العالم – الخبر وإعرابه
-من الواضح ان الوضع داخل الحكومة والكنيست في كيان الاحتلال الاسرائيلي، ليس عاديا، فهو يغلي بالمرجل، فالجميع يخاف من الجميع، والجميع يتهم الجميع، والجميع يتحدث عن مؤامرات يشارك فيها الجميع، لإسقاط فلان او استبعاد علان، ولكن الشيء الوحيد الذي يشترك فيه الجميع، هو محاولة كتمان حقيقة باتت مكشوفة، مفادها ان "طوفان الاقصى"، مازال يعصف بالكيان، وان غزة اذلته، رغم ظهوره بمظهر "القوي" ولكن على اطفال ونساء غزة فقط.
-الحكومة في كيان الاحتلال، ولا فرق بين "الكبيرة" و"المصغرة" و"الطواريء" و"الحرب"، ليس لديها ما تقوله ل"الاسرائيليين"، الذين ينتظرون منذ اكثر من ثلاثة اشهر، خبرا، يجعلهم يشعرون ب"الامان"، او ان "جيشهم الذي لا يقهر"!! حقق انتصارا ولو استعراضيا في غزة، فلا اسير واحد تم "تحريره"، ولا حماس تم "تدميرها"، ولا حتى ارض غزة تم السيطرة عليها.
-من اجل التهرب من مسؤولية هذا الفشل المدوي، دب الخلاف داخل الحكومة والكنيست في كيان الاحتلال، وهو خلاف كشف مدى عجز وضعف جيش الاحتلال رغم كل الدعم الامريكي والغربي، ورغم القصف العنيف والوحشي لغزة، والذي اسفر عن استشهاد اكثر من 23300 شهيد ثلثهم من الاطفال والنساء، وتدمير اغلب المناطق السكنية في غزة، وهو عجز وضعف دفع اعضاء في حزب الليكود، كما كشفت وسائل اعلام في الكيان، لترتيب انقلاب على نتنياهو، من اجل الا ينسحب فشله على الحزب ويخرج من المشهد السياسي.
-نتنياهو الذي يخشى ان يطاح به من قبل حزبه، بعد ان راكم الفشل فوق الفشل، في عدوانه على غزة، عمل، كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بنصيحة المقربين منه، لمواجهة تمرد حزبه، بإعادة الوزراء في الحكومة الى الكنيست، بعد تقديم استقالاتهم، بحجة إغلاق الوزارات غير الضرورية، وذلك في إطار معركة احتواء تمرد حزبه في حال وقوعه.
-ان مجرد طرح فكرة إستبعاد وزير الحرب يؤاف غالانت؛ والإتيان بأفيغدور ليبرمان مكانه، يعكس حجم الارباك والخيبة التي تعصف بالحكومة في كيان الاحتلال، فالمعروف ان غالانت من اكثر الشخصيات في كيان الاحتلال تشددا وعنفا وقسوة واجراما في التعامل مع غزة، وهو الذي وصف اهلها بانهم "حيوانات لا يستحقون حتى مدهم بالغذاء والدواء والماء والكهرباء"، ترى ما الذي يمكن ان يفعله ليبرمان في غزة، لم يفعله غالانت؟، لا شيء سوى ان نتنياهو يتلاعب بالجميع، من اجل القاء مسؤولية فشلة على الاخرين.
-ما قاله رئيس "الموساد" السابق، أفرايم هاليفي، في تصريحات لصحيفة "التايمز" البريطانية، تكفي للكشف عن المصير الاسود الذي ينتظر نتنياهو وحكومته بل وحتى عدوانه على غزة، حيث اعلن وبدون مواربة: "إن نتنياهو فشل في إخضاع حماس وينبغي أن يرحل الآن، وان يحيى السنوار ومقاتلي حماس لم يفقدوا إرادة القتال ولهذا يرفضون التفاوض".
-ما قاله هاليفي كرره كبير محللي صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ناحوم بارنياع، ولكن بطريقة اخرى، عندما كتب يقول :"منذ 3 أشهر ونحن نسمع أخبارا عن تدمير وهزيمة حماس والقضاء عليها، لكن لسوء الحظ، فهي لا تعكس الواقع.. هناك بونا ساشعا بين ما تم تحقيقه في قطاع غزة والقضاء على حماس.. ان نتنياهو وضع توقعات لا توجد طريقة لتحقيقها".
-ان الارباك والفوضى التي تعصف بالكيان، هي من تداعيات "طوفان الاقصى"، وان الايام المقبلة حبلى بالمفاجآت، التي لم ولن تكون سارة، لا لنتنياهو ولا لغالانت ولا لليبرمان ولا لغانتس ولا لسيدهم بايدن و وزير الصهيوني بلينكن.