العالم – كشكول
في الوقت الذي لجأت الانظمة العربية المطبعة قديما للادنات اللفظية للعدوان، وهو موقف كان قريبا بعض الشيء من مواقف الدول الغربية التي عادة ما كانت تدعو الى ضبط النفس وعدم التصعيد، نرى النظامين الاماراتي والبحريني، وبعد ان انفصلا كليا عن قضية الصراع مع الكيان الاسرائيلي، يصدران بيانين كشفا من خلالهما عن الاندكاك الكامل لهذين النظامين في المخطط الصهيوني في منطقتنا العربية والاسلامية.
في الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي شن عدوانه على قطاعِ غزة، مرتكبا المجازر الوحشية ضد الشعب الفلسطيني المحاصر، والذي أسفر الى الان عن ارتقاء 15 شهيدا، أبرزهم قائد القطاع الشمالي في سرايا القدس الشهيد تيسير الجعبري، وبينهم طفلة لم تتجاوز 5 اعوام، وسيدة عمرها 23 عاما، و رجل مسن، واصابة اكثر من 80 آخرين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بالاضافة الى تدمير العديد من المنازل والمباني السكنية، اصدرت سفارة النظام الاماراتي في تل أبيب بيانا دعت فيه مواطنيها المتواجدين في الاراضي المحتلة، ل"أخذ الحيطة والحذر وضرورة اتباع تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات الإسرائيلية وضرورة التواصل مع السفارة في الحالات الطارئة".
وعلى نفس النغمة، وعلى ذات الطريقة الاماراتية في رش الملح على الجرح الفلسطيني النازف، اصدرت سفارة النظام البحريني في تل أبيب نداء مماثلا لمواطنيها في كيان الإحتلال، "دعتهم فيه الى اتباع الاجراءات الأمنية الرسمية المعلنة من قبل السلطات الإسرائيلية، والى توخي الحيطة والحذر".
ان الانظمة العربية المطبعة، تؤكد من خلال هذه المواقف، انها لم تُدر ظهرها للقضية الفلسطينية والعربية والاسلامية فحسب، بل انها اصبحت شريك في كل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، قديما وحديثا، فالتطبيع مع الصهاينة، يعني شرعنت جرائم الصهاينة التي تُرتكب اليوم وغدا ضد الفلسطينيين، كما شرعنت كل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة بالامس.