قدرات ايران العالية جدا عامل ردع امام التهديدات

قدرات ايران العالية جدا عامل ردع امام التهديدات
الأربعاء ٠٧ مارس ٢٠١٢ - ٠٥:٥٦ بتوقيت غرينتش

القاهرة (العالم): 7/3/2012- اعتبر الخبير الاستراتيجي المصري اللواء زكريا حسين توجيه ضربة عسكرية اميركية اسرائيلية لايران امرا مستبعدا جدا ان لم يكن مستحيلا، وذلك في ضوء قدرات ايران العسكرية العالية جدا في احتواء اي هجوم ومن ثم الرد بكل قوة على ذلك من خلال ضرب وتدمير كل الاهداف والمصالح الاميركية في المنطقة وحتى الكيان الاسرائيلي.

وقال اللواء حسين في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية مساء الثلاثاء، ان الاندفاع الاسرائيلي الان ناجم عن تصور خاطئ بان المنطقة اصبحت مهيأة لتوجيه الضربة العسكرية الاسرائيلية الاميركية ضد ايران، الامر الذي جعل نتنياهو يستشعر ضرورة دفع اميركا للدخول في مغامرة ضد ايران، لكنه لن يفلح فيه.
واضاف، انه نتيجة السياسة الناجحة جدا التي انتهجتها ايران ومسؤولوها ومواطنوها وقدرتها العالية جدا على ادارة الصراع في مواجهة اعتى قوتين، القوة الاميركية وما حولها والقوة الاسرائيلية، فقد نجحت في ادارة الازمة بالسير في مسارات محددة وواضحة في هذه الاتجاه.
واوضح بان هذه المسارات تمثلت في امتلاك ايران القدرة العسكرية الرادعة والمتمكنة سواء من حيث امتلاك الصواريخ والزوارق البحرية والدخول الى عصر الفضاء ومناوراتها المتتالية وكلها ناجحة وآخرها صواريخها بعيدة المدى.
وتابع اللواء حسين، ان اعلان ايران بجدية واضحة قدرتها على امتصاص اي ضربة عسكرية اميركية اسرائيلية مشتركة او منفردة ثم العودة في دقائق معدودة باطلاق 11 الف صاروخ على كل المصالح الاميركية في منطقة الشرق الاوسط، سواء في منطقة الخليج (الفارسي) او العراق او افغانستان او حتى في اسرائيل وبالتالي فان هذا الردع الجاد الذي اقتنعت به اميركا اثبت بشكل قاطع بان ايران ليست العراق وان لديها قدرات يمكن ان تدمر كل المصالح الاميركية في المنطقة لو تجرات اميركا او حتى اسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لها.
وقال الخبير الاستراتيجي المصري، ان ايران استعدت استعدادا واضحا لتلقي ضربة عسكرية كاسحة من اميركا وامتصاصها ثم الرد عليها وذلك من خلال اتباع استراتيجية واضحة اولها الانتشار الواسع لكل القدرات الاقتصادية والعسكرية والمفاعلات وغيرها على كل انحاء ايران بالدرجة التي تصعب جدا اجراء اي ضربة عسكرية صاروخية كاسحة لها.
واعتبر اللواء حسين تصريحات اوباما بان كل الخيارات مفتوحة امام اميركا للتعامل مع ايران بانها مقولة للدعاية للانتخابات الرئاسية لكسب اصوات اليهود وقال، ان هذه مقولة انتخابية بالدرجة الاولى وهي في الحقيقة ليست شيئا جديدا، فالحفاظ على امن اسرائيل عقيدة راسخة تناولتها جميع الادارات المتعاقبة في اميركا وبالتالي فان ما اعلنه اوباما ليس شيئا جديدا باعتبار انه مقبل على انتخابات يريد فيها ضمان اصوات اليهود الى جانبه.
واردف بالقول، الا ان المؤكد ان احتمالات الصراع المسلح ضد ايران غير واردة لا في المنظور القريب ولا البعيد لان قدرة ايران وامكانياتها وتوجهاتها وما تملكه من قدرات تؤثر بها اقليميا وعالميا سواء اقتصاديا او سياسيا او عسكريا تقف حائلا امام اميركا على التمادي في السير خلف نتنياهو في مخططه لتوجيه ضربة مستحيلة او غير قابلة للتنفيذ ضد ايران.
واضاف الخبير الاستراتيجي المصري، ان ايران لديها ما يمكنها من الدفاع عن نفسها واحداث التاثيرات الفاعلة والقوية والعميقة سياسيا وعسكريا واقتصاديا تضر بها جميع المصالح الاميركية واسرائيل في منطقة الشرق الاوسط ما يجعل الاقتراب او التفكير او مجرد السعي لتوجيه ضربة لايران مستبعدا جدا لانه لا يوجد له تاييد لا من دول الخليج (الفارسي) بما عانته من انفاق وصل حد الافلاس او المديونية بعد حرب الخليج (الفارسي) الاولى او المساعدة بغزو العراق، حيث ان هذه الدول غير مستعدة لهذه التجربة غير المنطقية وغير المؤكدة.
واعتبر مزاعم توجه ايران نحو انتاج السلاح النووي بانها لا اساس لها ولا توجد اي دلائل تشير الى ذلك واضاف، ان ايران تتجه الى انتاج قوة نووية سلمية وتنمية مواردها واقتصادها وليست لها اي توجهات عسكرية في هذا المجال وهذا ما اكدته كل عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة.
واوضح بانه عند طرح اي شكوك او تشويه لسمعة ايران تستدعي ايران الوكالة الدولية وتفتح منشآتها للتفتيش لتسبق العالم كله وتثبت عدم صحة مثل هذا الادعاء الذي لم يعد ممكنا او يصدقه حتى ادارة اوباما ولا حتى المجتمع الدولي او الاقليمي على الاطلاق.
انتهى // jm-6-19:42