فيديو خاص ولقاء نادر ....

مناضل فلسطيني عتيق يكشف عن دور ايران في تحولات المنطقة!!

الخميس ١١ يناير ٢٠٢٤ - ٠٣:٤٤ بتوقيت غرينتش

وصف مفكر ومناضل فلسطيني دور ايران بالمتميز في ما وصلت اليه المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وتغيير موازين القوى لصالحها، واعتبر ان هذه اللحظات تعادل الف سنة من العيش، مشيرا الى ان اكثر شيء فاجئ العالم في 7 اكتوبر هو سرعة انهيار الكيان الصهيوني امام المقاومة.

العالم - خاص بالعالم

وقال المفكر والمناضل الفلسطيني منير شفيق لقناة العالم الاخبارية: المرحلة الراهنة استثنائية ولم يحلم احد للحظةٍ ان يراها، وأهم ما يميزها ان ميزان القوى العسكري والسياسي قد انقلب بنسبة عالية لمصلحة الشعب الفلسطيني والمقاومة.

واضاف شفيق: الجيش الصهيوني تمكن في عام 1948 من هزيمة 7 جيوش عربية واحتلال 80% من فلسطين، اي 24% زيادة عما سجله له قرار التقسيم، وكان قادرا على التجبر وطرد الناس واقتلاع ثلثي الشعب الفلسطيني من اراضيهم وبيوتهم وإحلال المستوطنين مكانهم، ثم جاء التدخل الاميركي الفرنسي البريطاني في عام 1950 لتثبيت هذه المكاسب واقامة دولته براحة وتسليح وتعزيز قواه.

وتابع: الاستراتيجية الاستعمارية كانت تنص على ان هذا الكيان يجب ان يكون متفوقا على كل الجيوش العربية مجتمعة ولا تكون هناك عاصمة بعيدة عن يده.

واكد ان هذا التفوق اليوم اصيب بنكسة اساسية وانتهى ذلك، وهو سبب المشكلة الان، وهذه المرحلة بدأت في عام 2000 حتى عام 2006 حيث بدأ التوازن يختل، وهنا لعبت فيها ايران دورها بدون اي يلحظها الغرب، حيث بدأت المقاومة وشعوب المنطقة والمقاومة الفلسطينية والبنانية خاصة في التسعينات وبعد انتهاء الحرب بين العراق وايران وهي فترة الامام الخامنئي.

واوضح المفكر والمناضل الفلسطيني منير شفيق: بدأت ايران الدعم الحقيقي للمقاومة بالسلاح في لبنان وفلسطين وسوريا، وهنا بدأ يحدث تغيير في موازين القوى، حتى 2010 بعد ما اجبر الكيان الصهيوني على الانسحاب دون قيد او شرط من جنوب لبنان ومن غزة بالاضافة الى مفاعيل الانتفاضة الثانية وغيرها.

واضاف شفيق: هذه كلها محاولات بدأنا نخرج فيها من الذل والسيطرة الكاملة للكيان الصهيوني حتى مرحلة 2010 حتى 2015 وهي المرحلة الاخيرة، حيث ضُرب ميزان القوى العسكري والتفوق الصهيوني، واصبح لدى ايران قوة عسكرية كبيرة وجبارة تهدد الكيان الصهيوني ولم يعد يستطيع ان يفعل كما فعل بالعراق عندما قصف مفاعله النووي.

واعتبر ان الاحتلال لم يعترف بذلك حتى الان، لكن من يدقق يرى مسيرة التطور العسكري في ايران وحزب الله بعد 2006 ومسيرة تعزيز القوة والتسلح، وكان كل ذلك مكشوفا، وفي نفس الوقت اصبح هناك دعم خاص للمقاومة في غزة منذ 2008 حتى الان، وميزة ما عملته ايران في هذا الامر هو انه لم تعد تسمح للكيان الصهيوني ان يعربد كما كان يفعل ذلك من قبل.

وتابع: منذ ما لايقل عن 7 اعوام وضع الكيان الصهيوني على الطاولة قرار حرب ضد ايران لمنعها من التطور العسكري والصواروخي والتسليحي والتكنولوجي ودعم المقاومة ولم يستطع فعل شيء لانه يخاف من الرد، ولانه اصبح هناك شبه توازن خطير في ميزان القوى.

واضاف المفكر والمناضل الفلسطيني منير شفيق: كما ان حزب الله يطور قدراته العسكرية منذ عام 2006، فالاحتلال الذي لم يتحمل في الثمانينات صواريخ كاتيوشا المقاومة الفلسطينية عليه اليوم ان يتحمل مختلف انواع الصواريخ الموجهة والبعيدة المدى والبالستية بعشرات الالاف والاسلحة المتطورة والحديثة لحزب الله.

واعتبر شفيق ان غزة المحاصرة، وهي رقعة جغرافية صغيرة جدا اصبحت تخوض حروب من 2009 الى 2012 الى 2014 ثم حرب سيف القدس في 2021 المهمة جدا، ما يدل على ان هناك تطورا عسكريا وسياسيا ومحورا كبيرا يهيئ للهجوم وليس فقط للدفاع والصمود.

واكد ان حرب 7 اكتوبر بين ان بإمكاننا ان نشن حربا شاملة لكن التوقعات كانت تدور حول ما يشبه حرب 2014 او اكثر بقليل لكن عملية (طوفان الاقصى) 7 اكتوبر فاجئت الجميع بلا استثناء لانها توجهت الى فرقة غزة في الجيش الصهيوني وبعض المراكز الاستخباراتية والمعلوماتية واكتسحتها خلال ساعات قليلة.

وشدد على ان المفاجئة الكبرى كانت في سرعة هزيمة الجيش الصهيوني وانهياره السريع امام المقاومة، واصفا تلك اللحظات بانها كانت بالنسبة له تعادل العيش في هذا العالم بألف سنة، وانه لم يخطر بباله ابدا طوال حياته ان يرى الجيش الصهيوني ينهار هكذا.

واعتبر المفكر والمناضل الفلسطيني منير شفيق ان ما اكد فداحة الهزيمة الاسرائيلية وانهياره هو مسارعة الولايات المتحدة والغرب لنجدة الكيان الصهيوني ومساعدته، ولم يستطع الكيان فعل اي شي الا شن حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

واشار شفيق الى ان كيان الاحتلال اراد ان يلقن المقاومة درسا لكن تبين ان المقاومة ليست فقط على اتم البراعة والشجاعة والذكاء والخبرة في شن الهجوم وانما ايضا في التحضير للدفاع، وعلى رأس ذلك شبكة الانفاق في غزة اي انهم بنوا غزة ثانية تحت الارض.

واكد انه هنا بدأت الحرب الفعلية والحاسمة، واصبح الهدف الاساس للجيش الصهيوني هو ان يأسر ويقتل قوى المقاومة، لكن المفاجئة كانت ان كل تلك القوة العسكرية الصهيونية تركزت على محاولة السيطرة واحتلال قطاع غزة لكنه لم يتمكن من تحقيق اي انجاز عسكري واحد على هذه البقعة الجغرافية الصغيرة.

واوضح ان الاحتلال حضر كل عدته العسكرية لكنه لم يحسب للمقاومة في الانفاق وتسليحها الجيد وقدراتها الصاروخية القادرة على تدمير الدبابات والاليات حسابا، فانقلب السحر على الساحر، واصبح جيش الاحتلال يدافع امام المقاومة التي تمسك بزمام المبادرة وهي التي تهاجم.

وتابع: الخسائر الفعلية في المعركة تنزل بالجيش الاسرائيلي من الضباط والجنود والاليات والدبابات، حتى وصل الحديث عن تدمير 900 آلية ودبابة، بما يعادل نصف ما تملكه اسرائيل منها، بالاضافة الى العدد الكبير من القتلى والجرحى.

واوضح المفكر والمناضل الفلسطيني منير شفيق: هذا بالاضافة الى فتح جبهة جنوب لبنان عليه التي شنت مئات الهجمات على مواقع العدو، كما حصل تحرك عراقي ضد القوات الاميركية والجبهة السورية مفتوحة ايضا، ثم جاءت اليمن التي احدثت قفزة كبيرة، وبالتالي نحن نعيش في ميزان قوى ومرحلة خطيرة من اهم المراحل.

واشار شفيق الى ان الاميركيين وغيرهم يدعون الى الحديثعن اليوم لتالي بعد الحرب، ولكن المهم هو اليوم الاخير من الحرب، حيث ان كيفية انتهاء الحرب هي ما سيحدد عالم المرحلة القادمة.

واعتبر ان المرحلة نضجت واصبح من الضروري ان يتم وقف اطلاق النار، لانه بعد كل هذه الخسائر وصعوبة تحقيق اي مكسب حقيقي وملموس في هذه المعركة، اصب من غير المعقول ان تدخل حربا لا تحقق فيها الا الخسائر، معتبرا ان العقل الصهيوني الان محكوم باللاعقلانية لانهم لم يستوعبوا بعد ان امامهم قوى تقف لهم ندا لند، وقادرة على ان تلحق بهم الخسائر وانهم لن يتمكنوا من اذلالها والانتصار عليها، وان عليهم ان يوقفوا الحرب على غزة وان المقاومة باقية فيها وتقودها ومحمد الضيف والسنوار والشباب هم الذين سيعيدون السيطرة على غزة سياسيا وعسكريا.

واكد انهم يعرفون انهم اذا لم ينتصروا فان احتمالات الزوال عالية جدا، مشددا على هناك تغييرا تاريخيا يضع الكيان الصهيوني على طريق الزوال، واصبح الان خاسرا في معركة غزة حتما.

واعتبر المفكر والمناضل الفلسطيني منير شفيق ان هناك ضغطا عالميا كبيرا وهناك تحول عالمي، وسمعة الكيان الصهيوني اصبحت في الطين، وكذلك سمعة الولايات المتحدة، والحضارة الغربية صارت مهزوزة ولم يعد مسموحا لهم بالحديث عن الديمقراطية وبمناهضة الاستبداد، بعد ان ارتكبوا كل هذه الجرائم واستهتروا بالقوانين الدولية والانسانية والاعراف والاخلاق وخسروا المعركة الاعلامية والاخلاقية، وهذا ما سيقرر المستقبل، ولذلك انا اعتقد اننا نعيش في افضل مرحلة في التاريخ الذي انا عشته.