مرسي يؤكد ان مصر ستتعاون مع ايران لتحقيق اهداف الحركة

الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٢ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏2012‏/08‏/30 ـ أكد الرئيس المصري محمد مرسي على ان مصر ستبذل التعاون مع الجمهورية الاسلامية في ايران من اجل تحقيق اهداف حركة عدم الانحياز، معربا عن اعتقاده بنجاح ايران في قيادتها للحركة.

وقال مرسي في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للقمة السادسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز: يسعدني اليوم ان أشارككم في فعاليات القمة ال16 لحركة عدم الانحياز تلك الحركة التي نجحت في تحويل رؤى آبائها المؤسسين من مبادئ الى افعال ومن فكر الى سلوك ومن مكمن ضعف الى طاقة وقوة على الساحة الدولية.
وتقدم الرئيس المصري بالشكر الى الجمهورية الاسلامية في ايران لاستضافتها القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز وحسن ترتيبها لها، كما جدد الشكر لجمهورية كوبا على ماقدمته من عمل صادق لدفع مسيرة الحركة خلال فترة عضويتها.
ورحب بعضوة ترويكا الجديدة الجمهورية البوليفرية الفنزويلية التي ستستضيف القمة ال17 للحركة في 2015، كما رحب بأمين عام الامم المتحدة بان كي مون واثنى على مشاركتهما في فعاليات القمة، وشددعلى اهمية القمة السادسة عشرة التي تنعقد في طهران.
وقال: نجتمع اليوم في واحدة من اهم اللحظات في تاريخنا المعاصر بعد ثورة الشعب المصري السلمية التي كانت بدايتها قبل سنوات ولكنها تبلورت في عام 2011 عندما تحرك المصريون على قلب رجل واحد لتغيير نظام استبد بهم وكان دائما لايتحرك لمصلحة هذا الشعب وبالتالي استطاعوا العبور الى مرحلة انتقالية فكانت وحدة الصف والفعاليبة وقوة الاداء وانضمام الشعب والجيش.
وأوضح ان الثورة المصرية مثلت في ال 25 من يناير حجر الزاوية في حركة الربيع العربي، وأنها نجحت في تحقيق أهدافها السياسية في انتقال السلطة الى سلطة حقيقية تم انتخابها بادارة المصريين وحدهم، مؤكدا ان مصر اليوم دولة مدنية بكل معنى الكلمة، ودولة دستورية وديموقراطية وحديثة يتولى أبناؤها دفة امورهم بإرادتهم الكاملة.

قدر حركة عدم الانحياز ان تلعب دورا محوريا في العالم

وشدد على ان جميع الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز تواجه الآن تحديات جمة وتناضل من أجل العدالة والكرامة الانسانية، موضحا ان النظام الدولي الراهن يتعرض لاختبارات عديدة على خلفية الازمة العالمية وعجز الاجهزة المعنية بالحفاظ على السلم والامن الدوليين.
وأضاف ان دول الحركة تتعرض الآن لاخطار خارجية وداخلية غير مسبوقة ، حيث تتزايد على الساحة الدولية مظاهر التمييز والعنصرية والتعصب والارهاب الدولي الممنهج وتتفاقم معضلة تغير المناخ وتزداد معاناة بعض هذه الدول النامية من آفات الفقر والامراض.
ورأى ان قدر حركة عدم الانحياز ان تلعب دورا محوريا في هذه المرحلة وفي هذه اللحظات الفاصلة، حيث جاءت نشأة الحركة في اوج الحرب الباردة وفي ظل نضال الشعوب المستعمرة حينئذ، فكانت للحصول على استقلالها وسيادتها وبالتالي تم ارساء مبادئها العشرة .
وأكد ان حركة عدم الانحياز لم تغير مبادئها على الرغم من تغير الخريطة السياسية للعالم والتركيبة الدولية برمتها
وان الحركة حافظت على ثوابتها ولم تتغير بوصلتها ولم تنحرف أبدا عن المبادئ الاساسية التي نشأت من أجلها، بل استطاعت بهذا الكيان الجامع حماية مصالح  الدول النامية حديثة الاستقلال ونجحت في خلق مظلة دولية واسعة النطاق رسخت شرعية جديدة للسياسة الخارجية لدولها كانت ومازالت باقية.
 

مصر بعد الثورة المباركة تنشد نظاما عالميا عادلا
وقال: ان العنوان الموضوعي الذي تم اختياره لقمتنا هذه وهو الحوكمة العالمية المشتركة وعلاقتها بالسلام الدولي وهذا العنوان يعكس رؤية وبوضح يجب أن تلتف حولها الدول الأعضاء بكل قوة ونحن نرفع شعارنا نحو عالم أكثر عدلا، ولابد ان تكون هذه الحركة دائما طرفا فاعلا في النظام العالمي والدولي وادارته.
وأضاف: ان مصر الجديدة بعد الثورة المباركة تنشد نظاما عالميا عادلا يخرج الدول النائية من دائرة التبعية والفقر والتهميش الى دائرة الرخاء والريادة والقوة والمشاركة الحقيقية في الشأن العالمي وهو الذي لن يتحقق الا بالوصول الى قناعة دولية بتطبيق مبادئ الديمقراطية على النظام الدولي والتعددية على منظومته السيادية، مشيرا الى أنه لم يعد مقبولا ان نحترم اساسيات الديمقراطية ثم نرفضها على بعضنا البعض.
 

يجب تعزيز مساهمة الدول النامية في صنع القرار
وأوضح ان مصر تؤمن بأن احدى الركائز الاساسية لنظام دولي عالمي جديد مبني على الديمقراطية تكمن بالأساس في تعزيز مساهمة الدول النامية في صنع القرار وصياغة التوجهات على الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مؤكدا على ان الخطوة الاولى في سبيل تحقيق هذا الهدف هي اصلاح وتوسيع مجلس الامن بصورة شاملة ليكون هناك تمثيل أكثر للنظام القائم في القرن الواحد والعشرين، وليس انعكاسا لما كان عليه الوضع في القرن الماضي بحيث تكون قراراته أكثر مصداقية.
وأكد أنه لم يعد مقبولا استمرار الظلم التاريخي الواقع على افريقيا واستمرارعدم تمثيلها بفئة العضوية الدائمة في مجلس الامن رغم ان الكثير من القضايا المثارة على أجندة المجلس تتعلق بدول القارة الافريقية، مضيفاعلينا بالتوازي علينا تفعيل دور الجمعية العامة للامم المتحدة وزيادة مساهمتها في قضايا السلم والامن الدوليين باعتبارها الجهاز الاكثر تمثيلا لدول العالم والشعوب والمؤسسة الاكثر تعبيرا عن رأي المجتمع الدولي.
 

دول الحركة مطالبون بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على معاناته
وأشار مرسي الى ان القضية الفلسطينية كانت منذ بداية حركة عدم الانحياز على رأس أولوياتها، وستظل كذلك الى ان يتم التوصل الى حل كامل وشامل لها يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير و تاسيس دولته الحرة على أرضه.
وقال: نحن مطالبون اليوم بتوفير الدعم السياسي وغيره من أنواع الدعم اللازم لتحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل الامم المتحدة كدولة كاملة العضوية في المنظمة، وتسليط الضوء على مايعانيه هذا الشعب وخاصة سجناؤه من ظروف صعبة يفرضها الاحتلال تتنافى وكل مبادئ واعراف القانون الدولي وقيم وحقوق الانسان فضلا عن فريضة السماء بأن يكون الناس احرار في اوطانهم والا يطغى عليهم أحد.
 

على الفلسطينيين اتمام المصالحة الوطنية للتركيز على مقاومة الاحتلال
وأكد ان مصر ستدعم اي تحرك فلسطيني في الجمعية العامة او مجلس الامن للانضمام للأمم المتحدة اذا ما قررت القيادة الفلسطينية ذلك، مضيفا: سنستمر في رعاية المصالحة الوطنية الفلسطينية لدعم وحدة الصف الفلسطيني، وأحث جميع الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم على ان يتموا المصالحة وان ينتقلوا الى تنفيذ ماتم التوصل اليه مؤخرا ليتمكنوا من التركيز على قضيتهم الحقيقية وهي مقاومة الاحتلال والتحرر منه.
 

مصر على اتم الاستعداد للتعاون مع كل الاطراف لحقن الدماء في سوريا

وأشار الرئيس مرسي الى ان مصر على اتم الاستعداد للتعاون مع كل الاطراف لحقن الدماء في سوريا، موضحا ان مصر تقدمت بمبادرة في مؤتمر مكة، وهي تدعو الاطراف الفاعلة لاتخاذ الخطوات اللازمة من أجل ايجاد الحل المناسب في سوريا.

وقال مرسي: " ان تضامننا مع أبناء سوريا الحبيبة ضد نظام قمعي فقد شرعيته (حسب تعبيره) هو واجب اخلاقي بقدر ماهو ضرورة سياسية واستراتيجية، ينبع من ايماننا بمستقبل قادم لسوريا الحرة الابية وعلينا جميعا ان نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سوريا وان نترجم تعاطفنا هذا الى رؤية سياسية واضحة تدعم الانتقال السلمي الى نظام حكم ديمقراطي يعكس رغبات الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة وفي نفس الوقت يحفظ سوريا من السقوط في دائرة الحرب الاهلية او السقوط في هاوية التقسيم والصدام الطائفي".
وأضاف: "ومن هنا تاتي أهمية توحيد صفوف المعارضة بما يؤمن مصالح كل اطياف المجتمع السوري بدون تفرقة أو تمييز ويحفظ الوحدة والسلامة الاقليمية لهذه الدولة الشقيقة".
وتابع بالقول: "ان نزيف الدم في سوريا في رقابنا جميعا".

 

ضرورة التمسك بحق استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية

ورأى مرسي ان دول الحركة جميعها تواجه تحديات اضافية تستدعي تعزيز اواصر التعاون بينها وتحقيق تطلعات شعوبها المشتركة وأنه على رغم الدور المحوري لحركة عدم الانحياز في مناقشة خطوات لاخلاء المنطقة كلها من الأسلحة النووية وكافة اسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط التي انضمت كل دولها الى معاهدة حظر الانتشار النووي باستثناء "اسرائيل".
وشدد على الحفاظ على موقف الحركة وموقف مصر الثابت بالتمسك بحق الاستخدام السلمي للطاقة النووية مع الاحترام الكامل للالتزامات الدولية التي تفرضها معاهدة منع الانتشار النووي في هذا المجال.
وأكد ضرورة الاستمرار في تفعيل التنسيق بين الحركة ومجموعة الـ 77 والصين لتحقيق الاهداف المشتركة للدول النامية في مختلف المجالات بما يعزز التعاون، وضرورة الحفاظ على قواعد التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة وتوفير مناخ دولي يدعم جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح: ان نجاح حركة عدم الانحياز ارتبط بموقف اعضائها المشترك وعدم التخلي عن ثوابت ومبادئ الحركة، مما عزز من قدرتها على التفاعل المستمر وبات علينا اليوم ان نتمسك واكثر من اي وقت مضى بمبادئ الحركة وأهدافها وان نترجم الزيادة العددية للدول الاعضاء في الحركة الى زيادة نوعية تتناسب مع قدرتها على التأثير في الاحداث العالمية.


تسليم قيادة حركة دول عدم الانحياز من مصر الى ايران في دورتها الحالية

وقدم مرسي تقريراعن نشاط مصر خلال فترة ترؤسها للدورة الـ 15 لحركة عدم الانحياز، مؤكدا ان مصر الجديدة ستمد يد التعاون بكل اخلاص من أجل التوصل مع دول الحركة وستبذل الجهود الدولية لتحقيق العدالة والكرامة لجميع الشعوب والسعي من اجل تحقيق السلام العادل الشامل.
وأعلن مرسي في نهاية كلمته تسليم قيادة حركة دول عدم الانحياز من مصر الى ايران في دورتها الحالية، حيث سلم نظيره الإيراني الرئيس محمود أحمدي نجاد الرئاسة الدورية لحركة عدم الإنحياز، معربا عن اعتقاده بنجاح ايران في قيادتها للحركة، وشاكرا اياها مرة أخرى لاستضافتها القمة.

A.D-30-12:06