ايران عصية على حرب الاستنزاف الاقتصادي

ايران عصية على حرب الاستنزاف الاقتصادي
الأربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٨:١٥ بتوقيت غرينتش

تتواصل حملات التصعيد الغربية المعادية للجمهورية الاسلامية منذ اكثر من شهر متخذة دوافع و ذرائع مختلفة ، بيد انها تكشف حقيقة واحدة وهي ان اميركا و الدول الاوروبية وكندا حانقة بشكل هستيري على الدور الريادي الايراني في المنطقة و العالم ، وايضا على مستوى قطع طهران اشواط متقدمة جدا في مسيرة الاكتفاء الذاتي ، وتطوير انجازاتها العلمية و مكاسبها التنموية وجهوزياتها الدفاعية ، الى جانب نجاحها المضطرد في تفعيل برنامجها النووي السلمي المثير للجدل .

 واقع الامر ان مجموعة المواقف و السلوكيات الخارجية الضاغطة على طهران تعطي مؤشرات واضحة عن مدى الحقد والحسد الذي بات يعتمل في صدور صناع القرار في واشنطن و العواصم الاوروبية  و اوتاوا ، للجمهورية الاسلامية  بعدما اصبحت تستحوذ على احترام و إكبار الامة، كما تدين لهيبتها القوى الخيرة و المناضلة على وجه البسيطة ، الامر الذي وجه صفعة قاسية الى الهيمنة الاميركية التي تحاول حكومة الولايات المتحدة بواسطتها، تطويع الامم و الشعوب و الحكومات في العالم ، لمشاريعها و اجنداتها السلطوية و الاستكبارية على مستوى المسرح الدولي .

 الثابت ان ايران بمواقفها الاسلامية و الانسانية النبيلة ، قد تحولت الى قبلة للمؤمنين و الثوار و الاحرار ، ولاسيما أبناء الصحوة الاسلامية المعاصرة ، الذين يعتبرون طهران المثل لاهدافهم و تطلعاتهم العادلة. و ازاء ذلك ليس مستغربا ان تشن دول مثل اميركا و فرنسا و بريطانيا  حملة تبشيع و إساءة واسعة النطاق ضد الجمهورية الاسلامية ، وتقاتل بشراسة في سبيل تكريس مقولة ( ايران فوبيا ) ، وتعميم نظرة تشاؤمية فيها  كم هائل من الكراهية والنفور نحو ايران ، تحضيرا لفكرة العدوان عليها.

ويحذر كبار المسؤولين والخبراء ، التحالف الغربي من مغبة الضرب على وتر تلغيم الاجواء العالمية ضد ايران ، فقد صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في محاضرة امام طلبة الجامعة الدولية في كيشينوف عاصمة جمهورية مولدافيا امس الثلاثاْء في هذا المضمار قائلا( ان نهج التهيئة لعمليات تدخل جديدة يعني خلق فوضى في العلاقات الدولية عموما. ومراعاة لهذه التصورات فاننا على قناعة بان العقوبات، ناهيك عن العمليات العسكرية، طريق مسدود).

لقد واكب العالم خلال الشهر الماضي سلسلة المواقف و السلوكيات الغربية – الصهيونية التي يصدق وصفها بأنها حملات تصعيدية تهريجية لا تتورع عن استخدام اقذر الوسائل و الضغوط و العقوبات ، للنيل من سمعة ايران داخليا و اقليميا و دوليا .

و يأتي إعلان المجلس العالمي لحقوق الانسان بإدانة طهران ، كحلقة مكملة للتآمر الاستكباري الغربي على الجمهورية الاسلامية ، باعتبار ان البيان الصادر عن هذا المجلس ، قد صب جام احقاده و سمومه القاتلة عى ايران بدعوى انتهاك حقوق الانسان .   يذكر ان كندا تؤدي في هذا المجلس ، دور الكلب المطيع لسيده الاسرائيلي ، والعضو النشيط بلا هوادة في هذه المؤسسة الدولية للتغطية على جرائم الحرب و المجازر الجماعية  التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الناس الابرياء العزل في فلسطين و جنوب لبنان و الجولان السوري  ، الى جانب الاغتيالات التي تنفذها " اسرائيل " لتصفية العلماء الايرانيين جسديا في داخل البلاد و خارجها. ومع ذلك تعتبر اوتاوا عراب مناوأة طهران تحت ذريعة ملاحقة قضايا حماية حقوق الانسان.     

وكان رامين مهمان برست المتحدث باسم الخارجية الايرانية " قد نصح في حديثه للصحافة الداخلية و الاجنبية امس الثلاثاء ،المنظمات الدولية بتبني العدالة والحيادية في تعاملها مع تقاريرها حول حقوق الانسان، و طالبها بإدانة جرائم واشنطن ولندن وبعض الدول الغربية في المنطقة ، مذكرا بارتكاب اميركا وبريطانيا و حلف الناتو انتهاكات صارخة  لحقوق الانسان في العراق وافغانستان و دول غيرها.

 وانتقد المتحدث باسم وزاره الخارجية الدول التي اعدت القرار الصادر عن مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة و الذي اتهم ايران بنقض حقوق الانسان مؤكدا أن الدول التي اعدت القرار لها قصب السبق  في انتهاك حقوق الانسان".  

اما موقف الادارة الاميركية و فرنسا وحليفاتهما ، بفرض عقوبات اقتصادية اضافية على طهران ، فهو ايضا جانب معروف و تقليدي من السيناريو الغربي المعادي بضراوة للصمود الايراني و دوره القيادي في المنطقة و العالم الاسلامي. الامرالذي يؤكد ، ان التحالف الاستكباري  موجوع حتى الموت غيظا من محور المقاومة والثبات و الايمان ، و ما تمثله طهران فيه من دور يشابه مكانة القطب من الرحى.

 و ازاء ذلك  فإننا لسنا مصدومين او مندهشين من هذا الاستنفار الصاخب الذي تتزعمه واشنطن بالتواطؤ مع حلفائها الغربيين و مرتزقتها الاقليميين بهدف استفزاز و إيذاء الجمهورية الاسلامية عبرهذه الممارسات الدنيئة ، وذلك بعدما اخفقت مرارا و تكرارا في إخضاع ايران أو مساومتها على قضاياها و ثوابتها الوطنية ، وعلى مواقفها المبدئية من القضايا المصيرية للامة الاسلامية.

حميد حلمي زادة?