ضربة تركية قطرية.. ‘الائتلاف السوري’ في خبر كان!

ضربة تركية قطرية.. ‘الائتلاف السوري’ في خبر كان!
الخميس ١٤ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

عاشت المعارضات السورية تفتتا كبيرا واختلافات متفاقمة منذ نشأتها، واليوم مع اختلاف وجهات نظر راعييها ضربت حرب أهلية أركان ما يسمى بـ"الائتلاف السوري"، وتفتت إلى "ائتلافين" وربما أكثر في المستقبل، كنتيجة للشقاق الواضح، الذي ظهر مؤخرا بين الموقفَين التركي والقطري من المعارضة السورية.

العالم - كشكول

وتحديدا قبل أسبوع بدأت تركيا عملية ترتيب واسعة النطاق في أروقة "الائتلاف السوري"، تجلت في قيام رئيسه، سالم المسلط، بفصل 14 عضواً، ليتبع ذلك انسحاب كتلة معارضة احتجاجاً على القرار الذي اعتبرته تعسفيا، ولم تمضِ 6 أيام حتى بدأت الكيانات المفصولة حربها المضادة ضد المسلط عبر تشكيل كيانٍ جديدٍ منافس، والذي حمل اسم "الائتلاف الوطني السوري - تيار الإصلاح".

الاختلاف بين تركيا وقطر تجلى مع محاولة الدوحة تصعيد المواقف والعودة بالزمن إلى مرحلة "إسقاط النظام" في سوريا، وهي مرحلة أكل عليها الدهر وشرب مع الصمود التاريخي الذي سجلته سوريا قيادة وجيشا وشعبا وحتى على الساحة الدولية فقد تم تجاوز هذه المرحلة تماما، وهنا رأت أنقرة انه من الضروري ان تبدأ عملية تصفية للائتلاف من الأصوات غير التركية، سواء الشخصيات المعارضة المدعومة أميركيا أو حتى قطريا، ومن هنا كان قرار المسلط الذي قضى بفصل 18 عضواً، فيما دفع بتصويت أفضى إلى إنهاء عضوية أربعة كيانات (حركة العمل الوطني - الحراك الثوري - الكتلة الوطنية المؤسسة - الحركة الكردية المستقلة).

قبل بضعة أشهر، حاولت قطر إعادة تصدير رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق، والذي أعلن عقد مؤتمر لـ"توحيد المعارضة" في قطر، قبل أن يتحول هذا "المؤتمر" إلى مجرد "ندوة حوارية"، جراء مناوءة تركيا الجهود القطرية بشكل علني. حيث تلقى قادة "الائتلاف" أوامر تركية بعدم الانسياق وراء المشروع القطري، وعدم مقاطعته في الوقت نفسه، والمشاركة في ندوة حجاب بشكل صوري لا أكثر، واستمرت في عملية تصفية منافسيها في "الائتلاف".

ندرك تماما بأن المشروع التركي حول "الائتلاف" لا يأتي دعما لمشاورات "استانة" أو "اجتماعات اللجنة الدستورية" بل إنه يهدف الى ربط المعارضة السياسية بمجالس محلية تم إنشاؤها بدعم تركي في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا، وذلك بهدف تشكيل "جسم معارض متكامل يرتبط بالأرض"، بحسب تصريحات "مسؤولي المعارضة ذاتها". وبالتالي ستربط تركيا هذا الائتلاف التابع لها بحكومة "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا) في إدلب والتي يقودها الارهابي المعروف أبو محمد الجولاني، والذي بدأ قبل سنتين بالتسويق لنفسه بدعم تركي وأمريكي حيث وسعت جماعته سيطرتها في ريف حلب تحت غطاء تركي وظهر على الشاشات الامريكية كحمامة سلام حيث ظهر متعاونا في عملية تصفية زعيم "داعش" المدعو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

وبالعودة الى الإئتلاف الجديد الذي شكله المفصولون والمنشقون عن الائتلاف الام او "التركي" ان صح التعبير بعد فصل معارضي خط انقرة، فإن أمامه خياران إما الراعي القطري أو السعودي وان اختلف اعضاؤه فقد نشهد ائتلافا ثالثا وربما رابعا، مع العلم ان ما يجمع أعضاء هذه الائتلافات وما يفرقها هي السرقات والطموحات السلطوية، حيث عادة ما يهددون بعضهم البعض بملفات الفساد المتعلقة بإدارة ملف المساعدات والميزانية وغيره، أضف الى ذلك الاتهامات المتبادلة بينهم بـ"العمالة للمخابرات العربية والتركية والغربية والخيانة لـ"الشعب السوري" و..و.." والباقي تعرفونه.