شاهد.. زراعة نباتات وفطريات للتخلص من تلوث الأراضي منذ عقود

الأربعاء ٣١ مايو ٢٠٢٣ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

على هذه الأرض القاحلة الصناعية في لوس أنجليس والتي كانت مغطاة بالخرسانة لفترة طويلة زرع علماء نباتات وفطريات اختيرت أنواعها بدقة في خطوة ترمي إلى التخلص طبيعياً من المعادن الثقيلة والبتروكيماويات التي تلوّث المنطقة منذ عقود.

وتمثل هذه التقنية المعروفة بتسمية المعالجة البيولوجية بديلاً أوفر من الطرق التقليدية. ومن الأنواع التي زرعت فطر المحار الأبيض الذي يتغذى على الأشجار النافقة والهيدروكربونات كالديزل. كذلك تعمل نباتات محلية كـمكانس كهربائية للمعادن الثقيلة التي يمكن إعادة استخدامها.

وقال دانييل ستيفنسون باحثة من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد تتولى قيادة الدراسة: "الطريقة التقليدية لتنظيف المواقع المتمثلة بحفر التربة الملوّثة وإلقائها في مكان آخر، تقنية قد تصل تكلفتها إلى ملايين الدولارات ولا فائدة منها سوى نقل المشكلة إلى مكان آخر'.. خلال ثلاثة أشهر، خفّضنا البتروكيماويات بنسبة 50% وفي ستة أشهر اقتربنا من هذه النسبة لبعض المعادن".

وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة رصدت نحو الف وتسعمئة موقع يحمل إشكالية، فيما لا تتعدى مشاريع إزالة التلوث التي تُنفَّذ سنوياً أصابع اليد الواحدة وفي العادة، نادراً ما تتحمّل الجهات الملوّثة تكلفة ما تتسبب به. فبعد انسحاب الشركات من مواقع التصنيع، غالباً ما تتولى تنظيف الموقع مجموعات سكانية يستغرق عثورها على التمويل اللازم سنوات.

واضافت ستيفنسون: "يعيش معظم السكان بالقرب من موقع ملوث. الغبار الذي يتطاير في الغالب من هذه المواقع يعرض حياتهم للخطر. وكذلك ممكن أن يتعرضوا للأذى من خلال المياه".

وفيما تعتبر الدراسة أنّ المعالجة البيولوجية' يمكن تطبيقها في مجالات كثيرة، بدءاً من تنظيف المياه العادمة وصولاً إلى معالجة التربة الملوثة بالرماد السام جراء حرائق الغابات، يرى علماء أحياء أن هذه المعالجة لا تزال تُعتبر تقنية محفوفة بالمخاطر، موضحين أنها وعلى عكس حفر التربة من الصعب أن تضمن تلقائياً أن الملوثات ستنخفض إلى المستويات المطلوبة.