قمة طهران في الصحافة 01/09/2012

الأحد ٠٢ سبتمبر ٢٠١٢ - ١٢:١٨ بتوقيت غرينتش

تناولت الصحف العربية والآجنبية مختلف ردود الأفعال حول قمة حركة عدم الانحياز السادسة عشرة التي إختتمت اعمالها في طهران الجمعة.

صحيفة "الفيغارو" الفرنسية كتبت عن نجاح ايران في افشال محاولات فرض عزلة عليها وجاء في الصحيفة:

"يبدو واضحا بأن ايران حققت العديد من الاهداف من وراء استضافة قمة حركة عدم الانحياز، وعلى رأسها كسر محاولات الغرب فرض عزلة دولية عليها، وكذلك طرح رؤيتها ووجهات نظرها حول شتى القضايا وعلى رأسها برنامجها النووي الذي يشكك الغرب في اهدافه، كما ان استضافة مثل هذا المؤتمر الدولي الضخم في ظل اجواء الضغوط الامريكية الغربية والتهديدات الاسرائيلية المتزايدة يعتبر انتصارا بحد ذاته للدبلوماسية الايرانية.

وبالطبع يجب ان لا ننسى بأن ايران ستترأس وعلى مدى ثلاث سنوات هذه المجموعة الدولية، الامر الذي سيعزز مكانتها وقدرتها على المناورة في الساحة الدولية."

 

وترى صحيفة "جمهوري اسلامي" الايرانية آن نجاح ايران في استضافة مثل هذا التجمع هو نجاح كبير بحد ذاته:

"استضافة ايران لقمة بلدان حركة عدم الانحياز تعتبر بحد ذاتها انتصارا كبيرا لبلادنا، انتصار يتمثل في مشاركة مائة وعشرين بلدا من بلدان العالم، الامر الذي اسقط وفضح اكذوبة الغرب بشأن معاناة ايران من عزلة دولية، ونجاح تجسد ايضا فيما طرحه قائد الثورة من رؤية واضحة على قادة بلدان العالم، بشأن ضرورة ايجاد نظام دولي جديد لا تديره القوى الكبرى، وضرورة تغيير هيكلية وتركيبة الامم المتحدة.

الى جانب كل ذلك، يمكن القول بأن ترأس إيران لقمة حركة عدم الإنحياز، هو بداية لدخول هذه الحركة الى مرحلة جديدة وبداية لخروجها من سباتها في ظل مواقف إيران الواضحة الصريحة والشجاعة على صعيد التعامل مع قضايا حقوق ومستقبل شعوب العالم."

 

صحيفة "لوس انجلس تايمز" الامريكية نظرت لموضوع قمة عدم الانحياز في طهران من زاوية كونِ ان هذا الحدث الدولي الكبير يمثل استهانةً بامريكا والغرب بشكل عام، وحسب هذه الصحيفة الامريكية، حملت مشاركة بان كي مون في طهران صدمة لواشنطن:

"نجاح ايران في استضافة القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز يعتبر بحد ذاته استهانة بالولايات المتحدة وسياساتها وبالضغوط واجراءات الحظر الغربية بشكل عام.

والايرانيون تحدوا في الواقع عبر استضافة هذا التجمع الدولي الضخم محاولات الغرب فرض عزلة دولية عليهم على خلفية البرنامج النووي الايراني.

ولعل مشاركة السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون في قمة طهران، وبغض النظر عن الاسباب والمبررات والذرائع، حملت صدمة كبرى لواشنطن، فحضور بان كي مون في طهران ورغم كل الالحاح الغربي الاسرائيلي عليه، اضعف والى حد كبير من حملة الضغوط الغربية المتعددة المجالات ضد ايران."

وأثار الخطاب الذي ادلى به الرئيس المصري محمد مرسي في قمة طهران، ردود فعل وانعكاسات مختلفة، خاصة ذلك الجانب من الخطاب الذي تناول فيه الازمة السورية، صحيفة "كيهان" الإيرانية نقلت عن مستشار الشؤونِ الدولية لرئيسِ مجلسِ الشورى الاسلامي في ايران قولَه إن مرسي طرح رؤيتَه وليس رؤيةَ حركة عدم الانحياز:

"يرى مستشار الشؤون الدولية لرئيس مجلس الشورى الاسلامي بأن الرئيس المصري وباعتباره رئيس الدورة المنتهية لحركة عدم الانحياز، إرتكب خطأ كبيرا بخروجه عن مبادئ هذه الحركة بطرحه لموقف مصر ازاء القضايا المختلفة وبدلا من التحدث باسم الحركة.

وأضاف حسين شيخ الاسلام، ان قائد الثورة الاسلامية نفسه لم يطرح المسألة السورية في الخطاب الذي ادلى به في افتتاحية قمة طهران، رغم أن لدى ايران الكثير الذي يمكن ان تقوله في هذا الموضوع، وذلك احتراما منه للاصول والاعراف، ورغم ان المسألة السورية الان إحدى القضايا المطروحة على بساط البحث في مؤتمر حركة عدم الانحياز. والواقع هو ان الرئيس المصري لم يتصرف كرئيس لحركة عدم الانحياز بل طرح رؤيته الخاصة وليس رؤية الحركة بشأن سوريا."

 

وحول نفس الموضوع، انعكاسات خطاب الرئيس المصري في الصحافة، كتبت صحيفة "الثورة" السورية مقالا يحمل عنوان "ليس من اسمه نصيب" جاء في جانب منه:

"لم يفاجئ الرئيس السابق لقمة «عدم الانحياز» محمد مرسي أحدا من السوريين الذين استمعوا إلى خطابه في قمة طهران، إلا أولئك الإرهابيين الذين أطلق عليهم «طلاب الحرية» بينما هم يقومون بسلب الشعب السوري بأكمله حريته وأمانه واستقراره وصيغته الوطنية الفسيفسائية.

لقد خيب مرسي ظن كل الذين كانوا يعتقدون أن له من اسمه وكنيته نصيب، فهو جافى الحق والحقيقة في تناوله الموضوع السوري، وخالف بذلك شريعة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك لم يقدم على الإطلاق موقفا جامعا أو غير منحاز لطرف، بل إنحاز إلى ما سماهم «طلاب الحرية» إرهابيي الإخوان والوهابية ومرتزقة أردوغان والدول الغربية وبلاك ووتر أوباما، وفقد بذلك ما تعنيه كنيته التي تعبر في معناها المجازي عن الجمع وليس التفرقة.‏"

 

کما تحدثت صحيفة "كامر سانت" الروسية عن قمة طهران، مشيرة الى ان خطاب مرسي عكر آجواءها الى حد ما.. وهذه متقطفات مما جاء في مقال الصحيفة:

"ايران استفادت تماما من استضافة قمة عدم الانحياز، اذ تجاوزت بذلك محاولات الغرب فرض عزلة دولية عليها، كما استطاعت توضيح رؤيتها بشأن سلمية برنامجها النووي لقادة كبار مسؤولي مائة وعشرين بلدا من بلدان العالم بصورة مباشرة.

وبالطبع عكر الخطاب الذي ادلى به الرئيس المصري محمد مرسي اجواء قمة طهران الى حد ما، بمهاجمته الصريحة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وما تبع ذلك من انسحاب الوفد السوري من قاعة الاجتماعات، فخطاب مرسي جاء في الاتجاه المعاكس لجهود طهران بشأن تشكيل مجموعة اتصال لحل الازمة السورية وفي اطار حركة عدم الانحياز."

 

وسلطت صحيفة "رسالت" الايرانية على ذلك الجانب من الخطاب المهم الذي ادلى بها قائد الثورة في افتتاحية قمة طهران، والذي تضمن طرح اقتراح ايران اجراء استفتاء عام في فلسطين:

"قائد الثورة الاسلامية نصح المسؤولين الامريكيين في الخطاب الذي ادلى به في افتتاحية قمة عدم الانحياز، بقبول اقتراح ايران الداعي الى اجراء استفتاء عام في فلسطين، القائد اكد ان فلسطين هي للفلسطينيين، ووجود الكيان الصهيوني ظلم كبير. واضاف القائد بأن اقتراح ايران بشأن اجراء استفتاء عام في فلسطين، هو اقتراح شفاف وواضح وعملي وعادل، واقتراح ديمقراطي بشكل كامل لحل القضية الفلسطينية."

 

صحيفة "سياست" الهندية، ترى ان هذه القمةَ تختلف عن سابقاتها، لانها عقدت في ظل اجواء خاصة، وباستضافة بلد معروف بمواقفه مقابل القوى الكبرى:

"قمة عدم الانحياز بطهران تختلف في الشكل والمضمون عن كل القمم السابقة، وذلك في ظل الاوضاع والاجواء والمناخات الاقليمية والدولية السائدة، وكذلك في ظل إستضافة بلد مثل إيران معروف بمواقفه المستقلة وبشجاعته في مواجهة التحديات والضغوط للدورة الجديدة للحركة.

والمسألة المهمة هنا تتمثل في فشل كل المحاولات الغربية والاسرائيلية ايضا، والتي استهدفت عرقلة عقد هذه القمة في طهران، وهي محاولات ارتكزت على مقولة ان مثل هذا التجمع الدولي الضخم في طهران، يعطي ايران المزيد من القوة والمكانة، والمزيد من القدرة على المناورة في الساحة الدولية."