الراحل بهجت سليمان .. لواء المهمات الصعبة

 الراحل بهجت سليمان .. لواء المهمات الصعبة
الخميس ٠٣ مارس ٢٠٢٢ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

رحل اللواء بهجت سليمان، المناضل العربي، وواحد من ضباط الحرب الناعمة، وأبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية وحقوق العرب ضد الاستكبار العالمي، هكذا تفاعل المغردون العرب والسوريون مع الذكرى السنوية الأولى لوفاته، الناشطون تذكروا الراحل وتذكروا أبرز محطات نضاله، ومشاركته في كتابة التاريخ. 

العالم - كشكول

اللواء بهجت سليمان، الراحل الكبير كان الضابط في الجيش السوري، والقائد الامني الفريد المثقف الواع، فهو من ادار الملف الأكثر تعقيدا وخطورة عبر استهداف الدولة السورية على مدى عقود، كان الراحل الكبير يستثمر كل خبرته العسكرية، وعقله الأمني المترافق مع تراكم معرفي كبير، جعل منه عامودا أساسيا في المؤسسة الأمنية السورية، الذي سجل إنجازات كبيرة وهامة، ذلك التراكم المهم ساعده ليكون المدافع الكبير ضد الحرب المفروضة على سوريا، مستفيدا من الحجة الفلسفية، والكم المعرفي الكبير، ما شكل ظاهرة حقيقية على صفحات التواصل الاجتماعي، فكان القيمة الوطنية والإنسانية الكبيرة،.

تنقل الراحل الكبير، بين مواقع عسكرية وامنية ودبلوماسية، وعين سفيرا لسورية في الأردن، حتى عام 2014، في ذلك الوقت وحتى هذا التاريخ، كان اللواء والمثقف بهجت سليمان، يعمل بجهده الشخصي كمنصة إعلامية متكاملة، ينطلق من الحجة المقنعة للدفاع عن سوريا، فكان الرد من الأردن، بطلب خروجه منها، وعند وصوله لدمشق، تابع نشاطه، لم يمنعه بلوغه سن التقاعد، بل استمر بكفاءة عالية، مستثمرا كل ما تحمله ذاكرته من مفردات سياسي وعسكرية وفلسفية، ما جعله دقيق التوصيف لكل ما يجري في سوريا ومحيطها العربي والإقليمي، وعمل على تمتين شبكة علاقاته بكافة اتجاهات محور المقاومة، لما له من تأثير شعبي وقدرة على بلورة الرأي العام، فشكل بمقالاته وحراكه المباشر، جيشا فكريا اثبت ان المعركة الفكرية والتوعية، هي اهم محاور المعركة.

لا يخفى على أحد ان الراحل اللواء بهجت سليمان، كان واعيا لخارطة الخنادق فهو المولود في اللاذقية عام 1949، بعد تخرجه في الكلية الحربية عام 1970، تدرج سليمان في المواقع العسكرية من قائد سرية إلى كتيبة، وفي أوائل الثمانينيات كان قائدا للواء 41 مدرع في الجيش السوري، برتبة مقدم ركن، وشارك في حرب أكتوبر عام 1973، كما شارك في حرب 1982 وكان وقتها برتبة "مقدم ركن" ومن ثم ضابطا امنيا له خصوصيته المطلقة، كل ذلك جعل منه شخصية غير عادية، وظف كل خبرته الأمنية والعسكرية في العمل الدبلوماسي، بعد ان عين سفيرا لبلاده من عام 2009 حتى 2014 في الأردن، فكان يطلق صوته عاليا في عمان " عاصمة الموك" في ذلك الوقت، وبوجه كل عواصم التأمر على سوريا.

اثناء وجوده في الأردن، كان للواء الراحل دورا كبيرا في ترميم العلاقة السورية الفلسطينية، عبر لقاءات عديدة عقدها مع شخصيات من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، وساعد في إيصال رسالة بحسب مصادر، من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى الرئيس الأسد، والتي زار بعدها وفد فلسطيني دمشق، وافتتح مقر السفارة الفلسطينية وسط العاصمة السورية، واجتماعات عديدة لحل ازمة اللاجئين الفلسطينيين.

ولا يمكن ان ننسى اللقاء على شاشة قناة العالم في عام 2016، وكانت ايامها ذروة الحرب المفروضة على سورية، حين اكد واعتبر سليمان أن "القضية الفلسطينية لم تكن حاضرة لدى النظام العربي الرسمي، أما لنا في سوريا فإن فلسطين هي قضيتنا الداخلية وإيران دافعت عن هذه القضية فكيف لا نشكرها"، في ذلك اللقاء اكد انه الرجل الذي يرصد الحرب المفروضة على البلاد، ويوجهها بالكلمة والتحليل، مؤكدا ان الصمود السوري "حصن محور المقاومة الذي رأسته إيران ورعته سوريا وعموده الفقري حزب الله."

العالم - حسام زيدان