ياما تحت السواهي دواهي..

شاهد.. هذا ما تخفيه السويد تحت قناع جائزة 'نوبل للسلام'

الجمعة ١٨ مارس ٢٠٢٢ - ٠٤:٢٦ بتوقيت غرينتش

تخفي السويد تحت قناع جائزة نوبل للسلام السنوية ملفات ارهابية جمّة حيث ترعى منظمات ارهابية تقتل ابناء الشعب الايراني داخل ارضه.

العالم - خاص بالعالم

بعد أقل من عامين فقط على منح جائزة "نوبل للسلام" الى "ديز موند توتو" أحد ابطال حركة جنوب افريقيا المناهضة للفصل العنصري، اردى صوت رصاصة قاتلة احد انصار هذه الحركة في ليلية شتاء باردة.

مملكة السويد هي رابع دولة تتمتع بطبيعة خلابة وبشتاء ثلجي وباحتضانها لحيوانات الرما، لكن هذه الجنة المفقودة لها وجه آخر.

نعم السويد انها مسقط رأس مخترع الدينامت

إكتشف الكيميائي وصانع السلاح السويدي "آلفرد نوبل" بعد عدة تجارب انه اذا تم امتصاص النيترو جلسرين بواسطة مادة خاملة مثل الدياتومايت سيكون نقله اكثر امانا واكثر ملاءمة للتعامل من البارود اونتيرو جلسيرين النقي.

اطلق النوبل على هذا الاختراع اسم الدينامت، كان العالم الجديد بحاجة الى الانفجارات من اجل التنمية والتوسعة، وهذه الحاجة جلبت ثروة هائلة لنوبل وسرعان ما لاقى الديناميت اقبالا كبيرا في ما ادى ارتفاع الطلب لانشاء مصانع الديناميت الواحدة تلو الاخرى في مختلف ارجاء العالم.

على الرغم من ان الصناعة وبيع "الديناميت" والمتفجرات الاخرى التي اخترعها نوبل درت عليه ثروات طائلة لكن الريادة في مجال تجارة المتفجرات والموت لم تجلب له سمعة طيبة.

حينما كان الفرد في زيارة الى باريس واجه اثناء تناوله وجبة الافطار خبرا بعنوان وفاة تاجر الموت، نشرته احدى الصحف الفرنسية فاذا بحبات العرق البارد على جبينه، كان خبر الصحيفة الفرنسية لا اساس له من الصحة فقط اخطأ ذكر اسم الفرد بدل من اسم شقيقه لودفيغ لكن هذا الخطأ كان ينطوي على حقيقة الكراهية الكامنة ازاء مخترع الديناميت، حينها شعر نوبل بعدم الرغبة في ان تعرفه اجيال القادمة بإسم تاجر الموت.

شغلت هذه القضية بال "نوبل" بشدة حتى اعلن في يوم الـ27 من تشرين الثاني نوفمبر عام 1895 وفي نادي النرويج السويدي عن حل للتخلص حالة الكراهية العامة تجاه، حينها قرر نوبل في وصيته الاخيرة تخصيص جزء كبير من ثروته لجائزة تمنح لشخصيات بارزة في مجالات العلوم والادب والسلام العالمي بغض النظر عن جنسيتهم، ويتم تقديمها باسم "جائزة نوبل".

لطالما سعى الشعب والسياسيون السويديون الى الحفاظ على ميراث "نوبل" السلمي بعد وفاته خاصة في قرن العشرين المشحونة بالضطرابات.

لقد حافظوا على حيادهم في الحربين العالميتين الاولى والثانية بينما كان العالم غارقا في العنف والقتل.

كما ظل السويديون محايدين حتى ابان الحرب الباردة، لكن نزعة العنف والارهاب كانت جارية خلف هذا الهدوء الظاهري.

لم يخطر على بال اي احد بان العنف الذي كبح "الفرد نوبل" جناحه ذات مرة من خلال تخصيص "جائزة للسلام" العالمي من شأنه ان يوجه رصاصة الى رئيس الوزراء السويدي أولف بالمه.

لقد كان اغتيال رئيس الوزراء السويدي امرا عسيرا على شعب هذا البلد وصادما لشعوب العالم.

واجهت السويد الدولة المسالمة تحديا جديدا للارهاب والعنف.

بعد بضع سنوات تعرضت السياسية الديمقراطية الاجتماعية ووزيرة الخارجية آن لينيدي للطعن حتى الموت على يد مهاجم في الـ11 من ايلول سبتمبر 2003 اثناء التسوق في وسط مدينة استكهولم مع صديقة مقربة وتوفيت في المستشفى بعد ساعات.

لم يتصور اي احد ان هذه كانت بداية سلسلة للعنف وارهاب في السويد.

في ما كان التشابة بين قتلها ومقتل "اولاف بالمه" مثيرا للجدل حينها اعتقد الكثيرون ان العنف قد فتح ابوابه على السويد.

كان هذا المستوى من العنف بمثابة انعكاس للعنف الذي احدثته الاسلحة السويدية خارج البلاد، وكأن تلك الدماء المراقة قد عادت من بعيد لتاخذ بثأرها.

قد يبدو من الصعب تصديق ذلك لكن السويد المحبة للسلام هي واحدة من اكبر مصدري الاسلحة العالمية.

في عام 2017 وحده سجلت هذه الدولة عائدات بقيمة ثلاثة مليارات وخمسمئة مليون يورو من صناعة الاسلحلة، تحاول السويد اظهار نفسها على انها من دعاة السلام، لكنها ووفقا لمعهد استولكهوم الدولي لبحوث السلام اي سيبري تعد احد اكبر مصدري الاسلحة في العالم وكان هذه الدولة قد ادركت انه يمكن اظهار كبل شيء على الواقع من خلال قلب الصورة،انهم يبيعون الاسلحة لبلدان يقتل فيها الابرياء وتراق دمائهم.

على الرغم من النزعة السلمية التي يدعيها السويديون لكن الشركات الثرية في هذا لبلد مثل شركة لاندن النفطية تؤدي دورا فعالا في عمليات الابادة الجماعية المنظمة في دول العالم الثالث لتحقيق مكاسبها الاقتصادية.

لقد وجهت دعوات الى المسلحين لاتخاذ اجراءات لتأمين المنطقة الغنية بالنفط، بدورهم اغمض المسلحون أعينهم عن الانسانية واشعلوا النار في منازل الناس واغتصبوا النساء، وقتلوا الاهالي واجبروهم على الهجرة قصرا.

بالاضافة الى ذلك اعترف "بورجي ايكولمط الرئيس التنفيذي لشركة "اريكسون" مؤخرا ان شركة الاتصالات السلكية ولاسلكية قدمت اموالا الى "داعش" كرشوة وان جميع تلك الاموال قد تم انفاقها على اعمال ارهابية في العراق.

ان اعمال العنف التي دخلت بلاد الرما بهدوء اصبحت الان تثبت وجودها علنيا في احصاءات العنف في السويد تتزايد بمعدلات لاتصدق.

تظهر الابحاث ان المجتمع السويدي يتأثر بتفشي ظاهرة العنف الاجتماعي وان الجريمة المسلحة تنتشر في البلاد مثل تفشي الامراض المعدية وفيما تعمل الشرطة على تهدئة التوترات واحتواء الوتيرة المتصاعدة هذه، نرى وانها بالاضافة لاطلاقها لمبادرات اجتماعية فقد لجأت الى سلسلة من الاجراءات القمعية.

عشرات القبور بمقبرة جنوب استكهولم تعود لضحايا النزاع المسلح.

نصف الامهات الجالسات هنا بهذا المشهد امام وزير الخارجية السويدي قد قتل ابناءهن.

يسأل شاب مهاجر وزير الداخلية السويدي الديمقراطي الاجتماعي "مايكل كامبانيلا" هل سبق لك شاهدت الامهات اللواتي تم قتل ابنائهن بالاضافة الى ذلك فان عمليات الخطف الممنهج هي ايضا ضمن جدول اعمال الحكومة السويدية، بالضافة الى ذلك فان عمليات الخطف الممنهج هي ايضا ضمن جدول اعمال الحكومة السويدية في الوقت التي نفت فيه السلطات السويدية مزاعم اختطاف وكلات الخدمات الاجتماعية للاطفال المسلمين.

اطلقت عشرات العائلات اللاجئات في السويد حملة "اوقفوا خطف اطفالنا"، واعلنت العائلات ان هيئة الرعاية الاجتماعية المعروفة باسم "السوشيال" تقوم بانتزاع الاولاد من والديهم تحت ذريعة عدم اهليتهم وقد اشتكت العديد من العائلات المسلمة في السويد من الهيئة وبانها حرمتهم من ابنائهم لانها ترى في هذا الاجراء فصلا قصريا واختطاف تحت غطاء قانوني.

ومع كل هذا فان مقالة صحيفة بيلد اكثر وسائل الاعلام انشارا في المانيا والاتحاد الاوروبي بعنوان السويد هي اخطر دولة في اوروبا لم تاتي من فراغ ، حيث اشارت فيها الى وقوع موجة من القتل المسلح في ارجاء السويد كما وضعت السويد على رأس قائمة جرائم العصابات في اوروبا.

في عام 2020 تم تأكيد حدوث 124 حالة عنف مرتبطة بالوفاة في السويد في ما كان متوسط العنف المميت في السنوات العشر الماضية مئة حالة في السنة.

ان الوتيرة المتزايدة للجريمة في بلد اوروبي يدعي السلام ليست بالامر الطبيعي، لقد وصل عجز الحكومة السويدية عن ادراة الوضع حتى الان لدرجة اظهر فيها استطلاع للراي اجراه مكتب منع وقوع الجريمة التابع لوزراة العدل بان نصف السويدين يشعرون باليأس ازاء تحقيق العدالة الجنائية بهذا البلد.

مع كل هذا فان السياسين ماضون في طريقهم ويقيمون في كل عام مراسم "جائزة نوبل للسلام" بكل ثقة، جائزة ترسم احيانا ابتسامة مريرة على شفاه دعاة السلام في العالم.

رئيسة وزارء ميانمار السابقة "أون سان سو تشي" لم تندد بالابادة العرقية الممنهجة لمسلمي الـ"روهينجا" فحسب، بل انها دافعت عن هذه الاعمال الاجرامية في محكمة العدل الدولية.

واوباما الذي اقر ترامب بانه هو من انشأ "داعش" في الشرق الاوسط.

رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي "شمعون بيريز" الكيان الذي يرتكب جرائم حرب ضد الفلسطينيين باستمرار.

واخيرا "مناحيم بيغن" الذي قدم نفسه خلال مقابلة مع مراسلة نيويورك تايمز "اوريانا فلاتشي" وبشكل رسمي على انه ارهابي سابق.

كل هؤلاء من الفائزين بما يسمى بـ"جائزة نوبل للسلام".

اصدر السويديون قوانيين تتماشى مع ادعاءاتهم المطالبة بتحقيق السلام، ما اتاح لهم التعامل مع جرائم الدولية مثل جرائم الحرب والابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية بغض النظر عن مكان ارتكابها وقد اعطت هذه القوانين للحكومة السويدية اليد الطولى للمقاضاة الاشخاص من جميع انحاء العالم.

ومع ذلك فان نشطاء السلام الذين كان يحدوهم الامل بهذه القوانين قدموا بالفعل شكوة في عام 2002 الى الشرطة السويدية ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي اريل شارون بشأن ارتكاب الجرائم ضد الانسانية لكن بعد فترة ادركوا ان وكيل النيابة قد اوقف التحقيقات قبل ان تبصر النور ورفض المدعي العام مواصلة القضية وارسال هيئة قضائية الى "اسرائيل" وذلك بذريعة استحالة التحقيق، المدعي العام خائف من ان تلحق الجماعات الصهيوينة بلجنة تقصي الحقائق نفس الكارثة التي الحقوها سابقا بـ"فولك برنادو".

هذا الرجل هو "فولك برنادو" شخصية سويدية توجه الى "اسرائيل" انذاك للتحقيق في الصراع العربي اليهودي واغتالته جماعات اسرائيلية متطرفة.

يبدو ان اليد الطولى للسلام السويدي بالرغم من التكاليف الباهظة التي تفرضها على دافعي الضرائب السويديين تفشل احيانا في تحقيق غايتها وفقا لمصلحة السايسين السويديين.

ورغم فشل مكتب مدعي العالم السويدي في قضية اريل شارون، لكن الشرطة السويدية وفي اطار مخطط مشترك مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية اعتقلت جوليان اوسانج بعد تلفيق تهمك اخلاقية.

اوسانج هو مؤسس موقع "وكيي ليكس" الذي نشر وثائق قتل المدنين في افغانستان والعراق على يد الاميركيين.

سبق ذلك، اعتقلت السلطات السويدية تعسفيا مواطنين مصريين هما "محمد الزايري" و"احمد عجايز" وتم تسليمهما الى المسؤولين الاميركيين في مطار بوروما في استكهولم، كان عملاء وكالة المخابرات المركزية الاميركية بانتظارهما في المطار مع طائرة من طراز جولف رقم N379P التابعة لوكالة المخابرات المركزية.

وكان من الجلي ان السويد قد اصبحت عمليا جزء من الادوات والمؤامرات الاستخباراتية التابعة لوكالة المخابرات المركزية الاميركية و في هذا الصدد اتهمت وكالة تابعة للامم المتحدة السويد بانتهاك معاهدات حقوق الانسان واتفاقية مناهضة التعذيب.

لا ينتهي التلفيق التهم للاخرين من قبل السلطلت السويدية عند هذا الحد، فقد نجح بعض اعضاء منظمة مجاهدي خلق الارهابية والمعارضة في الخارج من خلال تلفيق التهم والتواطئ مع النيابة العامة السويدية بتنظيم استعراض خياليا قد تم وضعه مسبقا وتنفيذه على ارض الواقع.

اعضاء منظمة "مجاهدي خلق" الارهابية الذين ينظمون مسيرة امام المحكمة على هذا النحو في ظل دعم الشرطة السويدية يعرفون بين ابناء الشعب الايراني بانهم زمرة ارهابية وخطيرة بدأوا قبل اربعة عقود حرب شوارع في ايران، حيث لجأ "مسعود رجوي" ومتزعمي هذه الزمرة الارهابية الى التعذيب وعمليات الاغتيال المنظم عندما فشلوا في مشروعهم الرامي لاثارة الاضطرابات وذهب عناصر زمرة المجاهدين في ذلك الى حد اغتيال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس المحكمة العليا الايراينة وكثر من 70 عضوءا في البرلمان.

ان عملية اغتيال رئيس وزراء شرعي ليست بقضية غريبة على الشعب السويدي فقتلة اولف بالمه لم يتم تحديد هويتهم قط في ما علن عن اغلاق قضية الاغتيال الى الابد، لكن قتلة رئيس الوزراء والرئيس الايراني اقروا بانفسهم بهذه الجريمة وهم الان يعيشون ويتنقلون بحرية في السويد.

اذا كنت تعتقد ان مجاهدي خلق هي الجماعة الارهابية الوحدية الموجودة في السويد فانت مخطئ للغاية.

هذا الرجل هو "حبيب اسيود" موظف رسمي لدى الحكومة السويدية ارهابي اخر انه معتقل حاليا بتهمة اغتيال ابناء الشعب الايراني ويخضع للمحاكمة في ايران، لكن زملاءه مازالوا يعيشون في السويد فهم تحت مسمى حركة النضال الاحوازية مازالوا يخططون لتنظيم اعمال ارهابية اخرى ضد الشعب الايراني.

لا تقتصر قصة الجماعات الارهابية المتمركزة في استكهولم في السويد على هاتين المجموعتين، فهناك مجموعات خطيرة اخرى في هذا البلد فقد تم ايقاف داعش في الشرق الاوسط لكن اعضاؤها السويديون عادوا الى ديارهم.

اليوم ادرك الناس وبعض الاحزاب السياسية في السويد ان سياسة ايواء القتلة والجماعات العنيفة لم تخلق مصداقية لهذا البلد فحسب، بل انها وبدلا من ذلك كانت مسحوبة بتكاليف باهظة بما في ذلك خلق جوء الرعب والخوف الناجم عن القتل والجريمة في المجتمع السويدي.

ترى الم يحن الوقت لان يعترف حكام هذا البلد بفشل هذه السياسية، انتقد عضو في البرلمان السويدي والذي كان في السابق احد الاطفال الذين اوجدتهم حالات الطلاق الايدلوجية في معسكر اشرف التابعة لزمرة "مجاهدي خلق" رئيس الوزراء السويدي السابق للقائه بزعم زمرة المنافقين وتساءل ترى كم استلمت لتكون رهينة جوقة كومبارس هذه الزمرة الارهابية.

ان الدولة التي كانت تعرف سابقا باسم ارض السلام اضحت اليوم مرتعا ومسرحا لحضور مجموعات عديدة من الزمر الارهابية والاجرامية ولايمر اسبوع في هذا البلد يخلو من تداول انباء عن اطلاق نار ورصاص على الناس في وسائل الاعلام المحلية ويظل السؤال المهم هو "ترى ما القرار الذي كان سيتخذه نوبل اليوم اذا ما اراد التفكير بشأن اسم السويد ورمزها بين شعوب العالم"؟

المزيد في تفاصيل الفيديو المرفق..