الاحتلال يعيش هاجس الزوال أمام بصمات المقاومة الدامغة

الاحتلال يعيش هاجس الزوال أمام بصمات المقاومة الدامغة
الأحد ٢٢ مايو ٢٠٢٢ - ٠٣:٢٢ بتوقيت غرينتش

فيما يحيي الفلسطينيون الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس التي شكلت محطة فارقة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني وضربت نظرية الردع الصهيونية في الصميم، تعيش حكومة الاحتلال أزمات متلاحقة اصطدمت مؤخرا ببيانات الاستقالات المتتالية التي فجرت أزمة جديدة داخل الكيان الصهيوني.

العالم - يقال ان

لم تدم علامات الفرح على وجه "نفتالي بينيت" عاماً منذ أن تشكل الإئتلاف الحكومي داخل الكيان الصهيوني الذي ولد في الأصل ضعيفاً والأزمات تلاحقه يمينا ويساراً الى أن اصطدم مؤخرا ببيانات الاستقالات المتتالية التي أحدثت أزمة سياسية تعمقت مجدداً مع إنسحاب عضو الكنيست عن حزب "ميرتس"، "غيداء ريناوي زعبي" وهو ما شكل ضربة جديدة للائتلاف عقب فقدانه الأغلبية على إثر إستقالة "عيديت سيلمان" من حزب يمينا.

زعبي التي بعثت برسالة إلى "لبيد" و "بينيت"، قالت فيها إنها قررت الانشقاق عن الائتلاف، لأنه "في الأشهر الأخيرة وبسبب اعتبارات سياسية ضيقة، فضل قادة التحالف الحفاظ على جانبه اليميني وتعزيزه. وآثر قادة الحكومة مرارا وتكرارا اتخاذ مواقف متشددة ويمينية بشأن القضايا الأساسية ذات الأهمية للفلسطينيين: الأقصى وقبة الصخرة، الشيخ جراح، الاستيطان والاحتلال، هدم المنازل ومصادرة الأراضي في النقب وطبعا قانون المواطنة".

رسالة قالت فيها ايضا أنه "كان الشهر الماضي، شهر رمضان المبارك، لا يطاق. وكانت المشاهد التي أتت من مسجد الأقصى لرجال شرطة يتعاملون بعنف غير مبرر تجاه الحشود من المصلين، وتشييع جنازة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة ، مشاهد غير محتملة. حتى وصلت إلى نتيجة حتمية واحدة. لم يعد بإمكاني دعم وجود تحالف يضيق بهذه الطريقة المشينة تجاه الفلسطينيين ".

ولعل حكومة الأقلية القريبة من التفكك على مشارف أن تشهد بيان نعيها خاصة في ظل ترقب ما ستؤول اليه الأحداث يوم الأربعاء المقبل موعد طرح مشروع قانون حل الكنيست وهو ما يضع ائتلاف (بينيت - لبيد) على على المحك.

وجاءت مطالب الطيبي ورناوي زغبي بعد تخطيط حزب المعارضة الإسرائيلية "الليكود" لطرح مشروع حل الكنيست الصهيوني، على خلفية انسحاب عضوة البرلمان من الائتلاف الحكومي، الخميس الماضي.

وفي حال إقرار حل الكنيست، سيجرى التصويت عليه بالقراءة التمهيدية، ثم يتم لاحقا التصويت بـ 3 قراءات متتالية، قبل أن يتم حل الكنيست فعليا، والدخول في مرحلة انتخابات للـ (كنيست) مرة أخرى.

استحقاق يعكس الصفوف المتخلخلة للإئتلاف وتراجعه عددياً الى 59 صوتاً مقابل تكتل كبير يقوده زعيم المعارضه "بنيامين نتنياهو" ومحاولاته المستميته لاستمالة عضوين اضافيين من حزب "يمينا" للتصويت معه على حل الكنيست وهو ما يعني حتما سقوط الحكومة الحالية والذهاب لانتخابات جديدة.

وامام طواحين السياسة يحاول بينت بث النفس الاخير في الحكومة وهنا تعود الى الواجهة مسيرة الاعلام المقررة في القدس المحتلة كوقة يعول عليها بينت امالا في الربح ويوظفها لمصلحته في ظل اصراره على اقامة المسيرة لكسب ود الجماعات المتطرفة واعادة الثقة المتهشمه الى حكومته.

وعلى المقلب الاخر أحيا الفلسطينيون احرار العالم الذكرى الاولى معركة سيف القدس التي شكلت نقطة تحول في المقاومة الفلسطينية محطة فارقة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني وضربت نظرية الردع الصهيونية في الصميم، وأسهمت المعركة في ردع العدو الصهيوني عن التفكير مرة أخرى في افتعال حرب مع غزة، وتسبّبت في سعيه إلى لملمة الأوراق في الضفة الغربية والداخل المحتل.

قيادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أكدت في الذكرى أن خيار الجهاد والمقاومة باقٍ ما بقي الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، مشددة أن "سيف القدس البتار لن يغمد". وقال الناطق باسم الغرفة: "نعيش اليوم ذكرى الإنجاز الكبير للمقاومة والشعب الفلسطيني في معركة سيف القدس البطولية التي خضناها بكل قوة وعنفوان استجابة لنصرة القدس ودفع الظلم عن الأقصى".

وتابع: "إن المقاومة الفلسطينية قالت كلمتها عبر صاروخ الكورنيت وضربة القدس الصاروخية كبداية للمعركة ومن ثم واصلت دك الأراضي المحتلة فكانت يدها العليا". مشيراً إلى الأفعال البطولية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية منذ بداية معركة "سيف القدس"، مشيدا بما وصفه "الحشود الكبيرة" التي جاءت إلى حدود فلسطين التاريخية للتعبير عن تضامنها مع الأقصى والمقاومة والقضية الفلسطينية ككل، عاداً ما حصل بأنه "شكّل لحمة ميدانية ووطنية غير مسبوقة جعلت الاحتلال عاجزًا عن إيقاف نار المواجهة مع المقاومة".

وشدد على أن "سيف القدس لن يغمد وسيكون حاضرا عند حسن شعبنا ولن ينجح العدو بفصل الجغرافيا والاستفراد بأهلنا ومقدساتنا، وصولا إلى إنهاء النكبة الفلسطينية"، موضحا أن المقاومة في "سيف القدس" وضعت علامة فارقة في عمر الاحتلال الذي يعُد ما تبقى له بل وأضحى يعيش هاجس الزوال أمام ما تركته المقاومة من بصمات دامغة، حتى بات يحسب ألف حساب للمواجهة مع غزة".

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية اعتبر أن معركة سيف القدس ضربت نظرية الردع الصهيونية في الصميم، مشددا في كلمة له خلال في المؤتمر الوطني "سيف القدس: وحدة الوطن والشعب" على أن المقاومة التي قامت بها كتائب القسام وكتائب المقاومة في حينها ضربت نظرية الامن الصهيوني في العمق، وقال" معركة سيف القدس ضربت نظرية الردع الصهيونية في الصميم".

كما أكد أن كل ارض فلسطين تعرضت لاستهداف الصواريخ والطائرات المسيرة، وقد "شاهدنا في شهر رمضان الماضي كيف قام قادة الاحتلال بخفض مستوى احتكاكهم بالمسجد والمصلين الى أبعد".

من جانبه قال الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة أن معركة سيف القدس محطة فارقة في تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني، مضيفا خلال كلمته في المؤتمر الوطني "سيف القدس: وحدة الوطن والشعب" الذي عقد بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس ضد الاحتلال الاسرائيلي: أن القدس دونها أرواحنا وأن إعلاننا عن مواقفنا والالتزام بها، هو الضمانة الوحيدة لعدم الانزلاق خلف من يحاول ترويضنا لصالح العدو، وانني أنحني إجلالاً وإكبارًا، لشهداء شعبنا جميعهم، وشهداء معركة سيف القدس وجرحاها.

وشدد النخالة على أن القدس لا تزال تتعرض للتهديد والتهويد وما زالت معركتنا قائمة لأجلها على مدار الوقت مشيرا الى أن "في القدس يتواجه اليوم مطلقان متصارعان المطلق الإسلامي والمطلق اليهودي". وقال: إن ما يجري في القدس وحولها هو تعمد إهانة المسلمين والفلسطينيين حراس هذا المكان، بامكاننا اليوم فتح المزيد من الثغرات في جبهة العدو حتى يرحل عن بلادنا.

وأضاف: لايكفي الحديث عما انجز في معركة سيف القدس وان الواجب يحتم دفع الانجازات الى الامام علينا ان نكون على قدر المسؤولية وكلما كانت الاستعدادات اقوى كان النصر اقرب القتال ومقاومة العدو في كل مكان في فلسطيني يحب ان يحضى باهتمام الجميع، والتحديات التي تواجهنا لايمكن لحزب لوحده مواجهتها.

ومعركة "سيف القدس" هي معركة خاضتها المقاومة الفلسطينية لمدة 11 يوما في الفترة ما بين 10 و21 مايو/ أيار 2021، وافتتحتها كتائب القسام بضربة صاروخية على مدينة القدس المحتلة، رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح المقدسي ومحاولات طرد سكانه الفلسطينيين منه.

وأسفرت المعركة عن مقتل 14 مستوطنا وجنديا لدى الاحتلال بالإضافة إلى إصابة المئات، واستطاعت المقاومة أن تلحق في الاحتلال خسائر اقتصادية قدرت قيمتها بـ 7 مليارات شيقل، بالإضافة إلى خسائر عسكرية تجاوزت قيمتها 1.1 مليار شيقل، كما وتم التبليغ عن أكثر من 5300 ضرر من المستوطنين.

وخلال عام من معركة سيف القدس التي شكّلت نقطة تحوّل لمصلحة المقاومة الفلسطينية وجمهورها وما خلفته من ارتدادات مدوّية داخل الكيان الصهيوني على المستويين الرسمي والمستوطنين، نجد المقاومة تزداد قوة وعزة وصلابة كل يوم، فيما نشهد ضعف وانهيار الكيان الصهيوني وحكوماته المتعاقبة التي تلاحقه الأزمات يمينا ويساراً الى اليوم الموعود بزوال هذا الكيان الغاصب عن أرض فلسطين.