الحراك الأميركي والأوروبي ومصير حل الدولتين

الحراك الأميركي والأوروبي ومصير حل الدولتين
الإثنين ٢٠ يونيو ٢٠١١ - ١١:٥٣ بتوقيت غرينتش

الحراك الأميركي والأوروبي الذي تشهده الأراضي الفلسطينية في الأيام الأخيرة يسير في أكثر من اتجاه . هو في شقه الأميركي يسير في خط، وفي الآخر الأوروبي يسير في خط مختلف، غير أن الاثنين يلتقيان عند نقطة أساسية وجوهرية عنوانها “مصير حل الدولتين” .

الطرفان يحركهما القلق من المسعى الفلسطيني إلى طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، لكن لكل من الأوروبيين والأميركيين حسابات ومسار عمل مختلف تماماً . الأوروبيون، ممثلون بكاثرين آشتون وقبلها مبادرة آلان جوبيه، يسيران باتجاه إنقاذ ماء الوجه وتجنّب الإحراج في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول .

فمن الواضح أن أوروبا لا تتحدّث لغة واحدة في ما يتعلق ب “الدولة الفلسطينية” . لكل دولة حساباتها ومواقفها الخاصة من الخطة الفلسطينية . الغالبية، أو على الأقل الدول الكبرى، تسير في اتجاه رفض الدولة على اعتباره “مسعىً أحادياً” .

هذا ما يظهر من التصريحات الإيطالية والألمانية والفرنسية، إضافة إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي . لكن، وعلى عكس الولايات المتحدة، لا تستطيع دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة المجاهرة برفض التوجه الفلسطيني، لكنها في المقابل تسعى إلى تجنب الإحراج، سواء في مجلس الأمن أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا سيما أنها تدرك أن الوصول إلى موقعة الجمعية العامة سيعني نهاية الطريق، أو نهاية “حل الدولتين”، وخصوصاً في حال تمّ إجهاض المسعى الفلسطنيي ورفض الاعتراف بالدولة .

الأمر نفسه يشكّل قلقاً بالنسبة إلى الإدارة الأميركية . لكنها على عكس الأوروبيين، تفضل العمل برويّة وتجنّب المسارعة إلى عقد مؤتمر سلام، كالذي يريده الفرنسيون، ولا سيما أن إدارة أوباما جرّبت “المؤتمرات”، سواء في أنابوليس أو في واشنطن في أيلول الماضي، الذي خصص لإعادة إطلاق المفاوضات، التي لم تصمد لأكثر من شهرين، وانهارت عند عتبة نهاية التجميد الاستيطاني الذي كان أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .

حتى السلطة الفلسطينية تبدو قلقة من استحقاق سبتمبر، والرئيس محمود عبّاس يسعى بجهد إلى تجنّب كأس الجمعية العامة، خصوصاً أنه بات مدركاً أن الخيار يواجه الفشل بنسبة تفوق التسعين في المئة . وعلى هذا الأساس كانت مسارعة السلطة إلى قبول المبادرة الفرنسية، وقبلها استئناف المفاوضات على قاعدة خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام وزارة الخارجية، رغم أنه عاد وتراجع عنه أمام “آيباك” .

والملاحظ أنه لا المبادرة الفرنسية ولا خطاب أوباما جاءا على ذكر الاستيطان الذي كان شرط عبّاس المسبق للتفاوض . فجأة سقط الشرط الفلسطيني، وبات التفاوض هماً أوّل، قبل التوجّه إلى الأمم المتحدة، الذي قد يشكّل نهاية لحل الدولتين .

القضية ليست بسيطة، خصوصاً أن المسافة الزمنية التي تفصلنا عن الموعد المضروب باتت قصيرة، ما يستدعي من كل طرف تجميع أوراقه وأسلحته . . لكن يبدو أن الطرف الفلسطيني لم يحسم موقفه بعد جراء الضغوط التي يتعرض لها .

*حسام كنفاني

كلمات دليلية :