افتتاح قمة العشرين ومخاوف من انتشار ازمة اليونان

افتتاح قمة العشرين ومخاوف من انتشار ازمة اليونان
الخميس ٠٣ نوفمبر ٢٠١١ - ١٠:٣١ بتوقيت غرينتش

بدأ قادة دول مجموعة العشرين قمة الخميس في كان (فرنسا) وسط ضغوط من الاسواق القلقة من احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو مما يمكن ان ينسف الجهود التي تبذلها اوروبا للخروج من الازمة ويهدد بانتقال هذه الازمة الى ايطاليا.

وصرح الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "الجانب الاهم لمهمتنا في اليومين المقبلين هو حل الازمة المالية هنا في اوروبا"، وذلك قبل افتتاح القمة ظهرا.

كما اشار الى "تحقيق بضع خطوات مهمة نحو التوصل الى حل شامل"، لكنه حذر من انه لا يزال يتوقع المزيد من "التفاصيل" من قبل الاوروبيين.

وكان الرئيس الصيني هو جينتاو حذر مساء الاربعاء من انه "يتعين على اوروبا خصوصا حل ازمة الدين الاوروبي"، وذلك خلال عشاء مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ما وضع حدا لاي امل بالحصول على دعم فوري من الاقتصاد الثاني في العالم.

ويبدو الاوروبيون شبه متقبلين لاحتمال خروج اليونان من منطقة اليورو.

وصرح وزير الشؤون الاوروبية الفرنسي جان ليونيتي الخميس ان الاتحاد الاوروبي "يمكنه الاستغناء" عن اليونان واليورو "بامكانه الاستمرار من دونها"، وذلك غداة تحذير وجهته باريس وبرلين الى اثينا.

وحث البلدان اللذان يتمتعان بالنفوذ الاكبر داخل منطقة اليورو، اليونان على ان تقرر في الاستفتاء المثير للجدل المقرر في غضون شهر ما اذا كانت تريد التخلي عن العملة الموحدة ام لا.

ومن المقرر ان تسعى قمة مجموعة العشرين لعودة الثقة خصوصا لجهة خطة الخروج من الازمة الذي اعد الاسبوع الماضي في بروكسل ولامكان الحصول على مساهمة من ابرز الدول الناشئة لوقف تراجع الاقتصاد الدولي الا ان هذه المشاريع انهارت الاثنين اثر قرار اثينا المفاجئ تنظيم استفتاء ينطوي على مخاطر كبيرة حول خطة الانقاذ الاوروبية.

كما ان بكين شددت على ان مساعدتها لمنطقة اليورو رهن بقدرة هذه الاخيرة على تطبيق الاتفاق.

ويمكن ان يصل حجم المساعدة الصينية الى مئة مليار يورو لكنها رهن بشرطين، بحسب مسؤول رفيع في المصرف المركزي في الصين: الاول الحصول على ضمان حول فاعلية صندوق الانقاذ الاوروبي، والثاني الحصول على ضمانات من الدولتين الاكثر استقرارا في منطقة اليورو وهما فرنسا والمانيا "لانه من غير الممكن استبعاد الا ينجح المشروع".

وتم تعزيز صندوق الانقاذ الاوروبي الذي يفترض ان يساعد في تفادي انتشار ازمة الديون الى ايطاليا والاقتصاد العالمي، من خلال الاتفاق الاوروبي في 27 تشرين الاول/اكتوبر. وسيشمل الاستفتاء اليوناني هذا الاتفاق بالذات.

وبعد استدعاء رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو مساء الاربعاء الى كان من قبل ساركوزي وميركل وكبار المسؤولين في الاتحاد الاوروبي والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي، بالكاد قدم تنازلين ازاء انتقاداتهم لمبادرته , الاول هو موعد تنظيم الاستفتاء الذي بات في 4 كانون الاول/ديسمبر وليس في كانون الثاني/يناير كما كان مقررا والثاني هو ان "المجازفة" ستكون انتماء بلاده الى منطقة اليورو.

واشترطت فرنسا والمانيا ان يتمحور الاستفتاء حول هذه النقطة وليس حول خطة الانقاذ الاوروبية.

وتساءل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "هل تريد اليونان البقاء في منطقة اليورو ام لا". وتعهد بعدم دفع اي "فلس" الى اثينا قبل الحصول على رد من قبلها.

كما قرر الاتحاد الاوروبي بالتنسيق مع صندوق النقد تعليق دفع قرض باكثر من ثمانية مليارات يورو تعتبر اليونان بحاجة ماسة اليه لتفادي الافلاس، وذلك بانتظار نتيجة الاستفتاء.

وبامكان اثينا الصمود بدون سيولة جديدة حتى اوائل او اواسط كانون الاول/ديسمبر، بحسب المصادر وعليه تم تقديم موعد الاستفتاء.

الا ان وزير المالية اليوناني ايفانغيلوس فينيزيلوس الذي شارك في الاجتماع شكك في التسوية التي تم التوصل اليها ليل الاربعاء الخميس في كان.

وبحسب وسائل الاعلام اليونانية فان باباندريو لم يعد يتمتع بالغالبية في البرلمان حيث من المقرر ان يتم الجمعة التصويت على منح الثقة للحكومة، بعد اعلان نائبتين من الكتلة الاشتراكية انهما ستمتنعان عن التصويت.

وبعد ان شهدت البورصات الاوروبية تراجعا الثلاثاء وتحسنا طفيفا الاربعاء، الا انها عادت وافتتحت بتراجع ملحوظ ازاء التطورات الاخيرة في كان.

وباتت ايطاليا الاقتصاد الثالث في منطقة اليورو ونقطة تركيز المستثمرين في حال انتشار ازمة الديون، عرضة اكثر من اي وقت مضى لتراجعات الاسواق.

وبلغت نسب الفوائد التي يتعين على روما دفعها للاقتراض ولاعادة تمويل دينها البالغ 1900 مليار يورو، رقما قياسيا الخميس وسجلت 6,4%.

ويتعين على رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان يطمئن دول مجموعة العشرين من خلال عرضه في كان الاجراءات الجديدة لمواجهة الازمة والتي تم تبينها مساء الاربعاء، اولا خلال قمة مصغرة مع نظرائه من دول منطقة اليورو الاعضاء في مجموعة العشرين (فرنسا والمانيا واسبانيا) وثانيا امام مجمل دول المجموعة.

وكما سيحاول الاوروبيون ان يشرحوا لشركائهم في مجموعة العشرين المعضلة الجديدة التي تطرحها اليونان.

وعقدت ابرز الدول الناشئة من مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) اجتماعا خلال الصباح للتنسيق في ما بينها قبل افتتاح القمة.

تصنيف :