العالم_لبنان
اعتبر نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال لقاء سياسي نظمته المهن الحرة في "حزب الله"، أن "إسرائيل هي الخطر الأكبر على لبنان".
وقال قاسم ان "المقاومة حرَّرت الأرض وحرمت "إسرائيل" من استغلال لبنان حديقة خلفية وضربت مشروع التوطين"، مشدداً على أن "أزمة الدولة لا يحلُّها "حزب الله"، ونعمل بكل طاقاتنا للتخفيف عن الناس".
وأكد "إننا سنخوض الانتخابات بتحالفات واضحة ركيزتها حلفاؤنا من القوى السياسية الحالية، ومجموعات المجتمع المدني الحليفة وكذلك الشخصيات التي لها حضورها الشعبي. وكما ينتظرون نتائج الانتخابا، نحن أيضًا ننتظرها كمحطة شعبية ضرورية لقلب الصفحة في لبنان".
ورأى أن "القوات اللبنانية" مركز الاهتمام الأميركي- السعودي لمواجهة "حزب الله" وحلفائه.
واستطرد بالقول: نحن رأينا كـ "حزب الله" الأزمة الكبيرة والأساسية والتي تؤثر على كل شيء، والتي تساهم في الحل كما تساهم في المشكلة هي أزمة وجود "إسرائيل" التي تهدد لبنان دائمًا والتي تريد أن تحتله، والتدخل الخارجي يترجم بدعم "إسرائيل" في المنطقة لتحقق ثلاث أمور أسياسية من خلال لبنان".
وتابع قاسم: "الأمر الأول: لو استطاعت "إسرائيل" أن تحتل لبنان وتبقى فيه وتحتل جزءا منه وتضمه للمستوطنات لفعلت، وهذا كان أحد مشاريعها عندما أقامت الشريط الحدودي المحتل في جنوب لبنان، ولكن المقاومة منعت الاحتلال من تنفيذ هذا المشروع. أما الأمر الثاني: فإسرائيل تريد التوطين، لأن التوطين يريحها من مشكلة كبيرة اسمها عودة الفلسطينيين، فيتخلصون من ملايين المشتتين في أنحاء العالم ومنها لبنان، فيكون التوطين إلغاء لحضورهم ووجودهم وصلاحيات انتمائهم لفلسطين، وبالتالي يكون لبنان لعب هذا الدور ويكون قد اراح"إسرائيل"".
كما أشار إلى أن "الأمر الثالث:"إسرائيل" تريد لبنان حديقة خلفية تعمل من خلالها لتتقوى على محيطها، فتمرر من لبنان الفتن وكل ما يمكن أن يؤدي إلى خيارات للضغط على سوريا وعلى المنطقة العربية لأن طبيعة لبنان وجغرافيته بوابة صالحة لتؤثر في خدمة "إسرائيل" إذا تمكنت منه".
وأوضح أن "إسرائيل ليست خطرًا عاديًا، ونحن نبَّهنا لهذا الأمر، فكان يجب أن يكون هناك مقاومة لإراحة لبنان وينصرف لبنان لمعالجة الأزمات الداخلية والخارجية، عندما حصل التحرير سنة 2000 حصل انتعاش كبير في منطقة الجنوب، وعندما أصبح هناك توازن ردع بيننا وبين "إسرائيل" لبنان بنى المشاريع لأنه يستطيع أن يحافظ عليها من "إسرائيل" بسبب جهوزية المقاومة، "إسرائيل" لم يعد أملها في لبنان كبير بسبب التحرير الذي حصل، إذًا ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، حررت لبنان وحررت الأرض وحرمت "إسرائيل" من استغلال لبنان كحديقة خلفية، وضربت المقاومة مشروع التوطين".
واضاف: "المقاومة أعطت لبنان المنعة، فأصبحنا بعد المقاومة نتحدث عن لبنان القوي وليس الضعيف، وأثبتنا أن قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته يمكن أن يحقق أهداف كبيرة لا تتحقق بغير هذه الطريقة. فرأى الغرب والخليج (الفارسي) أن المقاومة حققت إنجازات غير عادية لمشروع يمكن أن يؤسس عليه، لذلك بدأت الهجمة على المقاومة وعلى "حزب الله"، والهجمة على المقاومة ليس لأننا نقاتل "إسرائيل"، لا، إنما بقتال "إسرائيل" حررنا لبنان، الهجمة على المقاومة لأننا منعنا "إسرائيل" من تحقيق أهدافها، لأن بقوة لبنان أصبح لبنان عزيزًا فلم يعد يقدر الغرب ولا الخليج (الفارسي) أن يمرروا سياسات في لبنان لمصالحهم".
كذلك، اعتبر الشيخ قاسم أن "المقاومة أصبحت مستهدفة من المشروع الآخر الذي سبَّب الأزمات الداخلية للبنان. لجأوا إلى الحرب الاقتصادية والتي بدأتها أميركا بوضع لوائح للعقوبات، ووضع خطوط حمراء للبنان للتعامل مع دول دون أخرى، والتدخل في إدارة البنك المركزي والدولار... ظنًا منهم بأن هذه العقوبات الاقتصادية وهذا الضغط على "حزب الله" وعلى لبنان، يُحدث مشكلة بين اللبنانيين و"حزب الله" فيحملونه مسؤولية ونتائج الحصار وهذا الضغط فينفصلون عنه أو يواجهونه، كانت النتيجة أن الحزب قام بإجراءات تخفف وتؤسس وتواجه هذه الحملة الاقتصادية والعقوبات، منها حملة التكافل الاجتماعي، وخطوة استقدام المازوت الإيراني.إذًا كسر الحزب الحصار الأميركي بالمازوت الإيراني والتكافل والصمود وأوجد تحولًا في المواجهة".
ولفت قاسم إلى أنه "من أشكال المواجهة ركوب موجة 17 تشرين 2017، طبعًا من حق الناس الاعتراض على الجوع والغلاء والأوضاع الاقتصادية، ولكن للأسف السفارة الأميركية ومن معها أخذوا بعض المجموعات من جماعات المجتمع المدني وبدأوا بتوجيههم ودعمهم لمحاولة السيطرة على هذا الاتجاه، لذلك لم تمر فترة بسيطة حتى رأينا مجموعات ترفع شعار انتخابات نيابية مبكرة، واستقالة رئيس الجمهورية، لأن المطلوب تغيير المنظومة، وهذا الأمر أيضًا لم ينجح، المواجهة كانت مواجهة صابرة وحكيمة من أجل مصلحة الناس".
وتساءل "هل نستطيع أن نخرج من الأزمة الموجودة في لبنان، نعم نستطيع إذا عُمِلَ بعدة عناوين، أكبر وأهم هو عنوان الكهرباء من خلال المناقصات للشركات الشرقية والغربية، ومشاريع كثيرة منها الاقتصاد بأن يكون منتجًا وغير ريعي، للاستفادة من الخبرات والأفكار، طرحوا البطاقة التمويلية مرحليًا للمعالجة الاجتماعية ولا نعرف لماذا لم يسيروا بهذه البطاقة وما هي العقبات! هناك محاولة تسويف وإبراز للعجز، وهناك عدم جدية للمعالجة وإلا يوجد إمكانية للمعالجة ونقدر أن نتقدم خطوات".
وأكد "إننا مع عودة الحكومة اللبنانية إلى الاجتماعات، بعد معالجة أسباب توقف الاجتماع، واليوم مشهد القضاء في لبنان مشهد غير صحي، ليس له علاقة لا بحادثة ولا بقاضي، له علاقة بمنظومة قضائية كاملة تتداخل بطريقة غير عادية، يجب إعادة النظر وإيجاد حل وإلا الواقع القضائي غير صحي".