إيكونوميست: دول مجلس التعاون تستخدم اللغة الإنجليزية أكثر من العربية

إيكونوميست: دول مجلس التعاون تستخدم اللغة الإنجليزية أكثر من العربية
الجمعة ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠١:٠١ بتوقيت غرينتش

"اللغة العربية تعد من أنجح اللغات في العالم، لكنها تواجه مهددات تمضي بها نحو الهلاك، والشباب في منطقة الخليج الفارسي يستخدمون اللغة الإنجليزية أكثر من العربية".

العالم - العالم العربي

هكذا تحدثت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية في تقريرٍ لها، تحدثت فيه عن اضمحلال اللغة العربية في أوساط العرب "رغم أنها واحدة من أعظم اللغات"، مشيرة إلى أن العرب "يتحدثون بمجموعة من اللهجات".

وأوضحت أن التعليم العقيم للعربية "يفضي بها إلى الزوال ويدمر نقاءها بالتزامن مع انتشار الإنجليزية.. وكثير من الطلاب يتحدثون بلغة هي خليط من الإنجليزية والعربية".

وتابعت: "اللغة العربية تعد واحدة من أنجح اللغات في العالم، حيث أن أكثر من 400 مليون شخص ينطقون بها".

ولفتت إلى أن كثيراً من الطلاب في المدارس الابتدائية "يتحدثون بلغة هي خليط من العربية والإنجليزية كثير منها إنجليزية"، مشيرة إلى أن التهديد الأكبر للغة العربية هي "الإنجليزية".

يشار إلى أن مسح لموقع "المفتاح الثقافي"، في 2021، كشف أن العديد من طلاب المدارس في الخليج الفارسي ليست لهم القدرة على التواصل بالعربية، مما ينذر بأن مستقبل لغة الضاد في هذه المنطقة غامض.

ووفق المسح، يستخدم 68% من الشباب في دول مجلس التعاون بين أعمار 18 و24 عاما، اللغة الإنجليزية أكثر من العربية، بزيادة قدرها 12 نقطة مقارنة بمسح أجري في 2016.

وبينما تظل اللهجات في هذه الدول غير معرضة للخطر، يتناقص باطراد عدد الذين يملكون القدرة على الحديث باللغة العربية الفصحى.

في المقابل، تحولت الإنجليزية إلى لغة مهيمنة في المدارس الخاصة، وباتت هي الوسيلة لتلقي التعليم العالي وآلية التواصل المشتركة بين المجتمعات الوافدة، وفق المسح.

وبينما يرطن الناس بالإنجليزية في المدرسة والشارع، ينحسر حضور اللغة العربية أساسا في المنزل. وفي المنازل أيضا تشاهد العائلات كيف تنتهك الإنجليزية سيادة اللغة الأم.

وبينما تعزى جذور هذه المشكلة إلى المربيات الأجنبيات والمدارس الخاصة، تشدد اللغوية إنغريد بيللر على أن هيمنة الإنجليزية تعود أيضا للتصورات السلبية للشباب في الخليج الفارسي بشأن الفصحى ولهجتهم المحلية أيضا.

هذه التصورات أو الانطباعات السلبية تدفع الشباب للتحدث باللغة الإنجليزية حتى لا يبدو تقليديا أو متزمتا.

وبالإضافة لهذا الخجل، هناك أيضا هواجس اقتصادية واجتماعية حيث تركز العائلات على تهيئة أبنائها للوظائف في المستقبل، وتضيّع في المقابل فرصة قوتهم في اللغة العربية.

ووفق تحليل، فإنه كلما كانت العائلة ثرية جدا، قلّ احتمال أن يتحدث أعضاؤها باللغة العربية في منازلهم.

ورغم أن مسح 2017 أشار إلى أن الشباب في دول الخليج الفارسي يفتخرون باللغة العربية، لكن ذلك يبدو رمزيا إلى حد كبير.

وفي حديث، نقلته "نيويورك تايمز"، يقول عميد كلية نورث ويسترن في قطر إن غالبية طلابه العرب لا يتحدثون اللغة العربية بما يكفي لظهورهم على قناة "الجزيرة".

أما رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الإمارات، فيوبخ المقبلين على الدراسة الجامعية بالقول إن الواحد منهم بالكاد يكتب جملة عربية سليمة.

ولكن الأكثر كارثية، وفق نتائج المسح، هو أن الإنتاج المعرفي العربي السنوي يتراوح بين 15 و18 كتابا، وهو ما يعادل إنتاج دار نشر أمريكية واحدة تدعى "بينغيوم راندوم".

هذا الواقع يمثل ملمحا لعجز محتوى المنشور العربي عن مواكبة الطلب.

وسبق أن خلصت دراسة لجامعة نورث ويسترن، إلى أنه رغم ازدياد مستخدمي الإنترنت العرب، فإن العربية على الإنترنت تظل ضمن اللغات الأقل محتوى في العالم الرقمي.