والحقيقة انَّ هذه الجريمة اللااخلاقية تجسد كنه العداء الاميركي ــ الصهيوني السافر للاسلام والمسلمين خصوصا , وللقيم الدينية السامية عموما، مثلما تعبر عن موقف العاجز الضعيف الذي يستخدم اساليب الدناءة والغيلة، والتخفي في الظلم أو وراء الكواليس ــ كما قال قائد الثورة الاسلامية ــ في سبيل توجيه طعناته النجلاء او تسويق سيناريوهاته الفاسدة، ابتغاء الاساءة والتشهير بالآخرين، وذلك في حالة فشله في القضاء على خصومه ميدانيا.
وليس ثمة شك في ان الانتكاسات والهزائم التي مني بها الاستكبار العالمي على مستوى تلويث الهواء النقي للصحوة الاسلامية وثوراتها المباركة في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين والاردن وبلاد الحرمين الشريفين (ما يسمي بالسعوديه )، استدرجت الدوائر الغربية واسرائيل الغاصبة الى مطبّات وانفاق مظلمة لم تعد بعدها قادرة على التحكم بمسيرة النهوض التغييري في ربوع المنطقة، بل ورطتها ايضا في ممارسات وسلوكيات وسياسات خرقاء، اخذت تداعياتها تنقلب عليها عكسيا، وبدأت تبرز الى العلن حقيقة الارادة الحرّة للامة المحمدية الكريمة، الرافضة للتدخلات الاميركية والصهيونية في شؤون ثوراتها التحررية هنا وهناك.
لقد زادت التحركات الغربية والخليجية والتركية في تفاصيل قضايا الثورات الشعبية الاسلامية على الاوضاع الفاسدة، والاطاحة بالانظمة المتواطئة مع (المشروع الصهيو اميركي)، من خطورة الموقف في الدول والمناطق التي انتفضت في الاساس احتجاجا على ارتهان الحكام الخونة وخضوعهم للاملاءات الاستكبارية والسلوكيات الاطلسية.
واقع الحال ان هذا التحرك كشف سذاجة الاستراتيجية الغربية التي حسبت ــ خطأ ــ ان المسلمين والعرب يثقون بها وبشعاراتها الزائفة، لاسيما في مضمار ارساء الديمقراطيات والحريات "والتعدديات، بالاضافة الى وعودها الكاذبة لانعاش الحياة المعيشية والاقتصادية لابناء الامة. فقد اثبتت الايام الماضية ان المواقف الاميركية والاوروبية وما تساوق معها من استنفار للمال السعودي والقطري وفتاوي وعاظ السلاطين من ذوي الذهنيات التکفيريه , الى جانب الخدمات اللوجستية التركية، لخدمة هذه المواقف ، أماطت اللثام عن الوجه الكريه والسلوكيات الخبيثة لهذا التحالف البغيض الذي برهن على انه عدو للاسلام والدين والرسالات السماوية، وخادم ذليل للاهداف الصهيونية.
وازاء ذلك وعقب تحطم هذه الاستراتيجية الاستكبارية على صخرة النهضة الواعية لابناء الامة، وبدء اتضاح الخطوات الرشيدة لابناء الصحوة الاسلامية في الشرق الاوسط، الذين انبروا يكافحون بلا هوادة التدخلات الشريرة في شؤون بلدانهم وتقرير مصائرهم، على ارضية التضحيات العظيمة والمآثرة الخالدة التي سطروها بالدماء والعرق والصبر وتحمل الشدائد، شعرت اميركا واسرائيل بأن جميع مساعيهما ذهبت ادراج الرياج، وبأن تماسك امة المصطفى (ص)، هو من القوة والرصانة بمکان، بحيث يصعب او ربما يستحيل معه التحايل على ابنائها المؤمنين او سوقهم وفقا لمخططات النظام الرأسمالي الغربي ــ الصهيوني.
وبما ان الغدر هو سلاح الجبناء، فقد عمد المستكبرون ومرتزقتهم الى اعادة تطبيق تصرفاتهم القديمة الحديثة بالاساءة الى المقدسات والرسول الاعظم (ص)، وهو ما يدلل كما اكد سماحة الامام الخامنئي في رسالته التاريخية للامة في (13/9/2012)، "على يأس التحركات المعادية من الايقاع بالصحوة الاسلامية، ومؤشر على عظمة نهضة بني أمة محمد (ص)، وبشارة واضحة تبنيء عن تعاظم دورها الريادي وتنامي قدراتها وتأثيرها على الساحات القطرية والاقليمية والدولية" { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.
* حميد حلمي زاده