الاسس الثلاثة للبناء على اغتيال الشبان الثلاث 

الاسس الثلاثة للبناء على اغتيال الشبان الثلاث 
الخميس ١٠ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٧:٣٣ بتوقيت غرينتش

يستطيع كل قارىء للسياسية ومراقب ان يضع الاسس التي يشاء لكي يبني عليها رؤيته للاحداث وهذه الاسس يجب ان تكون ملامسة للواقع كي يخرج الناتج منطقيا وحقيقيا واذا اقام الاسس على خيال فإن النتيجة ستكون خيالا ،

العالم - قضية اليوم

يوم الثلاثاء الماضي قوة من وحدة النخبة في الجيش الاسرائيلي نفذت وضح النهار وسط مدينة نابلس عملية اغتيال لثلاثة شبان فلسطينيين قبل ان تغادر المكان تاركة الجثامين في مكان الجريمة ، بعد اقل من ساعة خرج بيان عن الجيش الاسرائيلي يقول أن عملية الاغتيال طالت ثلاثة شبان كانوا يشكلون خلية كانت تخطط لاطلاق النار على اهداف اسرائيلية واطلقت النار في السابق على سيارات عسكرية اسرائيلية خلال اعمالها اليومية، الامر الاخر ان الشبان ينتمون لكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح والتي تعتبر العامود الفقري للسلطة الفلسطينية والتي تطالب في كل يوم من الاحتلال بالتنسيق الامني معه والا ، الاساس الاول لقراءة مشهد الاغتيال يبدا بالمكان والزمان ، وسط مدينة نابلس في منطقة من المفترض انها كانت تصنف (ا) وتتبع امنيا واداريا للسلطة الفلسطينية والاحتلال اراد ان يرسل رسالة للسلطة بان دورها لن يتجاوز الدور الاداري والخدماتي والدور الامني حصريا له ، اما اختيار عملية الاغتيال في وسط مدينة كبيرة مثل نابلس يعني ان الامن الاسرائيلي سيصل في عملياته الى كل زاوية في الضفة الغربية وان لا حدود لعمله، من طالتهم عملية الاغتيال هم ثلاثة من ابناء حركة فتح الحركة التي يعلن قادتها ليل نهار انهم مع المقاومة الشعبية غير العنيفة وانهم يبحثون عن شريك اسرائيلي للتفاوض معه ، هذا الاساس يعني بأن الاحتلال في رسالته الثانية كان يحاول ان يوجه رسالة الى ابناء فتح ممن مازالوا يؤمنون بالمقاومة المسلحة بان يفكروا مليا لان هذه المقاومة تقود للمهالك - طبعا كما يرى الاحتلال - وبأن التعامل معهم سيكون موازيا او اشد من التعامل مع ابناء الحركات المقاومة مثل حماس والجهاد والجبهة الشعبية وقد يعتقد الاحتلال انه بذلك يحيد قطاعا مهما من الشارع الفلسطيني عن المقاومة والمقصود الجيل الجديد قي حركة فتح ، اما الاساس الثالث الذي يمكن البناء عليه فهو بيان الجيش الاسرائيلي الذي وصف الشبان الثلاثة بانهم كانوا يخططون لاعتداءات على قواته واطلقوا الرصاص في السابق على مركباته وهنا يجب ان نقف كثيرا بأن القتل متعمد مع سبق الاصرار وأن الهدف لم يكن الاغتقال او السيطرة عليهم بل تصفيتهم ، واذا نظرنا الى الفعل الذي وصفه الجيش بالتخطيط فالرسالة الاسرائيلية فحواها ان من سيحمل سلاحا في الضفة الغربية ويفكر فقط يفكر بان يوجهه نحو الاحتلال سيكون مصيره القتل والتصفية ، ختاما الاحتلال يرى بالضفة الغربية عمقا استراتيجيا لا يمكن الاستغناء عنه وعليه فإن واقعا جديدا يحاول خلقه وتثبيته عنوانه ان من في الضفة من الفلسطينيين عليهم يقبلوا بهذا الواقع الذي يكرس مقولة ان لهم اقل من دولة اكثر من حكمً ذاتي منزوع الصلاحيات الامنية .

فارس الصرفندي