للمرة الثانية في 3 أشهر.. رئيس الوزراء الإيطالي يزور الجزائر

للمرة الثانية في 3 أشهر.. رئيس الوزراء الإيطالي يزور الجزائر
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٦:٢٢ بتوقيت غرينتش

يزور رئيس الوزراء الإيطالي الجزائر في زيارة هي الثانية له في ظرف 3 أشهر في سياق الزخم الذي يشهده محور الجزائر – روما.

العالم - الجزائر

ترأس رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، في الجزائر مع الرئيس، عبد المجيد تبون، القمة الجزائرية-الإيطالية الرابعة التي وقع خلالها البلدان عدداً من الاتفاقيات، لا سيما لزيادة إمدادات الغاز الجزائري إلى روما.

وتهدف القمة التي شارك فيها أيضا ستة وزراء إيطاليين "إلى تأكيد الشراكة المتميزة في قطاع الطاقة" بين البلدين، بحسب بيان لمكتب دراغي.

ووقع تبون ودراغي 15 مذكرة تفاهم واتفاقا تتعلق بمسائل القضاء والمؤسسات الصغيرة والشركات الناشئة والتعاون في مجالات الصناعة والطاقة والتنمية المستدامة.

والجزائر التي تجمعها علاقات مميزة بايطاليا أصبحت "مزودها الأساسي بالغاز في الأشهر الأخيرة"، بعد أن تفوقت عليها روسيا لفترة طويلة إذ كانت 45 في المئة من واردات الغاز الايطالية تأتي من روسيا، وفق ما أكد دراغي للصحافيين.

وقال دراغي خلال منتدى اقتصادي بعد لقائه مع تبون إن "الاتفاقية الموقعة بشأن التعاون في مجال الطاقة تشهد على تصميمنا على عمل المزيد في هذا المجال".

و من جهته أعلن تبون أنّه سيتم التوقيع "اليوم (الثلاثاء) على اتفاقية مهمة بين (شركة) أوكسيدنتال (الأميركية) و(المجموعة الإيطالية) إيني و(الفرنسية) توتال ستمكن من إمداد إيطاليا بكميات كبيرة (إضافية) من الغاز".

وجاءت زيارة رئيس الوزراء الإيطالي بعدما أعلنت الجزائر زيادة إمداداتها الغازية نحو إيطاليا اعتبارا من هذا الأسبوع، وقررت رفع صادراتها الغازية إلى روما بمقدار 4 ومليارات متر مكعب" لتصل بالمجمل إلى 25 مليار متر مكعب".

وستتكفل شركة سوناطراك النفطية الحكومية في الجزائر "بتسليم هذه الشحنة الإضافية من الغاز إلى شركة إيني وكذا شركائها الإيطاليين الآخرين".

ويأتي قرار الجزائر رفع إمداداتها الغازية إلى إيطاليا بالتزامن مع تداعيات الحرب في أوكرانيا على أسواق النفط العالمية، ومخاوف أوروبا من توقف إمدادات الغاز الروسية، وعقب الزيارة التي قام بها في أبريل/نيسان الماضي، رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، حيث وقع اتفاق غازي وصف بـ"التاريخي والنموذجي" يقضي بزيادة إمدادات الجزائر الغازية نحو روما.

وفي تونس ممر استراتيجي لثالث أنبوب غازي جزائري نحو أوروبا وتحديدا إلى إيطاليا وهو أنبوب "ترانسماد"، ويصل طوله إلى نحو 2485 كيلومتر، فيما تقدر قدرة نقله للغاز الطبيعي نحو 33.7 مليار متر مكعب، ويضمن تزويد 3 دول بالغاز الطبيعي وهي تونس وإيطاليا وسلوفينيا.

ووفق أرقام رسمية من البلدين، فقد تسملت إيطاليا منذ بداية العام الحالي 13.9 مليار متر مكعب من الغاز الجزائري، وذلك بارتفاع تاريخي قدره 113 % عن 2021.

وعقب زيارته الرسمية إلى روما، نهاية مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشكل مفاجئ عن "تغيير الجزائر بوصلتها الغازية" الخاصة بأوروبا نحو إيطاليا، والتي باتت "الموزع الحصري للغاز الجزائري في أوروبا"، بعد أن كانت شريكة في ذلك مع إسبانيا.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بروما، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن "إيطاليا ستكون الموزع للغاز الجزائري إلى أوروبا بعد زيادة الإمدادات إليها".

وأكد الرئيس عبد المجيد تبون على التزام الجزائر بـ"صيانة الصداقة مع إيطاليا في جميع المجالات على غرار الطاقة"، وأكد بأن "الجزائر ملزمة دولياً ومعنوياً وأخلاقياً بصيانة الاتفاقيات التي توقعها مع الآخرين، فما بالك بإيطاليا الصديقة".

وأعلن بأن عملاق النفط الجزائري "سوناطراك" سيعمل مع شركة "إيني" الإيطالية "على التنقيب عن موارد إضافية من الغاز"، ما يعني بأن الشركة الإيطالية ستحصل على المزيد من المشاريع في الجزائر.

وأردف قائلا: "ملتزمون بتلبية حاجيات إيطاليا وهناك ارتباط عضوي بين البلدين في مجال الطاقة".

وقبل ذلك، وفي لقائه مع الجالية الجزائرية بإيطاليا، كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن بلاده "هي ثاني مموّن بالغاز للسوق الإيطالية، ونسعى لتعزيز الشراكة مع إيطاليا للقيام باكتشافات أخرى، لكي ترتفع الكميات الموجهة لها، وتصبح الموزّع لهذه المادة في أوروبا".