وفي لقاء مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج حوار الساعة أكد ربيع ياغي أن: التراجع أو التراخي الأميركي في هذا القرار مرده أن القرار بحد ذاته كان قراراً متسرعاً وغيرمدروساً ولم تحسب له النتائج كما يجب.
ووصف النفط الإيراني بالتاريخي بالنسبة للصناعات النفطية والاستراتيجية الأوروبية والآسيوية، مبيناً أن عدة مصافي في أوروبا شيدت في حينها على أساس مواصفات النفط الإيراني؛ مؤكداً أن التوقف عن الإمدادات الإيرانية لهذه المصافي سيؤدي إلى إرباكها أو إغلاقها.
ومن بين الدول المتضررة إشار ياغي إلى اليونان حيث بين أنها تعتمد بنسبة ستين بالمأة على النفط الإيراني في تصميم مصافيها وفي استهلاكها أيضا.
وجدد ربيع ياغي وصف القرار بالغيرمدروس خاصة على أعتاب دخول الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي إلى ما وصفها بغرفة العناية الفائقة؛ وقال: هناك عدة دول تعاني من انهيارات اقتصادية وأزمات مالية وهي لا تستطيع أن تساير أزمة التوقف عن استيراد النفط الإيراني أو التأقلم مع ارتفاع الأسعار الذي أدى إليه هذا القرار؛ حيث وخلال 48 ساعة صعد سعر نفط برنت أكثر من 26 دولاراً ونايمكس 11 دولارا.
وصرح ياغي أن أول الارتدادات السلبية لهذا القرار ستكون على الاقتصاد الأميركي ثم الأوروبي،مبيناً: إن المواطن الأميركي الذي يحسّب على البنزين في المحطات بالسنتات فكيف به إذا ارتفع الغالون دولارين أو أكثر؟ولفت إلى أن ذلك من شأنه أن يحدث ثورة شعبية في أميركا الشمالية: كما الأمر في أوروبا؛ حيث تتضاعف الأسعار على عتبة فصل الصيف حيث الطلب يزداد على البنزين.
كما بين ربيع ياغي أن الدول غيرالمشاركة في قرار المقاطعة ستتأثر أيضاً بفعل القرار: لأن السعر العالمي للنفط سيكون أكثر من ضعفين كون أن ليس هناك من فائض في الإنتاج العالمي للنفط.
وأوضح أن الإنتاج العالمي الحالي للنفط و في أقصى درجاته لايتجاوز 86 مليون برميلاً يومياً فيما أن الطلب العالمي حالياً هو بحدود 87 إلى 88 برميل يوميا.
ووصف الحظر الذي فرض على إيران على أنه كان عاملاً أساسياً في تسارع الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعاني منها دول الاتحاد الأوروربي رغم عدم تطبيقه عمليا. وقال: بعض الدول لم تلتزم بالحظر لأنها لاتستطيع الالتزام فاقتصاداتها منهارة ولا تستطيع أن تلقي بها إلى الهاوية فجأة.
كما بين أن العامل النفسي قد أدى إلى قلق في أسواق النفط العالمية مما دفع بالاسعار إلى الارتفاع بحدود عشرة بالمأة. وأوضح أن: الارتفاع الفجائي في الأسعار يؤدي إلى تصدعات في الحالة الاقتصادية والمالية لهذه الدول.
وبين أن عدة بنوك أوروبية تعاني من الحظر المالي على إيران؛ وقال: هي تخسر زبائن مهمين عندما تضع الحظر على نفسها في التعامل مع إيران؛ كما يؤدي هذا إلى إضعاف اليورو.
03/22 20:43 Fa