شاهد بالفيديو..

مسؤول ايراني يكشف للعالم ما تعده بلاده للزيارة الاربعينية

الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٤ بتوقيت غرينتش

اعتبر المساعد الامني لوزير الداخلية الايراني میر احمدی، ان السبب الرئيسي وراء اندلاع مناوشات حدودية بين ايران وافغانستان تعود الى الفهم الخاطئ لقوات طالبان حول النقاط الحدودية بين البلدين.

خاص بالعالم

وقال ميراحمدي في حوار خاص مع قناة العالم في برنامج "من طهران" وتطرق حول أمن الحدود الايراني ودول الجوار: ان حكومة السيد رئيسي تولي اهمية بالغة بمراسم زيارة اربعينية الامام الحسين "عليه السلام" وتذليل العقبات لتسهيل عبور الزوار الايرانيين وتقديم الخدمات لهم بعد رفع تأشيرات الدخول من قبل كلا الجانبين، وتنسق مع الجانب العراقي تنظيم المسيرة الاربعينية المليونية وفتح المعابر المخصصة لها.

وفيما يلي اليكم نص البيان..

العالم: قبل اكثر من عام، سيطرت جماعة طالبان على الحكم في افغانستان، وخلال هذه الفترة شهدنا بعض المناوشات والاشتباكات الحدودية بين قوات حرس الحدود الايرانية و جماعة طالبان، ما هو السبب لهذه الاشتباكات؟ وهل هناك رسائل بين الطرفين لتهدئة الاوضاع؟

ميراحمدي: یعود أساس هذه المناوشات والمواجهات إلی سبب وحید وهو أنّ قوات الحدود الأفغانیة التي تمرکزت علی الحدود بعد التطوّرات والتغییرات التي تبلورت في أفغانستان کانت تفتقد إلی عاملین مهمّین، أولاً: تفتقد هذه القوات للتنسیق وعدم وجود قیادة مرکزیة لها.

ثانیاً: لم تتلق هذه القوات التدریبا الضروریة کما أنّهم یجهلون الحدود والجغرافیا. علی سبیل المثال، في قسم من حدودنا وبالتحدید في منطقة سیستان لدینا جدران حدودیة، وبسبب الخطط والبرامج الأمنیة والدفاعیة الموضوعة مسبقاً، أصبح جزء من ترابنا الوطني یقع خلف هذه الجدران، لهذا فأنّ أيّ فرد لا یدرك طبیعة المنطقة یتصوّر أنّ حدودنا هي الجدران المبنیة، في حین أنّ الأمر لیس هکذا.

مؤخّرآً قامت ترکیا ببناء جدران علی حدودنا المشترکة معها، وبسبب هذا البناء فقد وقع جزء من الحدود في الجانب الآخر من الجدران المشیّدة، لهذا فأنّ الأفراد الجدد یعتقدون أنّ الحدود هي هذه الجدران.

وحینما یذهب أفرادنا من حرس الحدود إلی الجانب الآخر من هذه الجدران برفقة مزارعینا للقیام بأنشطتهم الزراعیة أو یأخذون ماشیتهم للرعي یقوم حرس الحدود الأفغان بردّة فعل ویقولون هذه أراضي أفغانیة، قلنا لهم مراراً وتکراراً ما هکذا تورد الإبل، یجب أن یوجّهوکم المسؤولون ویعلّموکم، إلی درجة أنّنا أبدینا استعدادنا الکامل لمساعدتهم في تعلّم الحدود وما یتعلّق بها.

لهذا السبب، ولأنّ هؤلاء یفتقدون وجود قیادة مرکزیة، یقومون بردّة فعل مفاجئة ممّا یدفع جنودنا في حرس الحدود إلی الردّ علیهم وفي النهایة تحصل مناوشات محدودة.

عادة ما تقوم الحکومة المرکزیة في أفغانستان، والتي أصبحت بید طالبان مؤخراً، بإبداء قلقها من هذه الأحداث والتطوّرات، لکنّ تصوّرنا نحن منها أنّ جنودنا وقواتنا لا یسعون إلی الإطلاق وراء مثل هذه القضایا، ولا توجد خطط أو برامج مسبقة لایجاد مناوشات حدودیة.

کلّ ما سبق وأن ذکرته ناتج عن عدم وجود تعلیم صحیح وتعلیمات واضحة للجانب الآخر إلی جانب عدم وجود تشکیل وتنظیم صحیحین لحرس الحدود في أفغانستان، یجب القضاء علی هذه الإشکالات بصفة تدریجیة.

العالم: اشرتم بان السبب الرئيسي لهذه الخلافات واندلاع مناوشات حدودية تعود الى فهمهم الخاطئ للنقاط الحدودية بين البلدين، لكن بعد مرور عام ألم تتضح لهم الصورة؟

ميراحمدي: نعم، بعد مرور سنة لا تزال هذه القوات المتمرکزة علی الحدود المشترکة لم تتلق التعلیمات والتدریبات الضروریة، فهذه الإشتباکات التي وقعت قبل ايام کانت بسبب هذا الموضوع علی وجه التحدید.

کان لأحد مزارعینا قطعة أرض زراعیة علی الجانب الآخر من الجدار الحدودي قام بتأجیرها لفلاح أفغاني قبل سنوات عدیدة، للعلم فأنّ حرس الحدود الأفغان في الحکومة السابقة کانوا علی علم بالموضوع بسبب تلقّیهم التعلیمات الواضحة في هذا الشأن، بینما کان المزارع الایراني یتردّد علی أرضه التي کان المواطن الأفغاني یعمل فیها.

أمّا ما حصل اخيراً فأنّه حینما ذهب جنودنا من حرس الحدود إلی الأرض الزراعیة المؤجّرة وجدوا أنّ الجنود الأفغان قد نصبوا علم أفغانستان علی الأرض الزراعیة، وبسبب هذا التصوّر من أنّ الفلاح الأفغاني موجود في الأرض الزراعیة الواقعة علی هذا الجانب من الجدار لذا فقد وقعت مناوشات محدودة.

لایزال هؤلاء الجنود غیر ملمّین بالتعلیمات الحدودیة ولم یتلقّوا الإرشادات والتعلیمات الضروریة، لذا یجب أن یحصل هذا الأمر بسرعة کي لا نشهد مثل هذه الحوادث.

العالم: بما اننا نتحدث بالحدود والنقاط الحدودية، تركيا منذ اعوام تبني جداراً على الحدود الايرانية التركية، كيف تنظر ايران الى هذا الجدار التركي؟

ميراحمدي: بناء علی فهم ترکیا للتهدیدات ونوع هندسة الحدود وفي الحقیقة کیفیة الحفاظ علی حدودها، فقد قامت الحکومة الترکیة بإتّخاذ بعض الخطوات والإجراءات. أمّا فیما یخصّنا نحن ومن أجل أن یقوم الطرف الآخر بمراعاة حدودنا الجغرافیة وترابنا الوطني، لم نواجه أيّ مشکلة لا في الماضي ولا في الوقت الحاضر.

ولکن واجهنا مشکلات بیئیة علی الأنهر حیث قمنا بنقلها إلی المسؤولین الأتراك ولانزال بإنتظار الإصلاحات الضروریة اللازمة. ونحن بدورنا نتابع المراسلات بین البلدین. أمّا من ناحیة آثار وتبعات تواجد المجموعات الإرهابیة ومناهضي الثورة، بإمکاني القول ان هناك مجموعات تنتقل من جانبنا إلی الجانب الترکي، ومن هناك توجد جماعات الـ پ ك ك و پژاك التي تنتقل إلی الجانب الایراني.

لذا، فقد کانت هناك جماعات إرهابیة لها أنشطة في بعض المراحل والآزمنة، والیوم توجد أنشطة لهذه الجماعات من الأرض العراقیة ضد الجیش الترکي. نحن بدورنا نعتبر هذا التیّار إرهابیاً بالکامل، وقد أبدینا إستعدادنا للتعاون مع الجانب الترکي بما یحفظ الأمن وإستقراره بین البلدین.

لم تصلنا أيّ تقاریر حتّی الآن فیما یخصّ تحقیق الأهداف الترکیة، هنا یجب علی المسؤولین الأتراك أن یدلوا بدلوهم في هذا الموضوع، ولکن بشکل عام لا یمکن أن تکون الإجراءات التي أسلفتها لکم من دون تأثیر، ولربّما لدیها تأثیر ایجابي علی الأمن الترکي، فالحکومة والجیش في ترکیا یتابعان هذه المواضیع بجدّیة.

أمّا بالنسبة لجانبنا نحن فبإمکاني القول أنّه لم یحصل أيّ تجاوز لحدودنا الجغرافیة من ناحیة ترکیا، ولکن کما ذکرتُ قبل قلیل لدینا آثار بیئیة لازلنا نتابعها مع الجانب الترکي.

العالم: بما اننا نتحدث عن حول دول الجوار الايراني ونحن على اعتاب مراسم اربعينية الامام الحسين "عليه السلام"، ما هي التمهيدات التي اتخذتها ايران لتنظيم هذه المسيرة الاربعينية المليونية مع الجانب العراقي؟ ما هي النقاط الحدودية والمعابر الحدودية التي تم الاتفاق عليها بين ايران والعراق لتوافد الزوار الحسينيين؟

ميراحمدي: تُعتبر زیارة الأربعین لهذا العام زیارة خاصّة. فهذه السنة سوف یلتحق مشتاقو زیارة أبي عبدالله الحسین "عليه السلام" بهذه الحماسة العظیمة بعد إنقطاع دام سنتین بسبب جائحة کورونا.

وفقاً لما توصّلنا إلیه نحن من تقییم جرّاء التسجیل الذي یجري علی قدم وساق في نظام "سماح"، تقییمنا هو أنّه سیکون لدینا مابین 4 إلی 5 ملایین زائر. وللعلم فأنّه في آخر زیارة للأربعین قبل إنتشار جائحة کورونا سنة 2019 توجه من جانبنا حوالي ثلاثة ملایین و700 ألف زائر.

وعلی هذا الأساس من المؤکّد أنّه سیکون عدد الزوّار ما بین 4 ملایین ونصف الملیون إلی خمسة ملایین زائر. أمّا الموضوع الآخر فیتعلّق بدرجات الحرارة العالیة خلال فصل الصیف، والحر الذي لا یتحمّله عدد کبیر من مواطنینا حیث ستتراوح درجات الحرارة خلال زیارة الأربعین ما بین 40 إلی 50 درجة مئویة. فالأمر لایتحمله الکثیرون سوى القادمون من المناطق الجنوبیة کبوشهر وهرمزگان وخوزستان. حسناً، لهذین الموضوعین یجب وضع أفکار وتوقّعات لهما سواء داخل ایران أم داخل العراق.

هذا العام، فأنّ الرئاسة الخاصّة بزیارة الأربعین تشکلت من جمیع الوزارات والمؤسّسات ذات الصلة، بینما تکون إدارة وإستراتیجیة هذه الحماسة العظیمة من مهام قائد الثورة الإسلامیة "حفظه الله" إلی جانب تسخیر جمیع الأجهزة والمؤسّسات وتقدیم التسهیلات اللازمة.

نحن بدأنا نشاطنا في حکومة السیّد رئیسي مبکّراً حیث عقدنا إجتماعات موسّعة وإتّخذنا بعض الإجراءات ذات الصلة بموضوعین وهما، الأوّل عبارة عن مجموعة من الخطوات التي یجب أن نتخذها علی الأرض، بینما الآخر عبارة عن مجموعة من مذکرات التفاهم وإتفاقیات یجب عقدها مع الحکومة العراقیة.

فیما یخصّ عدد الزائرین، وما هو مهم للجانبین، طرح المسؤولون الأعزّاء في الحکومة العراقیة إقتراحاً بایجاد محدودیة في عدد الزائرین وأرفقوا هذا الإقتراح بعدّة أسباب، بالطبع هذا إقتراح لا یحمل صفة الإلزام لنا. أحد أسباب الإقتراح المذکور کما سمعناه من الجانب العراقي هو أنّ البُنی التحتیة في العراق لا تتحمّل تواجد هذا العدد الکبیر من الزائرین إضافة إلی موضوع النقل من الحدود إلی الداخل العراقي ومواضیع أخری.

أمّا بالنسبة لموضوع النقص في میاه الشرب، وکما تعلمون، فأنّه في هذه السنة وللمرّة الأولی خلال زیارة عرفة في مدینة کربلاء واجهنا موضوع النقص في میاه الشرب في المدینة، والمسؤولون العراقیون دائماً ما یکرّرون علی مسامعنا وجود نقص في المیاه في المدن الجنوبیة.

ثالثاً، موضوع حرارة الجو خلال فصل الصیف، فالمسؤولون في العراق یقولون لربّما تشکّل الحرارة وهذا العدد الهائل من الزائرین تحدّیاً ومشکلات لهم لا سمح الله، أمّا من ناحیتنا نحن ووفقاً للدراسات التي قمنا بها فقد توصّلنا إلی نتیجة مفادها صحیح أنّ هذه الأسباب صحیحة ومحقّة لکنّنا لیس باستطاعتنا أن نوجد محدودیة، بل یجب علینا ایجاد حلول لهذه المواضیع.

ولهذا السبب، قمنا في داخل البلاد بوضع برامج للمواضیع الآنفة الذکر، علی سبیل المثال، فیما یخصّ موضوع النقل والمواصلات فقد قمنا بتعبئة جمیع الإمکانیات بهدف حل موضوع النقل والمواصلات.

أمّا بالنسبة لحرارة الجو علی الحدود ووقوف الزائرین لساعات في المراکز الحدودیة فقد عقدنا العزم علی ایجاد وإستحداث مظلات کبیرة جدّاً إلی جانب ایجاد بخاخات الضباب في هذا الطریق وإنشاء معامل للثلج وتوفیر 150 ملیون زجاجة ماء للإستهلاك الفردي وحظائر خاصّة للحفاظ علی برودة المیاه وأخیراً أماکن خاصّة للأفراد الذین یتعرّضون لضربة الشمس ومواضیع أخری متنوّعة.

أمّا داخل العراق، فلدینا أیضاً مشکلة قلّة میاه الشرب. نحن نتوقّع أن نمد ید المساعدة للاخوة العراقیین الأعزاء بقدر المستطاع، إلی درجة أنّ مشکلة الطاقة الکهربائیة وقلّة میاه الشرب في الجانب الآخر من حدودنا نقوم حالیاً بتزوید حرس الحدود بهما ونتابع الموضوع بإستمرار.

قمنا بتوسعة بوّابات الدخول والخروج کي لا تواجه أعداد الزائرین أيّ مشکلة في هذا المجال، ومن أجل ایجاد تناسب بین بوّاباتنا والبوابات علی الجانب العراقي، أعلنا عن استعدادنا للاخوة المسؤولین في العراق بتقدیم المساعدة في عملیة توسعة بوابات المراکز الحدودیة العراقیة.

بدأ الاخوة في العراق بتوسعة البوابات الحدودیة، في حقیقة الأمر فأنّ القوی الشعبیة العراقیة کالحشد الشعبي جنباً إلی جنب الحکومة العراقیة قاموا باتّخاذ خطوات ممتازة، وکما تعلمون فأنّ الحکومة العراقیة لا تتدخل في أيّ موضوع آخر سوی الأمن والحدود، أمّا فیما یخصّ موضوع الزوار وهذه الحماسة العظیمة فأنّ السکن والضیافة فهما من صمیم أعمال أفراد الشعب العراقي.

حقّاً أنّ هذه الأمور التي یقوم بها الشعب العراقي هي أمور عظیمة ونحن بدورنا نتقدّم منهم بالشکر الجزیل. وفیما یخصّ بمذکرات التفاهم التي أبرمناها مع السیّد وزیر الداخلیة في العراق خلال زیارته الأخیرة للجمهوریة الإسلامیة في ایران قبل شهر من الزمان ولقائه بالسید الدکتور وحیدي وزیر الداخلیة الایراني، فقد کانت مذکرات تفاهم ممتازة، واحدة منها ترتبط بموضوع إلغاء تأشیرات الدخول والذي دخل حیّز التنفیذ بحیث أنّ الزوّار العراقیین ونظرائهم الایرانیین والسوّاح العراقیین یعبرون حدود البلدین بدون تأشیرات الدخول.

العالم: وماذا عن شأن المعابر الحدودية؟

ميراحمدي: حالیاً، فأنّ مرکزي شلمچة ومهران أصبحا فعّالین، ولکن فیما یخصّ زیارة الأربعین فأنّ مرکز چذابة سوف یتمّ تفعیله أیضاً، بالطبع فقط تمّ تفعیله وتمّت إضافته إلی الی المرکزین الحدودیین الآخرین.

بالنسبة لمرکز خسروي الحدودي وبالنظر إلی المحادثات التي أجریناها الیوم مع الأصدقاء العراقیین وسفیرنا المعتمد لدی بغداد، فقد قال الاخوة العراقیون أنّ مرکز خسروي من تاریخ الخامس عشر من شهر محرّم الحالي سوف یفعّل أیضاً، والسبب أنّ جزءاً منه یجب أن یتم تأمین الأمن فیه بواسطة وزارة الدفاع العراقیة والحشد الشعبي، نأمل بحول من الله وقوته أن یتم تفعیل هذا المرکز أیضاً.

أمّا مرکز "تمرسین" الحدودي فهو مرکز جدید في محافظة آذربایجان الغربیة، وهو مرکز حدودي جدید أیضاً، وقد تمّ الإتّفاق علی أن یُفعّل أیضاً ویصبح بإمکان الزوّار العبور منه في الإتّجاهین.

کما أنّ مرکز "باشماغ" الحدودي في کردستان أُضیف إلی المراکز الحدودیة الأخری، وتمّت الموافقة علی تخصیص مرکز "سومار" لدخول وخروج قوافل الزوّار ومعداتها.

بدأت اجتماعات ولقاءات محافطي المحافظات الحدودیة وأستطیع القول أنّ هناك تنسیق علی مستوی عال یجري علی قدم وساق، نحن نعتقد أنّ زیارة الأربعین القادمة بالرغم من صعوبتها والمشاق المرتبطة بها بسبب عدد الزائرین الکبیر جداً کما نتوقعه، إلا أنّنا نعتقد أنّ هذه الزیارة ستکون عظیمة ان شاء الله.

السیّد رئیس الجمهوریة، السیّد رئیسي، کان أوّل رئیس للجمهوریة یترأس إجتماعاً خاصّاً بزیارة الأربعین قبل یومین، کما أنّ رئاسة زیارة الأربعین تشکلت بحضوره شخصیاً، وللعلم فأنّ السیّد رئیسي کان قد شارك في جمیع مسیرات الأربعین قبل أن یتبوأ منصب رئاسة الجمهوریة، فهو لدیه إهتماماً خاصّاً بهذه الحماسة الکبری، وجّه تعلیمات مهمّة للحضور، وأکّد علی جمیع الأجهزة والمؤسّسات ذات الصلة بالزیارة بأن تتعاون من أجل رفع جمیع المشکلات الموجودة.

العالم: من دول الجوار الايراني نعود الى الداخل الايراني، هناك اجانب مقيمون في الجمهورية الاسلامية الايرانية، في الاونة الاخيرة شهد الكثير منهم مشاكل فيما يتعلق بالتبادلات المصرفية لهؤلاء، ما هي المشاكل التي حصلت؟ وهل تم حلحلة هذه المشاكل؟

ميراحمدي: عليّ أن أبدي أسفي لما حدث، وبالنسبة لهذا الموضوع فقد تحدّثنا شفهیاً وسجلنا إعتراضنا کتابیاً مع المصرف المرکزي. تبلور هذا العمل بدون أيّ تنسیق مُسبق مع وزارة الداخلیة المسؤولة عن المقیمین الأجانب في البلاد، والسیّد وزیر الداخلیة یتابع هذا الموضوع حثیثاً وبجدّیة.

بالنسبة للأصدقاء في المصرف المرکزي فقد طرحوا الأسباب التي یعتقدون أنّها محقّة لإتّخاذ مثل هذا القرار، لکنّهم وعدوا بایجاد حل لهذا الموضوع، ونحن ننتظر حله في أسرع وقت ممکن، بالطبع هناك إنفراجات تبلورت لکنّنا ما نطلبه من الأعزّاء في المصرف المرکزي هو إعادة الأمور إلی سابق عهدها، ما عدا بعض الأمور التي تتعلّق ببعض الأفراد الذین یخالفون التعلیمات المصرفیة فهذه مسائل لا صلة لها بالقرار الآنف الذکر.

لکنّ الأفراد الأجانب الذین یقیمون في البلاد بصورة قانونیة ونحن بدورنا منحناهم التراخیص اللازمة للإقامة في البلاد، یجب أن یزاولوا أنشطتهم الإقتصادیة والمصرفیة وحیاتهم المعتادة من دون أيّ هواجس أو قلق. هنا أضیف بأنّني شخصیاً اعترضتُ علی هذا الموضوع ولازلنا نتابعه بجدّیة.

العالم: فيما يتعلق بالاجانب الميقمون في ايران، كان هناك قانون مصادق عليه من قبل البرلمان ونفذته الحكومة الايرانية بشأن اعطاء الجنسية للاطفال المولدين من امّ ايرانية واب غير ايراني، الى أين وصل تنفيذ هذا القانون؟ وكم عدد الافراد الذين حصلوا على الجنسية الايرانية؟

ميراحمدي: حالیاً، یوجد أکثر من مائة ألف من الأطفال في هذه الظروف، وقد راجع أولیاء أمورهم بهدف الحصول علی الجنسیة. حصل أکثر من 12 إلف شخص علی جنسیاتهم والبقیّة لاتزال طلباتهم قید الدرس واتخاذ الخطوات اللازمة بشأنهم.

العالم: وايضاً فيما يتعلق بالاجانب المقيمين في ايران، هل لديكم اعداد دقيقة، على سبيل المثال الافغان الذين يعيشون في ايران؟

ميراحمدي: قمنا مؤخراً بعملیة إحصاء التعداد السکاني، حضر أکثر من ملیونین وثلاثمائة ألف شخص من الأفراد الذین دخلوا البلاد بصورة غیر قانونیة وعرّفوا عن أنفسهم في عملیة التعداد الآنفة الذکر، بالطبع توجد نسبة من العدد الذي ذکرته لکم لم تتقدّم إلی الآن بسبب أعذار مختلفة، أمّا بصورة عامّة فقد کان الحضور جیّداً.

تقییمنا نحن یتحدّث عن وجود حوالي خمسة ملایین فرد أفغاني في البلاد، وعلی أساس هذه الإحصائیة تحتل ایران المرتبة الأولی في إستقبال وإستضافة أکبر عدد من القادمین إلیها عبر الحدود، وبهدف تنظیم هؤلاء الأفراد وتحدید مصیرهم لدینا برامج مختلفة لازلنا نتابعها وستنفذ قریباً.

العالم: الموضوع الاخر يعود للشأن الايراني، عندما بدأت الحكومة الايرانية برئاسة السيد رئيسي تنفيذ خطة اقتصادية فيما يتعلق رفع اسعار السلع والبضائع والخدمات، كان هناك من يتوقع ان تحدث اضطرابات في ايران، ولكن لم تحدث مثل هكذا اضطرابات، الى ماذا تعزون السبب؟

ميراحمدي: لاحظ معي، في سنة 2019 حصلت إعتراضات وتوتّرات في البلاد وأعمال شغب في بعض أنحاء البلاد علی أثر زیادة أسعار البنزین، كانت نسبة تأثيرها ونتائج هذا الإصلاح الاقتصادي ومسألة التغيير القلیل في أسعار البنزين مختلفة للغاية.

علی هذا الأساس، وبشکل طبیعي، کانت المحصّلة في الحسابات الأساسیة من أنّ الحکومة سوف تواجه أعمال شغب قویّة وواسعة في نفس الوقت، کما أنّ أجهزة الاستخبارات الأجنبیة والأعداء ومناهضي الثورة یمنّون أنفسهم بأن یؤدّي الإصلاح الإقتصادي وهذه الجراحة الکبیرة للإقتصاد إلی حصول ردود أفعال قویّة ضدّ الحکومة.

ولکن علی العکس لم نواجه أيّ اغتشاشات أو توتّرات، لا أرید القول أنّ الناس لم یتعرّضوا لصعاب بسبب هذا الإصلاح الاقتصادي الذي بدأته الحکومة، کلا، بل أنّ الحقیقة تکمن في أنّ الحکومة بمنحها الدعم لأفراد الشعب قبل تنفیذ الإصلاح الإقتصادي، سعت إلی التقلیل من تأثیر الصعاب التي یواجهها الناس بسبب هذه الخطوة الإقتصادیة.

شخصیاً أعتقد أنّ عدم حدوث أعمال شغب أو توترات یعود إلی ثقة أفراد الشعب بحکومة السیّد رئیسي وبشخصه مباشرة، لأنّه یسعی بکلّ جهد إلی ایجاد انفراجات اقتصادیة في حیاة الناس وسبل عیشهم، ولأنّ الناس مؤمنون بأنّ ما یقوم به السید رئیس الجمهوریة یصبّ في صالحهم في نهایة المطاف، فهم یعتقدون من دون أدنی شك أنّ رئیس جمهوریتهم من نسیجهم ولا یختلف عنهم.

لهذا، فقد مضوا معه وهذا الأمر یُعتبر بمثابة رأس مال عظیم للسیّد رئیسي وحکومته کي یحافظ علیه من أجل تقدیم خدمات أکثر وهدوء وطمأنینة أکبر وازدهار في الوضع الإقتصادي لأفراد الشعب، وللحق والإنصاف أقول أنّ السیّد رئیس الجمهوریة وأعضاء حکومته وجمیع المدراء العاملين تحت امرته یسعون بکلّ ما أوتوا من جهد من أجل تحقیق مطالب الناس ان شاء الله.