القدس المحتلة.. مخطط إسرائيلي غير مسبوق يهدد الوجود المسيحي

القدس المحتلة.. مخطط إسرائيلي غير مسبوق يهدد الوجود المسيحي
الأحد ٢٠ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

كشفت مصادر إعلامية عبرية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستعد للمضي قدما في مشروع استيطاني وصفته بـ"غير المسبوق" لتوسيع حديقة تهويدية شرقي القدس المحتلة، على حساب أراض مملوكة للكنيسة، وتعد من الأماكن المقدسة لدى المسيحيين.

العالم-فلسطين

وادعت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأحد، أن هذه الخطوة لن تجرد مالكي الأراضي من ملكيتهم، لكنها ستمنح الحكومة الإسرائيلية بعض السلطة على ممتلكات خاصة تعود للفلسطينيين والكنيسة، مما دفع مسؤولي الكنيسة والجماعات الحقوقية إلى وصف الإجراء بأنه "استيلاء على السلطة، وتهديد للوجود المسيحي في الأرض المقدسة".

وأضافت أن معارضي المشروع يسلطون الضوء أيضًا على الروابط التي تربط الهيئة الحكومية التي تقدم الخطة بالجماعات اليهودية الاستيطانية، والتي تعمل بدورها على ترسيخ الوجود اليهودي في مناطق شرقي القدس، بما في ذلك حي "الشيخ جراح" المضطرب أمنيًّا، وفق تعبيرها.

وتابعت الصحيفة: "تعتقد مجموعات حقوقية أن التوسيع المخطط للمنتزه؛ هو جزء من استراتيجية قومية أكبر لتطويق البلدة القديمة في القدس، من خلال السيطرة على المناطق المجاورة للقدس الشرقية".

وأوضحت، أن الخطة التي أعطيت الرقم (101-674788) ستشهد توسيع حدود حديقة تدعى "أسوار القدس الوطنية" لتشمل جزءًا كبيرًا من جبل "الزيتون" (المطل على البلدة القديمة بالقدس المحتلة) إلى جانب أجزاء إضافية أخرى من المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن تُعرض الخطة أمام لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة للبلدية الإسرائيلية في القدس، للحصول على موافقة مبدئية في 2 آذار/مارس القادم، بعد أن كان من المقرر عقد جلسة الاستماع في 10 نيسان/أبريل القادم.

وقالت إن التقدم بخطة توسيع المنتزه الوطني اليهودي، جاء وسط توتر متزايد في العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية وبين قادة الكنيسة، الذين قالوا إن مجتمعاتهم مهددة من الجماعات الإسرائيلية المتطرفة.

وبيّنت الصحيفة العبرية أنه تم إطلاع وفد ديمقراطي زائر من مجلس النواب الأمريكي على الأمر، حيث أعرب أعضاؤه عن قلقهم بشأن المشروع خلال اجتماع عُقد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الخميس الماضي.

ونقلت عن قادة في الكنيسة (لم تسمهم) قولهم إنه "على الرغم من أن الخطة قدمتها رسميًّا سلطة الطبيعة والحدائق اليهودية (تابعة لحكومة الاحتلال)، إلا أنه - كما يبدو - تم طرحها ويتم تنسيقها وتطويرها والترويج لها من كيانات يهودية، هدفها الوحيد الظاهر هو سرقة وتأميم أحد أقدس المواقع المسيحية، وتغيير طبيعته، في إشارة إلى جبل الزيتون، حيث يعتقد المسيحيون أنه موقع للعديد من الأحداث المهمة التي حدثت في حياة المسيح".

وأضافوا أن "هذا إجراء وحشي، يشكل هجوما مباشرا ومتعمدا على المسيحيين في الأرض المقدسة، وعلى الكنائس وحقوقهم القديمة المضمونة دوليا في مدينة القدس، تحت ستار حماية المساحات الخضراء"، لافتين إلى أن "الخطة تخدم أجندة أيديولوجية تنكر مكانة وحقوق المسيحيين في القدس".

ولفتت الصحيفة إلى أن قادة الكنيسة وجهوا رسائل بهذا الخصوص إلى قناصل فرنسا وتركيا وإيطاليا واليونان وإسبانيا والمملكة المتحدة وبلجيكا والسويد في القدس، في محاولة واضحة لحشد الدعم الدولي لمعارضتهم.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي أصدر البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس بيانًا مشتركا "نادرًا" حذروا فيه من أن المجتمعات المسيحية أصبحت هدفًا لـ"الجماعات اليهودية المتطرفة" في "إسرائيل" التي تسعى لطردهم من القدس.

وأشار قادة الكنيسة إلى الاستحواذ الاستراتيجي على عقارات في مناطق مسيحية، داعين الحكومة الإسرائيلية إلى التحرك ضد الجماعات القومية اليهودية التي تهدد وجودهم.

يشار إلى أن الاحتلال افتتح المرحلة الأولى من حديقة "أسوار القدس الوطنية" في السبعينيات، لكنه تجنب بعناية تضمين جزء كبير من جبل "الزيتون" حيث يوجد أكثر من 12 موقعًا تاريخيًّا مقدسًا مسيحيًّا.