الغرب يطلق الوحش الإسرائيلي.. ويدعو إيران 'لضبط النفس'!

الغرب يطلق الوحش الإسرائيلي.. ويدعو إيران 'لضبط النفس'!
السبت ١٣ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

"ندعو إيران لضبط النفس، للحيلولة دون اتساع رقعة الحرب"، هذه العبارة بعينها كررها جميع وزراء الخارجية في الدول الغربية، في اتصالاتهم الهاتفية مع وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، بعد العدوان الاسرائيلي على القسم القنصلي بالسفارة الايرانية بدمشق واستشهاد كوكبة من المستشارين العسكريين الايرانيين فيها.

العالم مقالات وتحليلات

اللافت ان المسؤولين الامريكيين، زادوا على نظرائهم الغربيين، عبارات اخرى الى جانب عبارة "ضبط النفس"، والتي تعني عمليا ان من حق "اسرائيل" ان تعتدي على ايران ولكن لا يحق لايران الرد، مثل عبارات "نحذر ايران من الرد"، و"امريكا تقف الى جانب اسرائيل ضد التهديد الايراني"، و"لا نسمح لايران وحلفائها بتوسيع رقعة الحرب"، و"ان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها".

اللافت اكثر ان وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون هو ايضا دعا، في الاتصال الهاتفي مع اميرعبدالليهان، ايران الى "ضبط النفس"، وعدم الرد على العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية، و"اعرب عن قلقه لاتساع رقعة الحرب"، بينما بريطانيا وامريكا، هما اللتان حالتا دون توجيه مجلس الامن اي إدانة للعدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية.

ان رفض امريكا وبريطانيا ادانة العدوان الاسرائيلي في مجلس الامن، كان بمثابة تأييد واضح للعدوان، وكشف ايضا عن تورط امريكي بريطاني واضح في الجريمة، فهذا الكيان هو اصغر من ان يتجرأ على القيام بفعلته النكراء، التي انتهك بها كل الاعراف والقوانين والمعاهدات الدولية، دون دعم وتغطية امريكية بريطانية.

الموقف الامريكي الداعم للعدوان الاسرائيلي، في مجلس الامن، كان بمثابة ضوء اخضر للكيان، في التمادي بجرائمه دون خشية من عقاب او محاسبة، فحتى هذه الساعة لم تقم اي دولة غربية بإدانة العدوان الاسرائيلي، ولم تطلب اي دولة غربية من الكيان الاسرائيلي "ضبط النفس" وعدم مهاجمة القنصلية الايرانية، بل ولم تعرب اي دولة عن قلقها من ان يؤدي العدوان الاسرائيلي الهمجي على القنصلية الى "اتساع رقعة الحرب"، لان الفاعل هو "اسرائيل".

هذا الغرب الاعمى والاخرس والاطرش ازاء ما تفعله "اسرائيل"، فجأة اصبح يرى ويسمع وينطق، عندما اعلنت ايران ان من حقها الدفاع عن نفسها وان ترد بالمثل على الكيان الاسرائيلي، بما يردعه عن التمادي بجرائمه التي لم تنتهك القوانين والاعراف والمعاهدات الدولية فحسب، بل انتهكت حتى القيم الاخلاقية والمبادىء الانسانية.

عندما اخذت الشعوب، لاسيما نخبها الفكرية، بالتحدث عن سقوط النموذج الحضاري الغربي، في امتحان غزة، فهذا الحديث لم يأت من فراغ، فهذه الشعوب ترى ما يجري في غزة بالصوت والصورة، منذ 190 يوما، دون ان تتمكن مخرجات هذه الحضارة المتمثلة بمنظمة الامم المتحدة وجميع المحافل الدولية، من وقف الوحش الاسرائيلي، الذي ازهق ارواح ما يقارب 34 الف فلسطيني جلهم من الاطفال والنساء، وهجّر مليوني انسان وجوّعهم، ودمّر اكثر من 80 بالمائة من غزة، عند حده، لان امريكا التي تمثل عصارة الحضارة الغربية، تمنع تقييد هذا الوحش، بل وتهدد كل جهة تسعى لتقييده او الحد من توحشه.

اليوم ايضا يشهد العالم سقطة اخرى للحضارة الغربية المادية الجشعة والعوراء، التي لم تتجاهل العدوان الاسرائيلي الصارخ على القنصلية الايرانية في دمشق، فحسب ، بل اعتبرته "دفاعا عن النفس"، رغم انه يزعزع امن واستقرار المنطقة برمتها، ويدفع بها الى الفوضى والمجهول، بينما تهدد هذه الحضارة المتوحشة، ايران لمجرد انها قررت وقف الكيان الاسرائيلي عند حده، ومنعه من اخذ امن واستقرار المنطقة رهينة، الامر الذي جعل القيادة الايرانية اكثر اصرارا على ضرورة الرد على هذا الاستهتار الاسرائيلي والغرور الغربي، وهذا الرد قادم لا محالة، فعدم الرد يعني جعل العالم فريسة لقانون الغاب، وهو قانون غربي بإمتياز، أقام على أساسه حضارته، التي بناها من استعمار واستعباد ونهب خيرات الشعوب المستضعفة.

* أحمد محمد/ العالم