هل تمرد إبن سلمان على أمريكا؟

هل تمرد إبن سلمان على أمريكا؟
الإثنين ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠١:٢٢ بتوقيت غرينتش

"لا توجد طريقة يمكن أن تحدث بها اتفاقية إبراهيم مع دول الخليج ( الفارسي ) دون موافقة السعودية. لذا فإن المملكة تتجه نحو التطبيع. أعتقد أن الأمر يسير بهذا الاتجاه، سيكون هذا هدفي الرئيسي الدبلوماسي إذا تم إعادة انتخابي، كما آمل أن يحدث في غضون أسابيع قليلة"، هذا ما قاله رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الامريكية.

العالم كشكول

بالاضافة الى تاكيده على ان "اتفاقيات إبراهيم ما كانت لتحدث دون موافقة من السعودية"، تحدث نتنياهو عن رؤيته للتطبيع مع السعودية، قائلا: إن "أول شيء عليك الاعتراف به هو أن السعودية بدأت بالفعل في عملية تطبيع تدريجية، لأنه في عام 2018، قبل اتفاقية إبراهيم في عام 2020، فتح السعوديون المجال الجوي السعودي لمئات الآلاف من الإسرائيليين الذين تمكنوا من التحليق إلى دول الخليج ( الفارسي ) والآن إلى ما بعد دول الخليج. لقد كان هذا قرارا مدروسا".

رغم انه لا جديد في كلام نتنياهو، من انه لولا السعودية لما كان هناك تطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وان السعودية في ظل حكم ولي العهد محمد بن سلمان، كانت تقوم باكثر من تطبيع مع هذا الكيان، حتى قبل "اتفاقية ابراهيم" ، بل ان نتنياهو نفسه زار السعودية، فكل ذلك لم يعد سرا، الا اننا اردنا من خلال نقل ما جاء على لسان نتنياهو حول دور السعودية الخطير في تنفيذ المخططت الامريكية الاسرائيلية في المنطقة ، وهي مخططت ما كانت لتجد طريقها الى التطبيق لولا السعودية وحاكمها الفعلي ابن سلمان، ان نفند كل ما يقال في الاعلام السعودي والامريكي حول تمرد ابن سلمان على امريكا، وانه تجرأ على زيادة انتاج نفط "اوبك +" ، وانه لم يعد بحاجة الى امريكا، وانه ذاهب الى احضان روسيا ..، بانه ليس سوى كلام لتجميل شخصية الرجل الطامح لحكم السعودية، وإلا فانه من خلال هذه السياسة يعمل على تقديم يد المساعدة الى داعميه الجمهوريين قبيل الانتخابات التشريعية التي ستجري في تشرين الثاني نوفمبر القادم، وبالتالي تمهيد الارضية لعودة ترامب الى البيت الابيض، الذي وضع ابن سلمان كل بيضه في سلته.

اللافت ايضا ان هناك من يرى، ان حتى هذه السياسة السعودية المؤقتة ازاء الديمقراطيين، استغلها الديمقراطيون لصالحهم عندما شرعوا ببيع النفط والغاز الامريكي الى اوروبا التي ترتعد من البرد، باربعة اضعاف الاسعار التي تبيع به داخل امريكا، وبذلك كسب الديمقراطيون عوائد ضخمة من جراء ذلك، وهو ما دفع الاوروبيين وعلى راسهم الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ، الى الاعتراف بهذه الحقيقة، تبعه على ذلك العديد من السياسيين الاوروربيين.

من المضحك الاعتقاد ان ابن سلمان يتمرد على امريكا، والجميع يعلم ان كيانه قائم على الدعم الامريكي حصرا، وانه لن يجلس على كرسي والده دون مباركة امريكا، ولهذ السبب بالذات جعله ينخرط بهذا الشكل الغريب واللافت في دفع البحرين والامارات والسودان والمغرب، للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، للحصول على رضا امريكا واللوبيات الصهيونية في امريكا واوروبا والغرب، وما قول نتنياهو السابق، الا شهادة على ما نقول.