العالم - كشكول
ومن الواضح ان زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى الاراضي الفلسطينية المحتلة عشية الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة، إضافة الى نشر وكالة ويترز، قبل ثلاثة أيام، مسودة مشروع قرار مناهض لإيران أعدته الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية لطرحه في الاجتماع ، إجراءات تدخل ضمن سيناريو تصعيد الضغوط على الجمهورية الاسلامية الايرانية.
كما ان الافتراءات الكاذبة التي ساقها تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية والتي زعمت "سرقة ايران وثائق سرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية" ، جاءت متكاملة مع البرنامج الدعائي المغرض لرئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت ضد ايران على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالطبع كل هذا يشكل المرحلة الثانية من سيناريو التآمر ضد ايران بهدف تهيئة الاجواء لتقديم مشروع القرار المناهض لإيران خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذرية.
زيارة رفائيل غروسي المريبة إلى الأراضي المحتلة في هذا التوقيت بالذات، شكلت غموضاً كبيراً في الأوساط السياسية والإعلامية ، فالجميع يعلم بعداء الكيان الصهيوني للشعب الإيراني وليس بأحد غافل عن جرائم هذا الكيان في اغتيال العلماء الايرانيين وقيامه بأعمال تخريبية للاضرار بالصناعة النووية في ايران.
لابد للمدير العام للوكالة ان يدرك التبعات السلبية لزيارته الكيان الاسرائيلي عشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي من المقرر ان يراجع تقرير غروسي حول برنامج إيران النووي، وهو يعلم أن زيارته هذه تثير شكوكًا جدية حول استقلالية الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتشكل ابتعادا صارخا عن المهنية في ما يتعلق بدور الوكالة التقني والقانوني.
من البديهي ان غروسي أصبح اليوم متهما بـ"عدم رعاية المبدأ الأساسي للوكالة وهو الحياد" و"الاضرار بسمعة الوكالة"، ويجب ان يكون لهذا تأثيرا حقيقيا، وعلى غروسي أن يجيب بأي شكل كان؛ بداية عن سبب تشاوره مع كيان يعتبر الأول في العالم بالأنشطة النووية غير المشروعة ، وثانيًا ما هو دور الكيان الصهيوني الذي يعترف بتخريب منشآت نووية واغتيال علماء إيرانيين بالتقرير الأخير، ألا يعني هذا ان غروسي أعد تقريراً متحيزاً ضد إيران؟
بالطبع الإجابات على هذه الأسئلة والعديد من الأسئلة الأخرى، واضحة بالفعل ، وزيارة غروسي للقاء قادة الكيان الاسرائيلي تمثل إجابة واضحة عن سبب عدم وجود اي رد فعل من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الإجراءات التدميرية والتخريبية للكيان الصهيوني ضد المنشآت النووية الايرانية واغتيال العلماء الإيرانيين، على الرغم من ان الرد على هذه الانتهاكات هو واجب أصيل للوكالة، وفقًا لميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل مازال المجتمع الدولي يريد أن يثق في تقارير مؤسسة تعترف علناً بدعمها للعدو الرئيسي للجمهورية الإسلامية الكيان الصهيوني ؟!