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، لایزال مستمرّاً في البلاد بینما تشارك فیه جمعیة الهلال الأحمر بشکل یومي.

العالم : فيما يتعلق بمحافظتي سيستان وبلوشستان كيف هي الاوضاع فيها فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا ومواجهة هذه السلالة الجديدة؟

محمد حسن قوسيان: فیما یخصّ محافظة سیستان وبلوشستان فأنّها تمیّزت بمیزة خاصّة، لو تابعتم العملیة لوجدتم طوال سنة کاملة من إنتشار فیروس کورونا اللونین الأزرق والأصفر، بمعنی أنّ الموجة لم تکن قویّة في المحافظة خلال الفترة المشار إلیها، عندما دخل فیروس دلتا البلاد أُعتبر الموجة الأولی لمحافظة سیستان وبلوشستان، لهذا السبب واجهنا إنتشاراً سریعاً جدّاً هناك، ولکن الحمدلله مع وجود هذا المقرّ الذي بدأ نشاطه في المحافظة والتلقیح المناسب الذي نُفّذ، تجد أنّ المحافظة تتقدّم علی سائر محافظات البلاد بعشر سنوات، بمعنی أنّنا وصلنا هناك إلی تلقیح الأفراد مابین 40 إلی 45 سنة، بینما في العاصمة طهران نقوم بتلقیح الأفراد الذین تصل أعمارهم إلی 60 سنة. أدّت عملیة التلقیح إلی التحکّم بالفیروس إلی حدّ کبیر. شخصیاً قمتُ بزیارة للمستشفیات الحدودیة في " میرجاوه" ووجدتُ أربعة إلی خمسة أفراد قد أُدخلوا المستشفی بینما إمکانیات العلاج متوفّرة والأدویة موجودة بأسعار مناسبة ولم ألاحظ مشکلة خاصّة في هذا المجال.

أمّا فیما یخصّ موضوع الأوکسجین، فقد قمنا بنقل أکثر من 500 کبسولة إلی مستشفیات محافظة سیستان وبلوشستان، وتوزیع حوالي 1000 کبسولة بین جمعیات الهلال الأحمر وهي تساعد في تسریع عملیة العلاج. الحمدلله الأوضاع مناسبة جدّاً مقارنة مع إنتشار الموجة الأولی من فیروس کورونا.

العالم: اليوم بعد 17 شهرا من انتشار فيروس كورونا انتم في جمعية الهلال الاحمر الايراني والامين العام لهذه الجمعية، كيف تقيمون أداء هذه الجمعية في مواجهة انتشار فيروس كورونا؟

محمد حسن قوسيان:کما تعلمون فأنّ جمعیة الهلال الأحمر مؤسّسة عامّة غیر حکومیة تقوم بأغلب أنشطتها من خلال المتطوّعین من أفراد الشعب. نحن نعتقد أنّه ماکان بوسعنا وبوسع المتطوّعین لم نتردّد لحظة في القیام به وتنفیذه، إلی درجة أنّنا لم نقم بعملیة تلقیح کادر الإغاثة لدینا طالما کانت هناك حاجة لأفراد الشعب، أي بمعنی أنّنا فضلنا الآخرین علی أنفسنا، بالرغم من أنّنا کنّا مستوردین للقاحات.

الحمدلله أعتقد شخصیاً أنّ إنعکاس هذا الأمر قد تبلور في المشهد الوطني، هکذا أری تعامل الناس، وعلی الأخصّ في موضوع توفیر اللقاحات حیث یبدون رضاهم من سیر العملیة ویتفهّمون حقیقة مفادها أنّه بالرغم من وجود المشکلات والصعاب إلا أنّ جمعیة الهلال الأحمر نجحت في مساعدتهم.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...