القدس هذه المرة وحيدة.. هل أمات الحكام شعوبهم؟

الأحد ٠٥ ديسمبر ٢٠٢١ - ١١:٢٠ بتوقيت غرينتش

يقف الانسان مذهولا أمام جريمة وعلى الهواء مباشرة، بثتها كاميرات النشطاء، وعلى الرغم من حساسية المنطقة التي ارتكبت فيها، وحساسية القضية التي تكمن وراء هذه الجرائم، ترى صمتا وسكوتا عربيا واسلاميا قاتلا إزاءها.

العالم - كشكول

بدم بار يطلق جنود الاحتلال الاسرائيلي النار على الشاب الفلسطيني محمد سليمة البالغ من العمر 25 عاما، في منطقة باب العامود في القدس المحتلة، ومن مسافة قريبة جدا، ثم يتركونه ينزف حتى الشهادة، وبذريعة طعن مستوطن ما أدى إلى اصابته بجروح.

جريمة بهذه البشاعة وهذه العلنية، تفتقر وبشكل يثير الدهشة والحيرة معا، لأي موقف عربي رسمي يستنكر أو يدين الاحتلال الاسرائيلي على جريمته هذه، والحام العرب موزعون بين مطبعين ومستميتين للحضن الصهيوني، وبين متمنين، وبين ساكتين صامتين خانعين.

الموقف العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية، يمكن القول انه فقد مصداقيته منذ زمن بعيد، ولكن اليوم في ظل هذه الجريمة وهذا الصمت المقيت، فقد العرب حتى الموقف. إلا من رحم ربي، وهنا يجب الاشادة بالموقف الشجاع للكويت بين ضحالة المواقف، والتي قررت حظر دخول السفن التجارية المحملة ببضائع من وإلى الكيان الإسرائيلي، إلى مياه الكويت الإقليمية.

الأمر الذي يحز في النفس اكثر، هو غياب المناصرة الشعبية العربية التي كانت حاضرة طوال عقود إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته المحقة، فأن يغيب الموقف الرسمي، أمر لم يعد بالجلل، مع خضوع اغلب القادة العرب للغرب وتوأمة أهدافهم مع الاهداف الصهيوأمريكية في المنطقة، أما غياب الموقف الشعبي، ولو بالكلمة، أمر ربما جديد، ويستحق التوقف عنده.

غياب فلسطين والقدس والشهيد محمد سليمة عن قائمة ترند الدول العربية، ربما يطرح سؤالا مصيريا، هل تمكن الموقف الرسمي العربي المتخاذل تجاه القضية الفلسطينية، من تلبيد وتشميع وقتل الضمير العربي الاسلامي، لدى الشعوب العربية والاسلامية، وهل تمكن الحكام من وأد المواقف الشعبية تجاه فلسطين؟، سؤال يجب ان تجيب عنه هذه الشعوب، فهي مسؤولة أمام دينها وربها في موقفها غدا.