ما حقيقة "الخلاف" بين أمريكا و"إسرائيل" حول محرقة غزة؟

ما حقيقة
الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٤:٥٩ بتوقيت غرينتش

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، يوم امس الاحد في كلمة له بولاية كاليفورنيا، حول القصف الوحشي الاسرائيلي على قطاع غزة المحاصر: "في هذا النوع من القتال، يكون السكان المدنيون هم مركز الثقل. وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو (حماس)، فسوف تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".

العالم الخبر و إعرابه

-ان تحذير اوستن، من ان "إسرائيل" قد تتلقى هزيمة استراتيجية في غزة، في حال عدم حمايتها للمدنيين، بعد يوم واحد من تصريح نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي قالت "بصدق، حجم معاناة المدنيين والصور والمقاطع المصورة الواردة من غزة صادمة، ولابد من احترام القانون الدولي والقانون الإنساني".

-وفي ذات السياق جاءت تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي جون كيربي، الذي اشار الى ان الادارة الامريكية وجهت رسائل الى "الحكومة الاسرائيلية" للتقليل من حجم الخسائر بين المدنيين"، واضاف "نعتقد أنهم تقبلوا رسائلنا المتعلقة بمحاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى"!!.

-لا يحتاج المراقب لدليل، ليضع هذه التصريحات الامريكية "الداعية" الى حماية "إسرائيل" للمدنيين الفلسطينيين في غزة"، بانها ذر للرماد في العيون، ومحاولة لخداع الراي العام العالمي، بان امريكا حريصة على سلامة المدنيين في غزة، بعد ان تكشف للراي العام، ان الكيان الاسرائيلي ما كان بامكانه ان يقتل نحو 16 الف مدني فلسطيني 80 بالمائة منهم من الاطفال والنساء، ودفن الاف اخرين تحت الانقاض وهدم اكثر من نصف مساكن غزة، وفي محرقة لم يشهد لها التاريخ المعاصر، لولا الدعم الامريكي الكامل والاعمى، بل والتدخل الامريكي المباشر في هذا العدوان، ومنع اي طرف في العالم من التدخل لوقف هذه المحرقة.

-الراي العام العالمي لم يعد يصدق كذب اعضاء الادارة الامريكية عن حماية المدنيين، فهو يصدق ما تراه عينيه على الارض، حيث زادت امريكا من تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص في شرق البحر الأبيض المتوسط، من خلال ارسال حاملات الطائرات ، ومجموعة برمائية، ووحدة استطلاع بحرية، وغواصة مزودة بصواريخ موجهة، وقوات دفاع جوي ودفاع صاروخي متكاملة، ومقاتلات وقاذفات جوية، ومد "اسرائيل" بالمساعدات العسكرية بما في ذلك الدفاعات الجوية والذخائر، في جسر جوي لم يتوقف منذ 7 اكتوبر الماضي وحتى اليوم.

-الراي العالم العالمي يسأل اوستن وهاريس وكيربي، اذا كنتم حقا حريصين على ارواح المدنيين، من اين جاءت "اسرائيل" بالقنابل التي تزن الواحدة منها 2000 كيلوغرام، والتي تمسح مربعات سكنية بالكامل بمن فيها؟، من اين جاءت "اسرائيل" باكثر من 4000 طن من المتفجرات لتلقي بها على رؤوس اهالي غزة؟، وقبل كل هذا وذاك، من الذي سمح للوحش الاسرائيلي ان يفعل هذه الفظاعات، ضاربا برض الحائط بكل المحافل الدولية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة، والمحاكم الدولية ؟.

-اللافت ان حتى هذه التصريحات الامريكية الكاذبة والمنافقة، اثارت حفيظة مجرمي الحروب في واشنطن وعلى راسهم السيناتور الامريكي المتصهين ليندسي غراهام، الذي انتقد تصريحات أوستن وهاريس، حول المدنيين في غزة، وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، أمس الأحد، ليس بامكان "اسرائيل" ان تميز المدنيين في هجماتها، واصفا اوستن بالساذج، وانه ، فقد الثقة به كليا، وبرر قتل "اسرائيل" للاطفال في غزة عبر مخاطبة اوستن قائلا:" هل تعرف ما الذي يدرسه الفلسطينيون في المدارس؟ إن فكرة أن إسرائيل جعلت الناس في غزة متطرفين بطريقة أو بأخرى هي فكرة سخيفة.. ان السبب وراء موت كثير من الفلسطينيين هو أن حماس تريد موتهم، إذا كانت هناك طريقة أفضل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين فأخبرني وسأخبر إسرائيل".

-هذه هي امريكا التي نصبت نفسها حاكما على العالم، وبهذه العقلية يفكر قادتها، وهكذا ينظرون الى الحياة الانسانية والقيم الاخلاقية، ولا ينفع تبادل الادوار بين اوستن وهاريس وكيريبي وغراهام ، في خداع الراي العام العالمي، الذي تأكد له ان لامريكا دورا مباشرا في جرائم الحرب التي يرتكبها الکیان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وكان قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، محقا عندما دعا خلال استقباله الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، الى استغلال قدرات إيران وكوبا لتشكيل تحالف وائتلاف بين الدول التي لها نفس الموقف، ضد البلطجة الأمريكية..