إيران .. أمريكا .. من يدفع ثمن الحروب في المنطقة ؟

إيران .. أمريكا .. من يدفع ثمن الحروب في المنطقة ؟
الخميس ٠٥ يناير ٢٠١٢ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

5/1/2012 بقلم / علي السيد alialsied@gmail.com?

من المعروف أن دول الخليج(الفارسي) تتصدر المواقف غير الرسمية لأمريكا لاسيما تعاملها مع إيران وبعض الدول العربية والإسلامية .. فهي تقف أمام هذه الدول المعارضة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تنتهج سياسة الكيل بمكيالين وتعاملها المزدوج مع الدول العربية والإسلامية .. ومن ثم الأموال الطائلة التي تنفقها السعودية والإمارات المتحدة فيما يسمى بمواجهة الخطر الإيراني الذي يصورونه بأنه يهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها .. حيث استطاعت أمريكا أن تولّد الخوف الكبير لدى بعض الساسة العرب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية .. لما من شأنه انخراط هؤلاء الزعماء العرب في إطار المشروع "الصهيوأمريكي" ليقفوا في وجه إيران وكذلك بعض الحركات الإسلامية المجاهدة التي تسعى لإفشال مخططات الأمريكيين والصهاينة التي تستهدف المنطقة بأكملها ..

كما أن أمريكا عملت الكثير من المؤامرات الإستعمارية سيما بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وإسقاط شاة إيران العميل لأمريكا .. حينها أقضّ مضاجعهم وتحركوا بكل الوسائل للحيلولة دون أن ينتصر الشعب الإيراني المسلم ويثور لإرادته وحريته التي سلبها الشاة وحلفاءه من الأمريكان ودول الإستكبار العالمي .. وفي نفس الوقت لا يحبذون أن تنتصر الثورة الإيرانية تحت قيادة الإمام الخميني رحمة الله عليه فأوحوا آنذاك إلى خادمهم صدام حسين بأن يشن الحرب الظالمة والغير مبررة على الشعب الإيراني المسلم ودعموه بالمعدات العسكرية المتطورة والأسلحة البيولوجية الحديثة لكي يضرب بها الشعب الإيراني غير أبه بما سيسقط من دماء ومجازر إرتكبها هذا العميل بحق أبناء الشعب الإيراني ..

فكانت الحرب الصدّامية على إيران تعتبر خدمة للأمريكان قدمها العرب لكي يقضوا على الثورة الإسلامية في إيران .. وكذلك على الإمام الخميني رحمة الله تخشاه لأنهم أدركوا الخطر الكبير من هذا الإمام الرباني الذي كان يصف أمريكا بأنها الشيطان الأكبر وكذلك إسرائيل يعتبرها سرطان لابد من اجتثاثه من جسد الأمة العربية والإسلامية ..

وبالتالي تحركت دول الخليج(الفارسي) بشحذ همم زعماء عرب وإقناعهم بدخول الحرب ضد الشعب الإيراني فأرسلت الجيوش والكتائب إلى العراق ليشاركوا في الحرب الأمريكية على إيران وكان ذلك في الثمانينات ..هنا بعد أن رأى الشعب الإيراني أمريكا ودول الإستكبار العالمي يسعون إلى حرب إبادة تستهدفهم تحت مبررات وغطاء دولي وعربي ضلع في هذه الحرب وتخندق مع أمريكا ..

في المقابل وقف الشعب الإيراني أمام الاستكبار العالمي واستبسل في الحرب وقدم ما يقارب مليون شهيد للدفاع عن الصحوة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني الذي وصفه العدو بأنه رجل إلهي ..ومن ثم سخّرت أمريكا الكثير من القنوات والصحف والمنابر الإعلامية تتجه صوب الشعب الإيراني وبالتحديد الإمام الخميني التي كانت تستهدفه هذه الحملات الإعلامية المضللة شخصياً .. فبعد ثمان سنوات من الحرب الطاحنة التي قادتها أمريكا ودول الإستكبار العالمي بتحالف خليجي عربي ضد إيران أدركوا أن طيلة مدة الحرب ليست في صالحهم وكذلك صمود أبناء الشعب الإيراني كان منقطع النظير فتولد لدى العدو اليأس والقناعة فقرر وقف الحرب ودفع بالوساطة لوقف هذه الحرب الظالمة والعدوانية والغير مبررة .. حينها وقفت الحرب بعد سنين عجاف أكلت الأخضر واليابس ودمّرت البناء التحتية والمدن الإيرانية فأبلى الإيرانيون بلاءً حسناً وأحبطوا المشروع الإستعماري والتآمري عليهم فكان فعلاً إنتصار ثورة وصحوة إسلامية آنذاك ..

بعد ذلك اهتزت علاقة أمريكا بحلفائها من العرب فقامت بتغيير سيناريو المؤامرات التي تستهدف الإسلام والشعوب الإسلامية .. وفي موقف درامي ومسرحية هزيلة يقوم العميل الإستراتيجي صدام حسين بغزو الكويت ومن ثم تستنجد دول الخليج(الفارسي) بأمريكا لكي تنقذها من الكابوس "صدام حسين" التي كانت تصفه أمريكا بالرجل القوي والعرب تصفه بحارس البوابة الشرقية المنفذ للمؤامرات الأمريكية في الشرق الأوسط .. هنا أمريكا أسرعت في إنقاذ دول الخليج(الفارسي) من صدام حسين ودخلت تحت هذه الذريعة وبنت القواعد العسكرية الضخمة والتقنية في الخليج(الفارسي) وابتزت أمريكا هذه الدول وتحولت أموال الخليج(الفارسي) الطائلة لخدمة المشروع الإستعماري "الصهيوأمريكي " في المنطقة ..

ندرك جميعا أن أمريكا أمعنت النظر في رجلها القوي صدام حسين وإنه حان الوقت لاستعمار العراق والتخلص من هذا العميل في آن واحد .. فاتخذت أمريكا ذريعة امتلاك صدام حسين لأسلحة نووية فكانت مبرر لأمريكا شن الحرب على العرق .. في نفس الوقت هذا الرجل لم يكتفي بأن يرتكب مجازر في إيران وكذلك في الكويت بل مارس القمع والتسلّط والظلم والجبروت بحق أبناء الشعب العراقي المسلم فارتكب المجازر بحق أبناء هذا الشعب وقتل منهم مئات الآلاف وكذلك استهدف العلماء والمفكرين وعلى رأسهم الإمام محمد باقر الصدر رحمة الله عليه ..

الجدير بالذكر أن أمريكا أبرمت إتفاقاً مع دول الخليج(الفارسي) ينص على أن خسارة ونفقات الحرب على العراق تتولاه دول الخليج(الفارسي) وتدر المليارات إلى الخزانة الأمريكية .. لكن الشعب العراقي لم يقف مكتوف الأيدي بل قام بتنكيل المحتل وتوجيه ضربات جهادية ضده طيلة تسع سنوات من الإحتلال قتل على أثرها الكثير من جنود الإحتلال ما أرغم أمريكا أن تعلن الإنسحاب من العراق في بداية 2012م .. فكان هذا الإعلان بمثابة الإنتصار الكبير لأبناء الشعب العراقي المسلم وفي نفس الوقت قامت دول الخليج(الفارسي) بضخ مبلغ 70 مليار دولار إلى الخزينة الأمريكية لتعويضها عن الخسائر التي منيت بها في العراق دفعة واحدة ..