العالم - فلسطين
وكانت المستودعات التي أنشئت في الثمانينيات بهدف تزويد القوات الأميركية بالأسلحة والذخائر في حال اندلاع أي صراعات مستقبلية في المنطقة، محاطة بنوع من السرية، ولم تعرف طبيعة الأسلحة أو الذخائر التي تحتويها إلى حد كبير.
وبحسب ما تنقل صحيفة "ذا غارديان"، فإن المستودعات باتت تحت التدقيق مع تصاعد الضغوط على إدارة بايدن بشأن تزويد تل أبيب بالأسلحة والذخائر منها، وخاصة في ظل ارتفاع عدد الشهداء المدنيين بفعل استخدام جيش الاحتلال قنابل غير موجهة وتسمى بـ"القنابل الغبية".
وتنقل الصحيفة عن عدد من المسؤولين الأميركيين السابقين قولهم إن مخزون الأسلحة في المستودعات الأميركية يتيح نقلها إلى الجيش الإسرائيلي بشكل سريع مع تجنب الرقابة العامة وفي الكونغرس.
ويشير مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إلى أن هذه الذخائر والأسلحة الأميركية مخصصة للاستخدام الأميركي، ويضيف "من يستطيع أن يقول إننا لن نعطي إسرائيل مفاتيح المستودعات في حالة الطوارئ؟"، فيما قال مسؤول أميركي سابق "عندما يتعلق الأمر بالذخائر سنقدم لهم كل ما يحتاجون إليه".
وأثار مشرعون في الولايات المتحدة الأميركية في وقت سابق مخاوف بشأن مقترحات البيت الأبيض التي من شأنها تخفيف القواعد المتعلقة بأنواع الأسلحة الموجودة في المستودعات، ومنح وزارة الدفاع مرونة أكبر لتحويل جزء كبير منها.
وقال جوش بول، الذي استقال أخيراً من وزارة الخارجية احتجاجاً على استمرار المساعدات الأميركية إلى "إسرائيل"، إن التغييرات المقترحة على المخزون كانت جزءًا من حملة إدارة بايدن لإيجاد طرق جديدة لتزويد تل أبيب بالسلاح.
وأضاف أنه يشعر بالقلق إزاء العملية المستعجلة في نقل الذخائر من المستودعات لأنها قد تتجاوز الضوابط التي تفرضها وزارة الخارجية، مشيرًا إلى أنه "لا توجد مراجعة لحقوق الإنسان، ولا للتوازن الإقليمي، ولا لسياسة نقل الأسلحة التقليدية التي كانت تتم عادة".
بالمقابل، قالت المحامية السابقة بوزارة الدفاع الأميركية سارة هاريسون إن وصول "إسرائيل" إلى المخزون محدود، مضيفة "لا يسمح لإسرائيل بأخذ الذخائر مجانًا، حيث يجب أن تكون هناك سلطة قانونية لكل عملية نقل للمعدات".
مخزون الذخائر
ولم يكشف علنًا عن المحتويات الكاملة للمستودعات، على الرغم من أن المسؤولين السابقين يقولون إن البنتاغون يزود الكونغرس بتحليل سنوي عما يوجد فيه، فيما قال قائد عسكري سابق في مقال في وقت سابق من هذا العام عندما زارها "المستودعات مليئة بالذخائر الغبية، بما في ذلك الآلاف من القنابل الحديدية".
ويعتمد الإحتلال بشكل كبير على هذه الذخائر غير الموجهة وذات الدقة المنخفضة في حربها على قطاع غزة. ويقول خبراء الأسلحة إن استخدام الجيش الإسرائيلي لهذه الذخائر قوض مزاعم الجيش الإسرائيلي بعمله على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وتنكر "إسرائيل" استخدام الذخائر غير الموجهة التي تشكل مخاطرة كبيرة على المدنيين عند استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان، رغم أن قواتها الجوية شاركت أكثر من مرة صورًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر استخدام "القنابل الغبية".
وتشير تقديرات المخابرات الأميركية، وفقًا لما ذكرت شبكة "سي أن أن"، إلى أن ما بين 40%- 45% من الذخائر التي استخدمها الكيان كانت غير موجهة.
وبحسب "ذا غارديان"، فإن هناك القليل من الشفافية حول فئات وكميات الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة للصهاينة، ولكن ظهر في عملية نقل واحدة من المستودعات في أكتوبر/تشرين الأول الاحتفاظ بالذخائر عير الموجهة بكميات كبيرة بما في ذلك قذائف مدفعية عيار 155 ملم.
ويقول المحقق السابق في جرائم الحرب بالأمم المتحدة مارك جارلاسكو إن كل قذيفة من عيار 155 ملم تطلق 2000 شظية قاتلة، وتتدهور دقتها مع المسافة، وهو ما يزيد من احتمال إصابة المدنيين والبنية التحتية المدنية بقذائف خاطئة.