بمناسبة ذكراه اليوم.. هل سيكون العدوان الصدامي آخر عدوان على إيران؟

بمناسبة ذكراه اليوم.. هل سيكون العدوان الصدامي آخر عدوان على إيران؟
الأربعاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٠١ بتوقيت غرينتش

في مثل هذا اليوم، 22 ايلول / سبتمبر عام 1980، شن الطاغية صدام حسين عدوانه الغادر على الجمهورية الاسلامية الايرانية الفتية، بذرائع تضحك الثكلى، واستمر العدوان ثماني سنوات، كلفت ايران خسائر بشرية ومادية لا تعوض.

العالم – كشكول

ما كان بإمكان الطاغية صدام ان يجرؤ على شن الحرب المدمرة على ايران، لولا علمه بالظروف التي كانت تمر بها ايران بعد الثورة الاسلامية، التي لم يمر عليها الا وقتا قصيرا، حيث كانت الثورة تتعرض لمؤامرات امريكية واسرائيلية علنية وسرية، لإضعفها و وأدها، فكانت الثورة تواجه إنقلابات عسكرية، ومؤامرات لزرع الفتن القومية والطائفية بين ابناء الشعب الايراني.

ما كان بإمكان الطاغية صدام ان يفكر، مجرد تفكير، بشن الحرب ضد ايران لولا إستغلال الغرب وعلى رأسه امريكا، والرجعية العربية وعلى رأسها النظام السعودي، جنون العظمة الذي كان يعاني منه الطاغية، ودعموه بالمال والسلاح والاعلام، وصوروا له ايران ك"لقمة" سائغة، فالجيش الايراني كان يمر بأضعف مراحله، والسلاح الامريكي لهذا الجيش قد تم حظره، وعملاء وجواسيس امريكا واسرائيل والغرب، يصولون ويجولون في ايران، يغتالون قادة الثورة، وكبار الضباط في الجيش الايراني الذين اعلنوا ولاءهم للثورة الاسلامية.

كان الطاغية صدام، يحلم بإقتطاع محافظة خوزستان من الجسد الايراني، وكانت امريكا والغرب واسرائيل والرجعية العربية، تأمل في ان تنتهي الحرب بتقسيم ايران، و اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية، التي اعلنت منذ انتصارها، دعمها للقضية الفلسطينية، واعتبارها قضية المسلمين الاولى، وطردت سفير "اسرائيل" واستقبلت اول سفير فلسطيني في العالم.

خلال الحرب كانت ايران تحاول الحصول على سلاح للدفاع عن نفسها، من الشرق والغرب، ولكن دون جدوى، وكان هذا الشرق والغرب يفتح ابواب مستودعاته امام الطاغية صدام، فكانت الطائرات والصوريخ الغربية والشرقية تخترق السماء الايرانية دون اي عائق، وتسقط على رؤوس الابرياء.

ايران بحكمة قيادتها، وصبر شعبها، ومقاومة شبابها، الذين اندفعوا بصدور عارية الى الجبهات للدفاع عن الوطن الاسلامي، أمام تحالف الشر، وتمكنوا، بعد ثماني سنوات من المقاومة، من إفشال جميع الاهداف التي كانت امريكا واسرائيل تسعيان الى تحقيقها من وراء الحرب التي فرضها صنيعتهما الطاغية صدام على ايران.

الدرس الذي تعلمته ايران من الحرب المفروضة، هو ان القوة وحدها الكفيلة بمنع اي عدوان ضدها، ولو كانت الجهات التي كانت تقف وراء الطاغية صدام، تعلم ان ايران تمتلك القوة على قبر المعتدين في عقر دارهم، لما فكرت بالعدوان على ايران أصلا.

اليوم وبعد مرور 33 عاما على انتهاء الحرب الظالمة التي فرضها الطاغية صدام على ايران، بات العدوان على ايران، امرا من الصعب ان يخطر على بال أشرس أعدائها، وعلى راسهم امريكا والكيان الاسرائيلي، فالعالم شاهد كيف اسقط صاروخ ايراني الصنع، طائرة غلوبال هوك الامريكية العملاقة، التي تعتبر درة تاج الصناعة الامريكية، فور دخولها الاجواء الايرانية،وهي على ارتفاع 20 الف قدم. كما شاهد العالم ايضا كيف دكت الصواريخ الايرانية اكبر قاعدة امريكية في العراق، وهي قاعدة عين الاسد، دون ان تتجرأ القوة الأعظم في العالم، على الرد في الحالتين، لذلك يمكننا ان نقول بالفم الملآن: ان عدوان الطاغية المقبور صدام على ايران، سيدخل التاريخ بوصفه آخر عدوان خارجي شُن على إيران.