71 بالمائة من التونسيين يعتقدون أن حرية الإعلام تراجعت

71 بالمائة من التونسيين يعتقدون أن حرية الإعلام تراجعت
الإثنين ٠٣ يناير ٢٠٢٢ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

وجد 71 بالمئة من التونسيين أن مناخ حرية الصحافة والإعلام تعكر بعد قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد يوم 25 يوليو/تموز 2021 والمتمثلة في تجميد عمل البرلمان وإقالة حكومة هشام المشيشي واستئثاره بالسلطتين التشريعية والتنفيذية. في حين ذهب 67 بالمائة من المستجوبين إلى أن الإعلام التونسي كان يتمتع بهامش واسع من الحرية قبل قرارات الرئيس.

العالم - افريقيا

جاء ذلك في دراسة أصدرها مكتب "إنسايتس" Insights حول علاقة التونسي بالإعلام، وشملت عينة دالة من المجتمع التونسي بهامش خطأ لا يتجاوز 3 بالمائة وأجريت فى الفترة المتراوحة بين 28 و31 كانون الأول /ديسمبر 2021، وأظهرت نتائج مفاجئة حول نظرة التونسيين لإعلامهم المحلي.

وعبر عدد كبير من المستجوبين عن عدم ثقتهم في الإعلام التونسي العمومي الرسمي بشكل أكبر من الإعلام الخاص. فقد أظهرت الدراسة أن 80.3 من المشاركين لا يثقون في الإعلام الإذاعي العمومي الرسمي و81.2 بالمائة لا يثقون في الإعلام التلفزيوني العمومي الرسمي، كما أنهم لا يثقون في الإعلام الخاص رغم أن ثقتهم فيه أكبر من الإعلام الرسمي. فقد أكد 76.2 أنهم لا يثقون فى الإعلام الإذاعي الخاص و54.8 لا يثقون في الإعلام التلفزيوني الخاص وهو ما يبرز أن التونسيين يثقون في ما تبثه القنوات التلفزيونية الخاصة بشكل أكبر بكثير من ثقتهم في الإعلام التلفزيوني الرسمي.

ورأى 88.9 بالمائة من المستجوبين أن الإعلام العمومي الرسمي التونسي لا يتعامل بحياد مع الوضع السياسي الذي تعيشه تونس في الفترة الأخيرة، وهو ما يعكس رأي أعلنه أكثر من طرف سياسي معارض للرئيس التونسي قيس سعيد بأن ضغوطات تمارس على الإعلام العمومي الرسمي حتى لا ينقل تحركات الأطراف المعارضة لقرارات الرئيس التونسي وآخرها حملة الأمعاء الخاوية التى يخوضها منذ 12 يوما عديد السياسيين التونسيين المعارضين لقرارات الرئيس التونسي حيث دخلوا في إضراب عن الطعام. وذهب 95.2 منهم إلى أن القنوات التلفزيونية العمومية والخاصة لا تتميز بحرفية عالية في نقل الخبر وتحليله.

وعلى عكس الإعلام السمعي البصري العمومي والخاص، تحظى منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "فيسبوك" الأكثر استخداما في تونس بأكثر من 8 ملايين حساب بثقة أكبر لدى التونسيين، حيث عبر 38.7 عن ثقتهم في منصات التواصل الاجتماعي في حين عبر 57.4 بالمائة من المستجوبين عن عدم ثقتهم فيها. وعبر 3.9 بالمائة عن عدم امتلاكهم موقفا واضحا من المسألة.

وتعد هذه الدراسة من الدراسات القليلة التي أجريت بشكل علمي حول نظرة التونسيين لإعلامهم السمعي البصري رغم أن المختصين كثيرا ما أكدوا انه توجد حالة عدم رضا من التونسيين على ما يقدمه لهم الإعلام المحلي رغم أن المؤشرات تحسنت مقارنة بسنوات ما قبل الثورة التونسية سنة 2011 لكنها تعرف تراجعا نتيجة الوضع السياسي في البلاد.

يذكر أن المشهد الإعلامي في تونس يتكون من 8 قنوات تلفزيونية خاصة معترف بها قانونيا، وقناتين هما "نسمة تي في" و"الزيتونة" غير معترف بهما قانونيا، وقناتين تلفزيونتين عموميتين رسميتين. ومن 13 محطة إذاعية عمومية رسمية و20 محطة إذاعية خاصة و22 محطة إذاعية جمعياتية أي تعود ملكيتها لجمعيات ومنظمات من المجتمع المدني، ومحطة إذاعية غير معترف بها قانونيا هي إذاعة "القرآن الكريم"، و55 صحيفة ورقية وحوالي 250 موقع إلكتروني إخباري.