من الذي يجب ان "يضبط النفس"؟!

من الذي يجب ان
الإثنين ١٥ يناير ٢٠٢٤ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الهندي في طهران إنه لا يحق للولايات المتحدة الدعوة إلى ضبط النفس بينما تدعم العدوان الإسرائيلي على غزة.

العالم الخبر و إعرابه

-يمكن اختصار الموقف الامريكي من العدوان الاسرائيلي على غزة، بثلاث جمل، الاولى "حق اسرائيل في الدفاع عن النفس"، والثانية "عدم توسيع رقعة الحرب"، والثالثة "ضبط النفس"، وهو موقف يعكس حجم الخبث الامريكي ازاء الابادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة بدعم مباشر منها.

-عندما تنكر امريكا حدوث اي جرائم ابادة في غزة، وعندما تطلق يد قوات الاحتلال لترتكب فظائع في غزة، بذريعة الدفاع عن النفس، بينما الجرائم الابادة الجماعية التي ترتكب في غزة لم تعد بحاجة لتجميع ادلة او وثائق لاثباتها لانها توثق كل يوم عبر الكاميرات وشاشات الفضائيات، وبينما لا يعتبر القانون الدولي مقاومة المحتل ارهاب، ونفس القانون لا يعطي الحق للمحتل ان يرتكب جرائم ضد من يحتلهم بذريعة الدفاع عن النفس، حين ذلك يتبين حجم التورط الامريكي في جرائم الابادة التي ترتكب منذ 100 يوم في غزة.

-اللافت في الموقف الامريكي ازاء ما يجري من عدوان على غزة، هو اجترار المسؤولين الامريكيين لعبارة "ضبط النفس"، وهي عبارة المقصود بها تقييد يد جميع فصائل المقاومة والدول والشعوب العربية والاسلامية والحرة، عن تقديم المساعدة لضحايا الارهاب الاسرائيلي في غزة، فامريكا لم تطلب يوما من الكيان الاسرائيلي وقواته، ضبط النفس، بل على العكس تماما، كانت من اهم الاسباب في استمرار الحرب ومنع وقفها، لافساح المجال لـ"اسرائيل" ان تحقق اهدافها، ولو على حساب اتكثر من 24 الف شهيد ثلثهم من الاطفال والنساء، و70 الف جريح، اغلبهم ايضا من الاطفال والنساء.

-امريكا التي تدعو دول وشعوب المنطقة، وخاصة قوى المقاومة الى "ضبط النفس"، امام الظلم الذي يُرتكب ضد اهل غزة العُزل المحاصرين، ترسل في الوقت ذاته حامالات طائرات واساطيل وسفن وبوارج حربية وطائرات مقاتلة ومسيرات وجنود، الى المنطقة لدعم "اسرائيل"، وتضغط على الدول الاوروبية لتفعل نفس الشيء.

-عندما لم تتحمل القوات المسلحة اليمنية الظلم الذي يمارس ضد اشقائهم في غزة، وحاولت ان تتخذ خطوات عملية للضغط من اجل وقف العدوان الامريكي الاسرائيلي على غزة، وفرضت حضرا على كل السفن التجارية التي تتعامل مع الكيان الاسرائيلي وتساهم في اطالة امد العدوان، فاذا بامريكا وبريطانيا، من دون ان تطبقا مقولة "ضبط النفس"، شنتا عدوانا غاشما وغادرا على اليمن، لمجرد ان الاخير تجرأ على الوقوف امام آلة الموت "الاسرائيلية" التي تحصد ارواح اهالي غزة، امام مرآى ومسمع العالم اجمع.

-ان امريكا لا يمكنها مواصلة هذا النفاق الفاضح طويلا، وعليها ان تضبط نفسها وتدعو الكيان الاسرائيلي بضبط النفس، والكف عن مد هذا الكيان بالاسلحة والمعدات، فهذا انجع وسيلة لمنع توسيع رقعة الحرب، فتجربة الـ100 يوم الماضية، اثبتت وبالدليل القاطع، ان الكيان الاسرائيلي، لن ينتصر في هذه الحرب فحسب، بل سيضطر في الاخير لرفع الراية البيضاء وهو صاغر.