هل تتجه المنطقة الى الحرب؟

 هل تتجه المنطقة الى الحرب؟
الإثنين ١٣ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٤:١٠ بتوقيت غرينتش

يقال ان "الأواني الفارغة تحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة"، هذا المثل ينطبق على الكيان الاسرائيلي وعلى الضجة التي يثيرها بشأن ما يوصف بالتصعيد الحاصل في المنطقة، والذي ينذر بمواجهة قد تحدث في اي لحظة بين ايران ومحور المقاومة من جانب، والكيان الاسرائيلي وعرب التطبيع وتركيا والعراق و..، من جانب اخر.

العالم كشكول

اللافت ان ما توصف بالتسريبات، مجهولة المصدر والتي وصلت الى جهات مجهولة بدورها ايضا، تحدثت عن ان دولا مثل العراق ودولا عربية اخرى تربطها علاقات وثيقة مع ايران، ولا تربطها اي علاقات مع الكيان الاسرائيلي، ستنضم او انضمت الى التحالف "السني - الاسرائيلي" الذي بات يستعد لمواجهة ايران!.

تقول هذه "التسريبات" ان مصادر "مطلعة جدا" "كشفت" عن ان وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون وضعت بعض الدول الصديقة والحليفة لامريكا في منطقة الشرق الاوسط "بصورة سيناريو تصعيد عسكري محتمل ومفتوح على المستوى الاقليمي بين "اسرائيل" وايران، يتمثل بوقوع ضربات عسكرية باتت مرجحة ووشيكة في غضون الاسابيع القليلة المقبلة".

هذه "التسريبات" تأتي في الوقت الذي يواصل فيه الكونغرس الامريكي مناقشاته بخصوص توحيد الدفاعات الجوية لتسعة دول صديقة وحليفة في المنطقة مع "إسرائيل"، ولكن اللافت ان نفس هذه التسريبات، "كشفت" انه لا تعرف بعد الوقائع والبينات التي استند عليها تفعيل بروتوكول الحلفاء في منطقة دول الخليج الفارسي والجزيرة العربية وفي الاردن وعلى البحر المتوسط.

كل ما استندت اليه هذا "التسريبات" هو وجود "انطباع بات قويا" في بعض العواصم العربية بينها عمان وابو ظبي!!، بان سيناريو التصعيد العسكري هو الارجح حيث، يبدو ان هذا الرجحان ، وفقا لهذه العواصم العربية، جاء بعد عجز امريكا عن منع "إسرائيل" من توجيه ضربات عسكرية لـ"مجموعات ايرانية او موالية لطهران في لبنان وسوريا".

لا يحتاج المراقب ان يكون ضليعا في السياسة، ليعرف ان هذه الضجة يقف وراءها الثنائي الامريكي الاسرائيلي، وهي ضجة تؤكد على ان آخر ما يفكر به هذا الثنائي هو التعرض بشكل مباشر لايران، او التعرض بشكل واسع لمحور المقاومة، لانه يعرف ان اي اجراء من هذا النوع يعني تغيير وجه المنطقة والى الابد.

اكبر اوجه التغيير الذي ستطرأ على المنطقة سيكون في فلسطين المحتلة، فالكيان الاسرائيلي المحصور في بقعة جغرافية ضيقة، هو اشبه بمتجر للاواني الزجاجية، لا يحتاج لجهد كبير لتحويله الى ركام في لحظات، وهذه الحقيقة يعرفها العراب الامريكي لهذا الكيان.

جميع القرائن تشير الى ان الكيان الاسرائيلي ومنذ عام 2000 والى الان، يحاول جاهدا عدم الانزلاق في اي حرب حتى مع فصائل المقاومة في غزة، لذلك نرى، كما قال الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في احدى لقاءاته، ان قادة هذا الكيان باتوا يثرثرون اكثر مما يفعلون. وهذه الثرثرة، خاصة في هذه الايام، تعود الى الموقف الايراني الصلب في المفاوضات النووية، والرافض لتقديم اي تنازلات على حساب الحق الايراني في امتلاك برنامج نووي سلمي.

الامر الذي يثير السخرية في الثرثرة، هو الحديث عن دمج الدفاعات الجوية لـ"إسرائيل" مع منظومة الدفاع الجوي لـ9 دول اقليمية ترتبط جميعها بعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وتاريخية وثيقة مع ايران، كما ان اغلبها لا تقيم اي علاقات مع الكيان الاسرائيلي، مثل العراق وسلطنة عمان والكويت وقطر و..، وكذلك الحديث عن انضمام تركيا الى هذه الدول، ولا ندري ما الذي يدفع تركيا البلد الجار لايران والذي تربطه علاقات عميقة معها ، ان يتورط في حرب من اجل عيون "إسرائيل" ويضحي بكل مصالحه الضخمة مع ايران؟.

اذا كان بامكان "إسرائيل" ان تستخرج الغاز من حقل في البحر متنازع عليه مع لبنان، واذا كان بامكان "إسرائيل" ان تتجرأ وتدخل في حرب مع غزة، او تتعرض لها، عندها يمكن ان نصدق انها تخطط فعلا لضرب ايران.