مشاهد لاستهداف مقاومة لبنان لمستوطنات شمال فلسطين المحتلة

الجمعة ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٨:٢٠ بتوقيت غرينتش

ترتفع حدّة العمليات النوعية التي تشنّها المقاومة الإسلامية جنوبًا، حيث استهدف بـ6 عمليات مواقع قوات الاحتلال والمستوطنات، ردًا على استهداف المناطق المدنية.

العالم - لبنان

وافادت مراسلة قناة العالم الاخبارية من بيروت الزميلة مريم علي، ان وسائل إعلام العدو تحدّثت عن اطلاق نحو مئة صاروخ وعشر طائرات مسيرة من لبنان ما أدى إلى وقع أضرار كبيرة وانقطاع للتيار الكهربائي عن مستوطنة "مرغيلوت"، كما وصلت 3 مسيرات إلى مدينة حيفا.

وحافظت الجبهة الجنوبية على حماوتها مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في استهداف القرى والمدن في الجنوب، مستخدمة أسلوب القصف المركز والمركب أي عبر عدة غارات على مكان واحد لتدمير حي سكني بكامله وإحداث أضرار مادية هائلة، بهدف إرهاب المدنيين وتهجيرهم من جنوب الليطاني وفق ما يشير خبراء عسكريون وسياسيون لصحيفة البناء، لتحقيق أمرين:

الأول هو الضغط على المقاومة بأهلها وبيئتها الحاضنة لدفعها للتراجع عن شنّ هجمات على شمال فلسطين أو تدفيعها ثمن ذلك بتهجير أكبر عدد من أهالي الجنوب، والثاني إحداث توازن ردع ديموغرافي – تهجيري مع حزب الله الذي نجح عبر عملياته العسكرية الى تهجير 150 ألف مستوطن من الشمال، ما خلق أزمة كبيرة لحكومة الحرب في إسرائيل، لا سيما أن المستوطنين يضغطون على الحكومة الإسرائيلية ويحمّلونها مسؤولية العجز عن توفير الأمن والحماية لهم لعودتهم الى مستوطناتهم، فيما غالبيّة أهالي الجنوب لا يزالون في قراهم.

وأشارت مصادر مطلعة على الوضع الميداني والسياسي الى أن الوضع في الجنوب يشهد تطورات دراماتيكية ومرحلة جديدة من القصف المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس مساراً تصعيدياً بشكل تدريجي قد يصل الى مرحلة الحرب المفتوحة إذا ما استمرّ على هذا النحو وإذا طال أمد الحرب في غزة، مع ملاحظة أن جيش الاحتلال وسع قواعد الاشتباك لجهة استهداف جسر الخردلي وجبل الريحان وجبشيت الواقع ضمن منطقة شمال الليطاني، ولجهة ضرب أهداف مدنية في مدينة بنت جبيل، ما دفع المقاومة الى الرد بشكل حازم بقصف مستوطنات الشمال بعشرات الصواريخ وتكريس معادلة الردع.

كما اشارت الى ان هذا القصف الإسرائيلي يعكس حالة الإرباك والأفق المسدود لحكومة الحرب في مواجهة الأمر الواقع في غزة وشمال فلسطين المحتلة، لكن المصادر شدّدت على أن رغم توسيع قواعد الاشتباك إلى أن جيش الاحتلال لا يزال ضمن سقف تفادي الذهاب الى حرب مفتوحة، لأسباب داخلية تتعلق بهزيمة الجيش الإسرائيلي في غزة وانهيار الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وخارجية ترتبط برفض أميركي للحرب على لبنان لأنها ستؤدي الى حرب في المنطقة تهدّد المصالح الأميركية في المنطقة برمتها، ما ينعكس على الوضع الانتخابي للرئيس جو بايدن الذي سيبدأ حملته الانتخابية في شباط المقبل. ولفتت المصادر الى أن حكومة الحرب لم تأخذ الضوء الأخضر الأميركي لتوسيع الحرب ضد لبنان حتى الآن.

وأشارت أوساط مطلعة على موقف حزب الله الى أن المقاومة لا تلتفت الى الرسائل والتهديدات الخارجية الأميركية والأوروبية ولا إلى التهديدات الإسرائيلية، فالمقاومة ماضية في دورها العسكري على الجبهة الجنوبيّة كجبهة إسناد لغزة والمقاومة والشعب في فلسطين، ولن تتراجع قيد أنملة عن الحدود لا الآن ولا في المستقبل، ومن يجب أن يبتعد عن الحدود هم جنود وضباط العدو الإسرائيلي والمستوطنون، والمقاومة تحتفظ لنفسها بحق الرد على أي عدوان إسرائيلي وفق قواعد الاشتباك القائمة ومعادلات الردع المعروفة، لكن أي عدوان إسرائيلي كبير على لبنان سيلقى رداً عنيفاً وقاسياً لم يعهده العدو من قبل، وسيتفاجأ بما تملكه المقاومة من مفاجآت على كافة الصعد.

6