الشعب السوداني خرج ولن يعود الا بالمدنية

الشعب السوداني خرج ولن يعود الا بالمدنية
الأحد ٣١ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

انتفضت شوارع الخرطوم في مليونية رافضة للانقلاب العسكري الذي قام به القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق عبد الفتاح البرهان وأطاح خلاله بالمدنيين من السلطة، وتصاعدت الاصوات المطالبة بمدنية الدولة وذهاب العسكر الي ثكناتهم.

العالم – كشكول

خرجت الجموع الى الشوارع الرئيسية ليعبروا عن رفضهم وادانتهم للانقلاب العسكري الذي حصل قبل ايام في السودان والاجراءات المتخذة بحق الحكومة الانتقالية ، الدعوات لهذه المليونية لم تمر بسلام فقد قام الجيش باغلاق معظم الجسور الرئيسية في المدنية التي يخترقها نهر النيل وقطع الطرق بالاضافة الى قطع خدمة الإنترنت والاتصالات كل هذا صعب من حركة المتظاهرين، وما زاد من حدة وتازم الموقف هو رد الجيش على المظاهرات السلمية التي خرجت في مليونية 30 اكتوبر بالسلاح واستخدم العنف، حيث أعلنت لجنة أطباء السودان، عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف المحتجين على إجراءات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى 11 قتيلا منذ انقلاب في 25 أكتوبر بالاضافة الى سقوط جرحى.

ورغم التظاهرات والاحتجاج الشعبي على الانقلاب وردود الفعل الدولية الرافضة للانقلاب الا انه لا يبدو ان الوضع سيستقر قريبا، فمازال رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته وهو ما كشفه ممثل الأمم المتحدة الى السودان فولكر بيريتس عقب مباحثات اجراه معه لبحث خيارات الوساطة، وسبل المضي قدما في البلاد.

تلك المليونية قد كتبت سطور جديدة للمرحلة المقبلة في السودان، فقد حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جنرالات الجيش في السودان على التراجع عن سيطرتهم على البلاد، فيما اعلن تجمع المهنيين السودانيين انه سيقدم ميثاق استكمال ثورة ديسمبر للتشاور مع القوى الثورية، وان الميثاق يؤسس لمرحلة جديدة أساسها التغيير الجذري والسلطة المدنية الكاملة وصولا إلى إسقاط المجلس العسكري الانقلابي وتقديم أعضائه لمحاكمات عاجلة وعادلة على كل جرائمهم بحق الشعب السوداني.

فهل تنجح ورقة الشارع في دفع العسكر لتغيير مسارهم؟ الشعب السوداني ليس بوارد ان يتخلى عن مكتسبات ثورته والتفريط بطموحاته، حيث تتواصل الدعوات لاستمرار التظاهرات والعصيان المدني والإضرابات حتي تثبيت دعائم الحكم في السودان بمدنية خالصة. لكن ما هي سيناريوهات المرحلة المقبلة؟ هذا ما سيكشفه قادم الايام فالبرهان لا يعتبر ما قام به انقلابا بل هو تصحيح للمسار على حد وصفه، لكن الاجماع الدولي على رفض الانقلاب ينذر ان الوضع في السودان لن يستقر للسلطة العسكرية، لكن الصفقات السرية وورقة التطبيع التي يلعب بها كل من يشعر بفقد الشرعية قد تمكن البرهان من كسب بعض الوقت او ضمان الحصول على دور في المرحلة المقبلة، ورغم ذلك مهما يسعى البرهان لتحقيق الارباح فمن المؤكد ان الشعب خرج ولن يعود حتى عودة مدنية الدولة وهو ما اعلنوه في تظاهراتهم.